خذ لك وقتا وجيزا واسترح..خذ لك قصيدة لتدفع بها بعيدا الاختناق المحدق
بك...اشرع في القراءة لتتجاوز حالتك..استمتع بشعر تحبه..دافع عن هزيمتك
وانتبه لتجربتك ..أتتوفر ذاكرتك على مشاهد جمالية ترتكن إليها وقت الحاجة
حتى تجعل منك ناقدا بارعا أم انك تتجول لوحدك في أقبح الصور
الشاعرية...احلم بموهبة تغريك بعناصر شعرية تمنحك الحرية والموهبة في
الإبداع بدل بقائك في صحراء عربية مقفرة تحس فيها بالخطر وتتيه في سراباتها
المرعبة...إن الخطر في الغزل المكشوف هو أن تهتم بقبحه وفساد
أخلاقه بدل الحياة في أدق تفاصيله وتحس فيه بالبراءة وأنت تلامس حياتك
الطفولية...دعك من هدا وتغنى بخمرة لم تتدوقها أبدا ...أو تغنى بمرآة عاري
بلسان ثقيل...من يمنعك من وصف غروب شمس وقت الفجر او قمر في منتصف
النهار...من يمنعك سوى ضيق تفكيرك وقناعتك بتها فتات أخلاقياتك الممنوعة من
الصرف...إن الشعر تجاوز الأساطير واستحوذ على الروح وفند الأكاذيب
والفلسفات الغامضة...ادكر من المجازات ما ذكره عنترة وكسر سيوفهم...عش
أيامك ولياليك بالشعر... وابتعد عن الصور القديمة ...بله العروض والأوزان
والتفعلة... وكدا الإيقاع والروي وقس على ذلك...باشر خيبتك لتنتقل إلى
الكفاية والاكتفاء... وتنتهي بك في الحب...لماذا تتوجس وتحذر الشعر ولا
تسوقه...أما تدري أن الشعر لا ينمو في الضجيج وان كلماته لا تستمد
مشروعيتها وخصوصيتها وإبداعاتها من الخارج...فانك إن أرغمتني هزمتك شعرا
لأني سأتقوى بعزيمتي وإصرارك،فلا الشتيمة ستفارق كيانك ولا الحب قد يننتهي
عندي لان الجسد لدي هو مجال فسيح تتغذى منه الروح .لذا إني استمع إليها وهي
تشعر بتخوم الجسد وعليك أن تحبها....قد يكون صوتي مشاغبا بعض الشيء ولكن
لا خوف عليك ولاسيما وأنت تأكل بصلا في شهر مارس...ان بكاء الشعر مختبر
رخيص،فأفصح عن برد رعشاتك وعجل فكرة الموت المؤجلة لديك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق