مقال الكتابة ليست سيرة ذاتية
لا تقفوا عند حدود اللسان تنتظرون تسجيل ما سينطقه في سجلات البلدية
الابداع ليس سيرة ذاتية والسيرة الذاتية نفسها بالكاد هي حقيقية فنحن لا نسبح في نفس النهر مرتين
لا يمكن ان نلتقط اللحظة الراهنة دون ان تتبدل في الكتابة حين تنصهر داخل الوجدان وحين تتناوح عليها الازمنة الثلاث ماض وحاضر ومستقبل
فلا تقراوا التاريخ في الكتابة التاريخ نفسه يتاثر عند كتابته بفكر من يسجله بدينه ومذهبه وانتماءاته وتصوراته
الشاعر والكاتب عموما مقدر عليه التلبس والتقمص ليعيش حالة الكتابة وقد يتلبس حتى نفسه في لحظة مفارقة تماما لواقعه ولحقيقته لكنها تتمخض قصة او قصيدة
وقد يتقمص شخصية جاره صديقه او حتى شخصية رواية من الروايات حكاية من الحكايات المسموعة وكلها ليست خقيقية
والاكثر تضررا من حشر كل الكتابات في بوتقة السيرة الذاتية هي الكاتبة فعلاقة المراة بالكتابة دائما
محصورة في حياتها الشخصية ولذلك هي مخيرة بين ان تطلق كل خيول ابداعها وخيالها فيسجلون لها سيرة ذاتية على مقاس فهمهم واحيانا ينصبون لها محكمة وتحاسب القبيلة القتيلة على حد تعبير غادة السمان او ان تلجم خيالها وتصورها الابداعي وتقمصها الفني وتحرص جيدا على ان يصنعوا لها سيرة ذاتية جيدة بقدر ما تكتبه
الحمد لله ان مبدعات اخترن الحرية لاقلامهن فكانت غادة السمان وكانت احلام مستغانمي وكانت نازك الملائكة وفدوى طوقان ونوال السعداوي وغيرهن كثيرات
بقلم مايا احمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق