- ابتسامة شرير...أخيرة..
- كلنا نريد أن نحقق سعادة من أجل حياة أفضل . كلنا نحلم بنعيم طفل وان على حساب غيرنا! كل معلمينا( الأسرة والأصدقاء ، والمعلمين ، والثقافة، و الدين ، وما إلى ذلك) أبدعوا في تعليمهم لنا. كل منهم أوفى دوره بالكمال والتمام في تشويهنا بأبشع النعوت الممكنة . ولكننا تعرضنا في مقابل ذلك الى إذلال لا مثيل تحت هتاف الرعاة ....نسمات صياح باردة...تشجيعات أسلاف ينامون تحت الارض...قويهم ضعيف... تعرضنا لكافة الأمراض الاجتماعية كالنفاق التعلم والخداع من عظماء بريئين .انها مجموعة كاملة تتحلى بأبشع السلوكيات البشرية اتجاه الطبيعة ... اتجاه أصدقائنا . يقدم كل معلم إلينا ذلك بكل قناعة ، وراحة و متعة! وإلا كيف نصبر على ثوابهم ... ؟ هذه هي الحياة .لكن ولسوء حظنا ، هناك غيرهم من تقدموا الى ربهم وكرمهم بل وفضلهم عن العالمين... ومما لاشك فيه أن عصر الاتصالات والتدفق الحر للمعلومات هو تعليم آخر لفاقدي الوعي عموما من اجل العثور على السعادة التي يعبرون عنها ... ابتسامة " النعيم " بالمقارنة مع ما قد تعلمناه منذ القرون الوسطى ونحن نعتقد ان العيش على عرق جبين الآخرين مهانة .مما جعلنا نبلغ أعلى درجات المتع. وهذه جريمة ضدنا بالتعبير الحر عن ثقافتنا المضادة للمتعة. هل لاحظت كيف تكون "متعة" بالقوافي دون أن تقطب وجهك ...او متعة في الجنس دون ان تكفر نفسك ؟ فعندما نبني العديد من مفردات كلامنا للعثور على مسار " ابتسامة المتعة " بحشو الألياف العصبية والبصرية ، وتنشأ لذلك اللقاءات والمؤتمرات لينفخ المدح شدقيه زهوا وهو يقرع النواقيس ...نكون قد استخدمنا الطعام لتحويله إلى مختلف الجزيئات لإعادة بناء "الدوائر " السلوكية التالفة ...وعندما تقام المأدبات على أنقاض المنازل المهدومة والأيتام المحرومة...نكون غرزنا في بعضنا البعض سهاما نافذة.. نعم،ربما نحاول رسم ابتسامة تتوافق مع الرسومات التخطيطية لمختلف الخلايا العصبية في الدماغ ليسمع نبرات صوته إلا ان هذه الخلايا قد تتوزع الى أصناف .. من الخلايا المتخصصة في الابتسامة الغامضة الى الخلايا المتخصصة في القتل وهي في انفتاح تام على ذواتنا. إنها حلقات الإلكترونية لا تؤدن عند صياحها ،عند تفاعلها ،عند جوقتها،لكنها تسبب في سكوت لا يتكلم سلسلة من ردود أفعال . وقد تكون هذه السلوكات بارزة على مستوى شفاهنا التي تصعد إلى السماء لإبراز أسناننا حضورا متميزا حسب تعابير وجهنا السابحة في الدلالات الواهية . فالتعبير عن الابتسامة يشترط توفر عناصر أخرى تكون جزء من جسمنا ...تشتغل أو تضمر... وقد تختفي وراء الكلمات المائلة أو تخفى إلى حين.... هذا هو السبب الذي يجعل الشخص المريض..السادي.. يعمل بكل هذه الأمراض الاجتماعية ليحصل على ابتسامة لا يغشاها الليل وهو في صراع غير متوازن مع غيره...صراع يتفاقم عندما يحول الوسيلة غاية وهو يتوكأ على عصاه...و على العكس من ذلك ،قد يتحول هذا التناحر بقدر كبير من الانضباط إلى وعي . بيد اننا لا نستخدمه الا لإصلاح سلوك تافه " ابتسامة فقط "...لسلوك المكر والخداع بكل أشكاله...مكر بالقوة او مكر بالخديعة ... فحيثما كان ذلك مناسبا ،تصطف المشتبهات وغير المشتبهات وتصبح الروابي منخفضات .ان الجسيمات التي نقتنيها من فاكهة نستلذها مثلا، تذهب إلى عضلات الوجه لتنسيق الحركة الشاملة لابتسامة وجه شرير... فيصبح سريع الغضب ويحول كل طاقته الفكرية الى طاقة عضلية .فتنعكس على ملامحه شرارات مرض السادية سواء اكان ذلك عمدا ام عن حسن نية. ليس هذا لطفا منا أو تسامحا عندما نتركه لنزواته ، وانما يعني كذلك ان جزء من إدراكنا لواقع الامور قد ضمر او سيضمر وان الخلل الذي سيلحق دماغنا قد يصيب جهازا مسؤولا عن وعينا بأمور الإنسانية والعدالة والمواطنة وغيرها كثير...ونصبح نؤمن بقدره علينا من غيرنا... يا له من خلق غير عادي يختلف فيه بكاء الباكيات !
- احمد انعنيعة
شعر فصحى,شعر عاميه, نثر,خاطره,قصه,أمومه وطفوله,اعلام وفن,مقال,اسلاميات,صوتيات وفيديوهات
الاثنين، 5 سبتمبر 2016
إبتسامة شرير أخيرة .. بقلم الأستاذ / أحمد انعنيعة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق