الأحد، 22 ديسمبر 2024

جدي يحكي للشاعر / محمد عبدالمرضي منصور

 جدِّي يحكي

 


يا وَلَدِي لَسْنا في أمـــــــــانْ

سَأحْكي لكَ قصةَ عُرْبــــــانْ


رُزِقُــــــــــــــــوا لُغَةً عَظِيمةً 

لُغَةَ الفُصْحــــــــــى والقرآنْ

 

حَضَـــــــارتهُم كانت عُظْمَى 

قَد مَلَكوا عِظَمَ المَكـــــــــانْ


مِن الجَنَّةِ نَهران خَيْــــــــــرِ 

والكَعْبةُ أعْظَمُ بُرهــــــــــانْ


فكــــــــانت القُدْسُ مُحَرَّرَةً

ورَوْضةُ هَضَبةِ الجــــــولانْ


وكـــــانت لَهَم أرْضُ الذهبِ 

أراضِـي مصرَ والســـــودانْ


و كذا شَمَــــــــــالُ إفريـقيا 

ومُلكُ بحارٍ و خِلجـــــــــانْ


حتى مَضِيقُ بـــاب المندب 

كان كسَدٍّ للطُغيــــــــــــــانْ


حتى مَلَأ الطَّمعُ قُلــــــــوباً 

ظلَمَتْ بـَـــــاءت بالخُسْرانْ


فجمع الغَرْبُ كِلابَ الصيـدِ  

حَرْباً لَيْسَت في الحُسْبـــانْ


صــــــــــار بِها الرَّجُلُ بقيدٍ 

ومَلَكَ الأمْرَ كُلُّ جَبـــــــــانْ


دَبَّ السُـوسُ بِجِذْعِ الوطنِ 

وجَفَّ الوَرَقَ بالأغْصـــــــانْ

 

ذَهَبَ العِلْمُ وجَــــاءَ الجَهْلُ 

فدَفَعوا أغْلى  الأثْمــــــــانْ


صـــــــــار ابنُ العَربِيِّ عَبْدًا 

وأُصِيــــــــبَ بِجلِّ الخزلانْ

 

فلَمَّ المُحْتَلُ يَهُـــــــــــــوداً  

وجَيَّشَهُم لصُنْعِ كيـــــــــانْ

 

على فلسطيــــــــن العربية 

وتكــــــــــــاثَروا كالجِرذانْ


حتى جـاءَ النَّــــاصِرُ ناصر  

قد حَرَّر ما في الإمْكــــــانْ

 

لكنًّ أراضِـــــــــي  الفيروز  

سُلِبت مِن قِبَلِ الصِبْيـــــانْ


فجمَعَ العُرْبُ كُلَّ الشَّمْـــــلِ  

يَوْمَ العَـــاشِر مِن رمضـــانْ


كـــــــــــان النَّصْرُ بإذن اللهِ  

وفَرَّ عِدًى مِن الأحْصــــــانْ


فقــــــــال الغَرْبُ فَرِّقْ تَسُدْ

وفَرَّقــــــــــوا بينَ الإخْوانْ


ومازال هُنـــــــــــــاكَ عَدُوٌّ 

بأراضِيــــــــــهم حتى الآنْ


لو كُنتَ رَجُلًا عَرَبِيًّـــــــــــا 

أَبْقِ الأمْرَ في الأذْهَــــــــانْ


وأعِدَّ لهُم كلَّ القُـــــــــــوَّةِ 

ولا تُغْمِضْ لكَ أجفــــــــانْ


حتى يرْجِــــعُ حَقُّ جَـــدِّك  

وحتى تَحْيـــا غَيْر مُهـــانْ

 

ولذا قصَصْتُ وقُلْــــتُ لكَ 

يا ولدي لَسْنا في أمــــــانْ

.

.

.

.


محمد عبد المرضي منصور

أديب مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون