الخميس، 1 سبتمبر 2016

شوق : ..( صلاح الأسعد / سوريا )

أسعدني ذلك الثّقبُ المهمَلُ المختبئُ
بين دهاليزِ ذاكرتي المهترئة ...
حشدْتُ عدّتي وعتادي ، وتسللتُ منه والكونُ ساكن ، والغاسقُ
الواقبُ قد أرخى سدولَه بألوانِ القهر والهموم ...
تسنّمتُ هضابَ صدرها ، ضمّتني ، عانقتْني 
استنْشقتْ تفاصيلي ..
بكيتُ عند كلّ منعطفٍ في جسدها الورديّ
قبّلتُ كفّيها ، عانقتُ جبينها ...
أدركتُ أنني لستُ جزءاً منها فحسب 
أيقنتُ أنني ماكنتُ فلذةَ كبدٍ فحسب
تأكّدتُ أنّ لنا نفَسَاً واحداً ، ونبضاً واحداً ، وروحاً واحدة
والنتيجةُ " يا سيّد فيثاغورث " نحن واحدٌ رغم كلّ حساباتك ونظريّاتك
انتزعوني من على صدرها ، وحبسوا الهواءَ عن رئتيّ
ألقوني عند شاطئ البحر ، وحبسوا النّسماتِ عن حياتي
جعلوني لقمةً سائغةً لقرشِ البحر ، لنني قهرتُه ...
أعينيني على لقياكِ يا صيحةَ فرحي إلى الأبد
امنحيني رذاذَ شهدِ دموعك لأطيرَ معه وأحطَّ على قمّةِ كتفيك ..
هبيني راحةَ كفّكِ بساطَ ريحٍ ليلقيَ بي عند شموخِ جبينك
دعيني أتفلّتْ من ثقبِ الذاكرةِ قبل أن يتّسع
فعندها سأتوهُ بين سحبِ الضّياعِ والهلاك ، بل ربّما
أسقطُ في أوديةِ النسيانِ والخرَف ..
ظلموني .. وما ظلمتك
داسوني .. وما عققتك
قصّوا جناحيَّ لمّا ألقوا بي خلف الآفاق
وأنا جعلتكِ لحناً في قلبي للحنين ..
أرشديني إالى طريقِ العودة
أضيئي الدّربَ بنورِ عينيكِ حتى أصل
فلم أرَ صدراً أكثرَ حناناً وعطفاً من صدرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون