(١٩) ماذا فعلوا بك ؟!
بقلم حمدى بهاء الدين
لا يعرفون ماذا فعلوا بك أو ربما يعرفون ، ربما كانت أفعالهم عن قصد وإرادة ، ربما كانت عقاب ، ربما كانت إنتقام ، ربما كانت رغبتهم أن يروك مكسورا مقهورا محطما ، ربما كان التشفي فيك إحدى رغباتهم وصولا للشعور بالهيمنة والتمكن والسيطرة
ربما أوهمهم تفكيرهم أنه يتعين أن يكونوا لك ند بند ، فعل بفعل ، رأى برأى ، لعل ذلك يشعرهم بمكانتهم ويحقق لهم ذاتهم ، ربما أقنعهم خيالهم المريض أنهم لم يعودوا بحاجة إليك وأنهم يملكون قرارهم ، لا يحتاجون إلى حمايتك ، لا يحتاجون إلى وجودك ، لقد ملوا سيطرتك وتسلطك وأوامرك ، أنهم يشعرون الأن بالسعادة لأنهم فى فكاك منك ، لأنهم يفعلوا ما يرغبون دون قيد ، لقد أصبحوا أكثر هدوءا وأكثر سعادة وأكثر راحة لأنك غائب جل الوقت ، لأنك ضعفت وفقدت السيطرة عليهم ولم تعد تتحكم فيهم بعدما حصلوا منك على كل شئ ولم تعد تملك شىء ، لا مال ولا طموح ولا ثروة ولا مكانة ولا مستقبل ، لقد أصبحت هشا مثل خيال المآتة الذى يقف وسط حقل القمح بلا حياة بلا روح
فعلوا هذا دون إعتراف بل اعتصموا بالإنكار وأرجعوا السبب إليك ، نعم أنت السبب فى كل شىء وهم لا ذنب لهم لأنك كنت سيئا بما يكفى فى حكايتهم وكل أمنيتهم الإفلات منك لأنك صرت عبء بما يكفي بعدما أصبحت لهم حياتهم الجديدة ووجهتهم الجديدة ورفقتهم الجديدة فأنت أصبحت من الماضي الذى تمنوا ألا يعود بما فيه من حزن وألم ، لقد أصبحت خارج حساباتهم فلا تفرض نفسك ولا ترخص ذاتك ولا تهدر ما تبقى لك من كرامة إن كان تبقى لك شىء منها ولا تكابر ولا تهدر ماء وجهك عبثا فأنت أكبر من أن تذل نفسك أو تهين روحك أو تقلل من مكانتك أو ترخص ذاتك وغدا سيعلم هؤلاء أنهم بدونك لا شىء وأنك القيمة الوحيدة فى حياتهم حتى ولو ملكوا الدنيا وتضخمت ثروتهم لأن حيازة السلاح لا تعني بالضرورة الشعور بالأمان ولا أمان لهم إلا بك ، حقا ماذا فعلوا بك ؟!
# بقلم حمدى بهاء الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق