وكما حاصر أهل التشدد عموم المسلمين بالعقلية المتعصبة والآراء المتشنجة وإقصاء كل من ليس على شرعة السلفيين ومنهاجهم نراهم يتعمدون الحديث عن إخوتنا المسيحيين بلغة تعاني من الطائفية المقيته والكراهية المفرطة والتنقيص الذي يجرح مشاعرهم ويتعامل معهم كضيوف غير مرغوب فيهم مع أن الذي يدرس علم الأديان المقارنة ويتمعن فيه جيداً ويقف على تعاليم الدين المسيحي يدرك أن حجم المشتركات بين الإسلام والمسيحية أكبر بكثير من أية محاولة لإيقاع الفرقة، ولكل من يحاول بروح مريضة ونفس أعماها التعصب وقلب تغذى على البغضاء أن يثير الفتنة بين أبناء الوطن الواحد أقول إقرأ الإنجيل جيداً وتأمل في تعاليم السيد المسيح سوف تجدها الأقرب إلى روح الإسلام وبحقٍ ما قال النجاشي ملك الحبشة للمهاجرين من صحابة رسول الله " إن الذي تقولون والذي جاء به عيسى ابن مريم ليخرج من مشكاةٍ واحدة"..
ولا أقرر شيئاً جديداً حين أقول أن من حق كل إنسان أن يعتقد ما يشاء فالقرآن ذاته يعلنها صريحةً "لا إكراه في الدين" واستنادًا إلى هذا الحق الذي يثبته كتاب الله الكريم ويكفله الدستور المصري يصبح أمر بناء الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين عامةً مفروغٌ منه فكيف يمارس المسيحي طقوسه وعبادته إذا لم يبنِ كنيسة أو كاتدرائية؟؟! ومن غير المناسب ونحن في القرن الواحد والعشرين ونسعى إلى بناء دولة المواطنة التي لا تميز بين أبنائها وفقاً لهويتهم الدينية أن نتعنت في حق أصيل من حقوق مواطنين مصريين، والمضحك المبكي أن الذي يريد بناء كباريه لا يجد كل هذه الموانع والقيود لكن الذي يريد أن يبني كنيسة يعبد فيها الله يعاني الأمرين إن هذا دليل فاضح على انتكاس المعايير واختلال المبادئ.. والمثير للحنق أنه بعد هذا المنع نرى بعض المسيحيين في محافظات الصعيد لا يستطيعون حتى أن يقيموا شعائرهم في بيت واحدٍ منهم ونشاهد باستمرار جموع القرويين السذج وهم يلاحقونهم بالسباب والصيحات ويحاصرونهم كما لو كانوا يقترفون جريمةً شنعاء!! حتى متى سنعيش في هذا البؤس وإلى متى تفترسنا أنياب الجهالة؟؟؟.. إن كل مسلم لو أطلق العنان لتفكيره سوف يكتشف أنه لو شاء الله عز وجل لجعل كل من في الأرض مسلمين ولكن اقتضت حكمته أن يعيش الناس على ظهر البسيطة مختلفي الديانات والأعراق واللهجات والألسنة وعلينا أن نتعايش حتى نستطيع أن نعيش، خصوصًا وأن المركب إذا غرقت سوف تغرق بنا جميعًا ولن يفرق وحش الفوضى بين مسلم ومسيحي قلت هذا مرارًا وأكرره للمرة المئة عسى أن نرى من يستمع ويستجيب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق