السبت، 3 ديسمبر 2016

حدوتة قبل النوم : (1) كتكوت وحيد : بقلم الأديب اللواء// ماهر عبد الواحد

تحب وفاء مطبخها فهو عالمها المحبب الجميل ، وكم كانت هى سعيدة عندما طلب منها حفيدها – نور الدين - إعداد كيكة اسفنجية بطعم البرتقال ، فأحضرت ستٍ من البيضات ، وكوببين من الطحين وفانيليا وكوبا من الحليب وكوبا من السكر البودرة وقليل من الملح و البيكنج بودر و عصير البرتقال وقطعة من الزبد، ثم خلطتها جميعا بعناية ، و قلبت الخليط ومزجته جيدا .
أثناء وضع قشر البيض بكيس القمامة نسيت وفاء ووضعت بالقشر سهوا بيضة سليمة ، وقد ذهبت هذه البيضة بعيدا بعيدا إلى خارج المدينة مع عربة القمامة ، حيث تقوم عربة الحي بتفريغ القمامة بوادى القمامة البعيد.
مع حرارة الشمس والرطوبة العالية بوادى القمامة فقست البيضة بعد مرور واحد وعشرين يوما ليخرج إلى الدنيا كتكوت جميل، وكان وحيدا متسائلا : أين ماما ؟! أين بابا ؟! أين اخوتي ؟!!

دأب الكتكوت على أن ينقر بمنقاره الدقيق كل ما حوله ليتغذى على أى شئ فكان يكبر شيئا فشيئا وينمو له ريشا جميلا وكان يقفز هنا وهناك إلى أن تمكن من اعتلاء سطح البرميل العالي .
ذات صباح استيقظ الكتكوت مبكرا واعتلى سطح البرميل، ثم وجد نفسه يصيح عاليا : كو كو كو !! فاندهش من نفسه ومن صوته وأحس رجفة إلى أن تكررت الحركة فعلم أنها من علامات النمو وأنه أصبح ديكا !!
سمعت قطة وحيدة صياح الديك فجذبها فاستطلعت ووجدت صاحبه وتعارفا وعلما أنهما جاران وحيدان ، وأثناء حديثهما شاهدا كلبا صغيرا جذبه صوت الديك فجاء باحثا عن مصدر الصوت ، وصار الأصدقاء الثلاثة عائلة كبيرة .

تعود الأصدقاء الثلاثة المشى الجماعى وتجاذب أطراف الحديث الشيق وعرفوا كل شئ عن وادى القمامة وأحسوا أنهم أصحاب المكان ، وعاشوا في هناء وسعادة بعيدا عن ضوضاء المدينة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون