عايده : الو عاصم انا عندي ليك مفاجأه هتعجبك .
عاصم : حرام عليكي انا مصدقت نمت عشان اضيع الكام ساعه اللي فاضلينلي ف حياة العذوبيه .
عايده : الحق عليا عايزه افرحك وبعدين هيا فارقه معاك ؟
عاصم : برضو الاستقرار والامان هيفرق واكيد الحلال احلى .
عايده : كلو هيبان ياحبيبي المهم بابا وماما قرروا يسيبولنا الشقه شهر بحالو عشان نبرطع فيها براحتنا
وكمان اداني 35 جنيه عشان نصرف منهم لاخر الشهر .
عاصم : مش كفايه وافقوا اننا نجوز ونقعد معاهم كمان هنشحططهم .
عايده : شحططة ايه بس دول هيقعدوا عند عمتو احسان وانت عارف بابا بيحب قعدتها خصوصا لما هي وماما يناقروا ف بعض وهو يشعللها دا مزاج يابني .
عاصم : طيب متخليهم يقعدوا شهرين تلاته عشان يموتوا بعض ونخلص .
عايده : اه ياطماع انت شرير ياحبيبي هههه تصبح على خير ياحبيبي .
عاصم : وانتي من اهلو ياحياتي .
ونام عاصم نومة لم تخطر بباله ولم يكن يتوقعها ليستيقظ ويجد نفسه ف مكان لم يره من قبل وحوله وجوه لا يعرفها يعلو ملامحها القلق ويبدو من ملابسهم وادواتهم انهم دكاتره احدهم يقول القلب توقف واخر يحاول انعاشه وهويقول معالي وزير الصحه على وصول حاولوا تعملوا اي حاجه الراجل بيموت .
وفجأه سمع صوت امرأة تناديه نظر نحو الصوت ففوجئ بنظره يخترق الجدار ويرى امرأة معلقة ف الهواء تدعوه ان يلحق بها ف نفس اللحظه التي وجد نفسه يتحرر ويخرج من جسده ويحلق ف سقف الغرفه ويتملكه شعور غريب بانه لا يتحرك من تلقاء نفسه وكأن شئ يجذبه او ان المرأه تسيطر عليه وتمضي به الى المجهول رغما عنه .. وجد نفسه يعبر من الجدار بجسده الشفاف وكأنه قد تحرر من قيود ذاك الجسد الثقيل الممدد على السرير .. وكعصفور اطلق لجناحيه العنان بعد الاسر حلق خلف تلك الحسناء التي دعته اليها وهاله روعة السماء والوانها التي لا توصف ولم يرها من قبل وحركة الافلاك
وكأن السماء تخلت عن حجابها او ان عينيه اصبحت ترى ما لا يرى .
ولكن بدأ الشك والقلق يساوره فقد لاحظ ان تلك الحسناء تبتعد عنه وكلما اقترب منها ابتعدت اكثر لتختفي فجأه كما ظهرت ليجد نفسه يهبط على جسر من الاشواك وجسده يتثاقل شيئا فشيئاوكأنه يحمل حجارة فوق كتفه يزداد ثقلها مع كل خطوه يخطوها .. وسمع اصواتا تنادي عليه ودبدبة اقدام كثيره تقترب منه شيئا فشيئا ..التفت وهو يرتعد من الخوف ليرى اعداد غفيره من البشر يحملون بايديهم معاول وسلاسل وكلاليب يتسابقون ويلوحون له مهددين .. نظر ف نهاية الجسر فوجد اخرون يجرون باتجاهه ويحملون
حرابا مشتعله يريدون ان يفتكوا به.. نظر الى اسفل الجسر من جهة اليسار فرأى السنة من اللهب تلفح وجهه وتلوح له .تيقن انه قد قضي عليه وانه لا مفر ولا منجي من هذا الموقف الرهيب وفجأه رأى طفلا من جهة اليمين يبتسم له ويمسك بيد امرأه تنظر اليه ف حزن وأسى ثم تلتفت لطفلها وكأنها تقارن بينهما وتعاتبه .. وبدأت تتضح ملامحها فيعرفها انها امه ولكن من هذ الطفل الذي تمسك بيده .. مد لها يده فهي المنقذ والملاذ الاخير ولكنها سلمته يد الطفل وتركتهم ومضت .
وبمجرد ان امسك بيد الطفل اختفت النيران والاصوات ليجد نفسه يعود لتلك الغرفه وجسده الممدداوحوله تلك الوشوش واحدهم يضغط على صدره واخر يقول لقد بدأ ينبض .. ووجد نفسه يعود لجسده كما خرج منه .
بعد عدة ساعات وف احدى قاعات المستشفى اعلن وزير الصحه ف مؤتمر صحفي كبير أن رجل الاعمال عاصم الحناوي قد تعرض للاصابه بسبعه اعيره ناريه تم استخراج سته منهم واستقرت الاخيره بجوار القلب مباشرة الذي توقف لثلاث دقائق كامله قبل ان يعود للنبض مره اخرى وتركت مكانها نظرا لان اي محاوله لاخراجها تمثل خطوره على حياته وان امامه 24 ساعه حتى يزول الخطر عنه .
احد الصحفيين : معالي الوزير ماهي التأثيرات المحتمله لهذا الحادث على قدرة السيد عاصم ف مزاولة اعماله .
الوزير : هناك تقرير سيصدر بعد زوال حالة الخطر من المستشفى بالحاله .
صحفي اخر : هل تستدعي حالة السيد عاصم للسفر للخارج .
الوزير : لا نستطيع ان نقرر شئ قبل زوال الخطر .
.......................................................................
......... بعض الغروب ( الحلقه الثانيه ) ............
اثناء انعقاد المؤتمر الصحفي وبعد نقل عاصم الى غرفة العنايه المركزه وبينما الجميع يراقب احداث المؤتمر كانت تقف امام الحاجز الزجاجي الذي يفصل عاصم عن العالم الخارجي إمرأه ف بداية العقد الخامس من عمرها .. امرأه اسقط خصرها وقار اعتى الرجال وعلى حسنها حسدتها النساء ..
خفقت لجاذبيتها القلوب وانحنى لجمالها القمر .. انها عايده .. تلك المرأه التي اعتنقت الكبرياء واركعت الشموخ وارتمت الدنيا تحت قدميها .. ولكنها ايضا صنعة هذا الرجل الممدد امامها ولا يقدر على شئ .. وهي حتى اللحظه لا تصدق ان هذا الذي يتأرجح امامها بين الموت والحياه هو من لقبوه بالدباح وهو نفسه اول من دق ابواب انوثتها وزلزل كيانها وعصر قلبها حزنا واسى .. لاتصدق ان ذلك المعبد الذي كان يرتاده الجميع رهبة وطمعا وقسرا يرقد الان بلا حول ولا قوة .
رغما عنها القتها ذاكرتها على غتبة ذكرياتها مع عاصم مذ ان كانت ف السادسة عشر من عمرها .. تذكرت تلك الليله عندما قررت بعد ان دفعتها حكايات صديقاتها بالمدرسه عن قصص الحب التي يعيشنها ان تختار حبيبها بنفسها ولن تنتظر ليأتي ويختارها هو . . جلست على مقعدها ف ركن شرفتها وبدأت عينيها اللوزتين تجوب شرفات ونوافذ الجيران علها تجد ذلك الحبيب المجهول وبعد ان اعياها البحث ولم تجد ماتبحث عنه قامت واستدارت لتحمل مقعدها وتضعه ف الركن المقابل رأته وكأنها تراه لاول
مره رغم انها كثيرا ما شاهدته وكثيرا ماكانت تقابله اثناء صعودها او نزولها ولكن
احدا منهما لم يفكر يلفت نظر الاخر .. واخيرا وجدته والاجمل انه قريب جدا منها ولا تفصلها عن غرفته الا بضع امتار قليله وتستطيع ان تلقي له الطعم متى شاءت وبأكثر من طريقه .انه جارهم عاصم ذلك الفتى الاسمر الوسيم الاتي من قلب الصعيد المفعم بالحيويه والشباب .. ولكنته الصعيديه التي تزيده خشونه ورجوله هي اروع مافيه .. هي تعرف انه
كان يأتي للاقامه مع خاله وابن خاله كاظم الذي لم تحبه يوما وكثيرا ماكانا يتشاجرا وهم اطفال اثناء اللعب وكان عاصم دائما ينقذها من يده عندما كان ياتي ليقيم معه ف الاجازات والاعياد ولكنه بعد ان دخل كلية التجاره بالقاهره اصبح يقيم معهم بشكل دائم تقريبا .. دققت اكثر ف ملامحه وكأنها تحاول ان تصوره حتى لاتنسى شيئا من تفاصيله قررت ان تدرس كل تفاصيله واصبح من الان وصاعدا اهم مقرراتها الدراسيه .. ولكنه كان يخفي جزء من وجهه خلف احدى روايات نجيب محفوظ التي بالكاد استطاعت ان تقرأ عنوانها ( بين القصرين ) .ومن حسن الحظ ان نافذة غرفتها تطل مباشرة على غرفته وتستطيع ان تتابعه من خلف الستار دون ان يلاحظها .. فهي تريد ان تعرف كل شئ عنه وتحصي حتى انفاسه قبل ان تعلن الحب عليه .
ارتمت على فراشها وبدأت تفكر وتخطط كيف ستلفت انتباهه ولكنها قررت ان تجعل من قصة حبها اسطوره فهي ليست اقل جمالا من بطلات الافلام كنجلاء فتحي وميرفت امين وغيرهن .. لذا فقد وضعت خطه لاذابة قلبه وقررت ان يجن بها .
استيقظت مبكره على غير عادتها وذهبت مباشرة الى نافذتها ونظرت الى غرفته ولكنها لم تر سوى جزء من سريره فسحبت كرسي ووقفت عليه واستطاعت ان تشاهده وهو نائم واستغربت طريقة نومه فقد كان ينام كما ينام الجنين ف بطن امه .. وتأملت ذقنه الخفيفه وشاربه النحيف وقالت بصوت خفيض في تحد وكبرياء : انت لي .
وفجاه افاقت عايده من ذكرياتها على صوت اقدام مسرعه تتجه نحو الباب الذي يرقد عليه عاصم ولاحظت ان الجهاز الذي يقيس نبض القلب يتباطئ بشكل ملحوظ ويحاول الاطباء انعاشه .. وصرخت ف نفسها وكأنها تحدثه :
هتموت ياعاصم ؟ معقول تموت بسهوله كدا .. هتموت من غير متتعذب زي معذبتني وعذبت غيري .. ارجوك متموتش ياعاصم قبل ما اخد حقي منك .. اوعى ياعاصم .
...........................................................
...................... بعض الغروب ( الحلقه الثالثه )..............................
وقفت عايده وهي تتابع بقلق نبضات عاصم من خلال الجهاز المثبت فوق رأسه واطمأنت عندما رأت علامات الارتياح تعلو وجوه الطاقم الطبي المحيط به .
شعرت عايده وكأن مرار الماضي سقط دموعا من مقلتيها وانسابت لتبلل شفتيها الورديتين .
اخيرا ستبدأ اهم مراحل حياتها وكأن الثلاثون عاما لم تكن سوى كابوس ثقيل وقاسي افاقت منه .
ستنتقم لقلبها الذي احرقه هذا الطاغيه عشرات المرات دون ان تهتز له شعره ولن تنسى انه جطم كبريائها ودهس كرامتها ولم يأبه لدموعها وتوسلاتها .. اخيرا واتتها الفرصه ولن يفلت منها فهي تعلم جيدا انه لن يخرج من هذه الغرفه كسابق عهده .. نظرت لوجهه الذي لايظهر منه سوى عيناه المغمضتين وكمامة للتنفس ثم اشاحت عنه بسرعه خشية ان تشفق عليه فهي لم تره من قبل ف هذا الضعف ابدا فقد كان مزيجا من القسوه والالم ف أقصى درجاتهما كان مصدر اساها وتعاستها على مدى ثلاثون عاما .
زال الخطر مؤقتا عن عاصم كما اخبرها احد الاطباء عند خروجه .. وطلب منها ان ترتاح فوجودها ليس له داعي وبعد ان شكرته قررت ان تذهب لتحضر موبايلها الذي تركته بسيارتها لتعود مره اخرى فهي لن تتركه لحظه بعد الان حتى تنفذ ماتريد .. وفوجئت بكم الحراسه بالممر المؤدي الى الجناح الذي يرقد به زوجها وجموع الناس من خلفهم وبعض الصحفيين يجرون حوارات معهم ومالفت نظرها ان اغلبهم من البسطاء ولم ترى احدا منهم من قبل والغريب انهم يبكون ويدعون لعاصم .
وبالكاد شقت طريقها من خلالهم وما ان رآها الصحفيين حتى انهالوا بالاسئله عليها ولكنها اشاحت بوجهها عنهم ولم تنطق بكلمه واستمرت ف طريقها حتى وصلت لسياراها وعندما امسكت بهاتفها وجدته فاصل شحن .. قررت ان تذهب لشراء شاحن وادارت محرك سيارتها وشغلت الراديو علها تسمع شيئا عن الجناه ولكنها سمعت شيئا اخر ايقظ مشاعرها واشعل ثورة الحنين والاشتياق ف اعماقها انها مقدمة اغنية امل حياتي .. ومره اخرى فتحت الذكريات ابوابها على مصراعيها .. وعادت لتستدعي مره اخرى صور الماضي وذكراه التي لم تستطع سنوات الفراق ان تمحوه من قلبها ورأسها .
وتذكرت لقائها مع زميلاتها بعد ان تأملت حبيبها المنتظر وهو نائم ولمعت عيناها وهي تصف ملامحه وطوله وشعره ولكنته الصعيديه وبعد انتهاء اليوم الدراسي وقبل عن ان تفترق عن صديقاتها اثناء عودتهم من المدرسه ودعتهم لان يوم غد وقفة عيد الاضحى ولن تلتقي بهم الا بعد خمسه ايام .. وبمجرد دخولها من باب العماره فوجئت بالبوسطجي ينادي على اسم عاصم فكرت للحظه ثم فجأه لمعت عيناها وطلبت منه الجواب لتوصله الى عاصم وصعدت السلالم بسرعه وهي تخفي الجواب ف احدى كراساتها ودقات قلبها تتسارع وعندما فتحت باب الشقه فؤجئت بوالدها وامها ومراد اخوها مجتمعون على غير العاده .. وزالت دهشتها عندما علمت ان الاسره قررت ان تقضي اجازة العيد بالمنصوره لان فرح ادهم ابن عمها رابع يوم العيد .. كان ابوها من قرية بدواي التابعه لمركز المنصوره وقد تعرف على امها عندما كان يدرس الهندسه باحدى جامعات القاهره حيث كان قد استأجر له ابوه شقه بنفس العماره التي يمتلكها جدها وورثتها امها بعد وفاته بالاضافه لمصنع للغزل والنسيج .. ليقيم فيها هو وزملاءه واحبها وتزوجها .
وطارت من الفرحه لهذه المفاجأه فهي لم ترى قريتهم منذ ان زاروها اخر مره منذ خمس سنوات .. وتذكرت بالطريق العلقه اللي اكلها ادهم بسببها عندما فتنت عليه عند عمها لانها رأته يدخن فوق السطح وضحكت عندما تذكرت منظره وهو يشتعل غضبا ويحاول الامساك بها ليضربها وهربت لحضن امها .
وصلت الاسره لمنزل العم واستقبلهم هو وزوجته وبناتهم اللاتي اصطحبوها الى غرفتهم وارتفعت الزغاريد .. وبدأ البنات يالرقص على اغاني تلك الفتره من السبعينات ليلى نظمي وماهر العطار وغيرهم وعندما طلبوا منها ان ترقص بحثت وسط الاشرطه الكاسيت المبعثره عن اغنيه ترقص عليها واختارت ان ترقص على اغنية امل حياتي .. وبدأت تتمايل على انغام موسيقى عبد الوهاب الرائعه وكأن جسدها هو من يعزف الانغام ويحرك الاوتار .. وساعدها جسدها وروعة قوامها في ان تبدو وكأنها حورية اتت من خلف اسوار الخيال .. وانتبهت فجأه لتجد ابن عمها ادهم يقف على الباب مشدوها وعيناه تتفحص جسدها من رأسها حتى قدميها والتقت عينها بعينه وشعرت بشئ يشدها لزرقة عينيه وصفاءها رغما عنها وخفق قلبها وكاد ان يسقط بين قدميها وانتبهت ان النظره قد طالت وان العيون تراقب الموقف وشعرت بدوار وتمنت ان تنشق الارض وتبتلعها لتتخلص من هذا الموقف المحرج فأغمضت عيناها ولاحظ الجميع انها بدأت تترنح قبل ان تسقط ارضا لحقها ادهم ووجدت نفسها فجأه بين يديه ويحملها بين ذراعيه وهي لاتصدق وكأنها ف حلم فتحت عينيها لتتأكد انها لاتحلم فالتقت عيناهما مرة اخرى فأغمضتها بسرعه وسمعته يقول لهم انيمها فين ويذهب بها ويجئ بالغرفه وكأنه يريد ان يطيل تلك
اللحظات وتمنت ان يلف بها الدنيا وهي على هذا الحال وبمجرد ان وضعها على السرير شعرت بأن روحها تسحب منها وهو بسحب يده من تحت جسدها ورائحة انفاسه تلفح وجنتيها وشفتيها ودارت بها الدنيا وداخت بالفعل ولم تستطع ان تميز صوت امها من صوت عمها ولا صوت ابيها من صوت زوجة عمها فقد اختلطت عليها
الوشوش والاصوات وفقدت التمييز بين الاشياء ولا ترى من حولها الا ادهم وعطره وانفاسه حتى وهي مغمضة العينان قد كان اول شخص يلمسها ويقترب منها بهذا الشكل ليشعرها بأنوثتها .. فهي كثيرا ماسمعت كلمات الغزل من الشباب اثناء ذهابها او عودتها من المدرسه ولكن لم يجرؤ ولم تسمح لاحد بلمسها لا ان يحملها ويقترب منها بهذا
الشكل .. ماذا فعل بها وكأن انفاسه اخترقت كيانها واشعلته ولاتدري كيف تطفئ نارها .
حمدت الله عندما سمعت امها وهي تعلل ماحدث بانها لم تاكل شيئا من الصباح ورفضت تاكل قبل السفر وكأنها شهاده ببراءتها من تهمة لا ذنب لها فيها .
افاقت عايده وجلست على السرير واحتضنتها امها وقبلتها والجميع يحمدون الله ع سلامتها وبحثت بعينها عنه ووجدته عند الباب والتقت عينها بعيناه ولاول مره تعرف ان للعيون خطابا .
قاموا بنات عمها واحضروا لها بعض الاطعمه وعصير وخرج الجميع عدا البنات اللاتي مازحنها وهم يقولوا اكيد حسدناكي على رقصك فاطمأنت انهن لم يلاحظن شيئا وبعد ان اكلت شعرت انها بحاجه لان تختلي بنفسها فاستأذنت من بنات عمها وطلبت من أمها ان تصعد للسطح بحجة انها تريد ان تشم الهوا ..
وعندما صعدت وجدت حصيره مفروشه على الارض فالقت بجسدها عليها ونظرت للسماء وفتحت زراعيها وكأنها تحضنها وقد قاربت الشمس على المغيب سرحت بخيالها وهي تستعيد تلك اللحظات ورائحة نفس ادهم وذهبت ف النوم بعد ان داعبها الهوى ولعب برداءها ليكشف عن ساق كأنها العاج والمرمر .. وأفاقت على تلك الرائحه التي هزت كيانها ولكنها ظلت مغمضه العينان لتستشعرها اكثر واستغربت ان الرائحه اقوى من ذي قبل .. فتحت عينيها وقبل ان تصرخ وضع ادهم يده على فمها وهو يقول :
ادهم : متخفيش انا لقيتك نايمه خفت عليكي لان السطح من غير سور ونومك هنا خطر .
عايده : وهي تلملم نفسها وتغطي ساقها ممكن تبعد شويه عني ..
ادهم : خايفه مني ؟
عايده : انا مبخفش من حد ..
ادهم : كنتي فين ؟
عايده : مش فاهمه ..
ادهم : كبرتي واحلويتي امتى وخبوكي عني ليه ؟
عايده : ممكن تبعد عني وتسيبني دلوقتي لو سمحت ..
ادهم : ابعد عنك ازاي انا مصدقت لقيتك .
عايده : ادهم ...... ارجوك سيبني ف حالي .
ادهم : اسيبك ازاي وانتي اللي خطفتيني .
عايده : خطفتك دا ايه ( وبدلع ) هو انا قربتلك ياعم انت .
ادهم : ( وهو بيقرب منها اكتر ) دا انتي خطفتيني وتوهتيني ودوبتيني كمان .
عايده : مش خايف خطيبتك تسمعك ؟
ادهم : خطيبة مين وجوازة ايه انتي بس قولي اه وانا اهد الدنيا .
عايده : انت مجنون .
ادهم : مجنون بيكي .
عايده : طاب غمض عنيك وعد لعشره .
ادهم : هنلعب استغمايه ؟
عايده : غمض بس وصدقني مش هتندم .
ادهم : ماشي .
وبعد ان اغمض عينيه اقتربت منه عايده لتشبع من انفاسه وشعر بانفاسها ففتح فمه قليلا وقرر ان ينقض على شفتيها الورديتين بمجرد ان تلمسه .
ولكنها اتسحبت ببطء دون ان يشعر بها ونزلت مهروله وارتمت بجوار امها وهي ترتجف فسالتها امها : مالك يابنتي ..
فقالت : بردانه دفيني ياماما وضمتها امها وغطتها بشالها .
اما ادهم بعد ان طال انتظاره لشفاهها فتح عينيه ليجدها قد هربت منه فعض على شفتيه وقال ف نفسه : آآآآآآآآه .. لوحتيني يابنت عمي .. ونزل مسرعا ليلحق بها ولكنه فوجئ بما لم يتوقعه .
.................................................................................
.......... بعض الغروب ( الحلقه الرابعه ) .............
وصل ادهم للباب ليفاجأ بخالته وابنتها سحر ( العروس ) التي سيزف اليها بعد ثلاثه ايام .. علت الزغاريد والتبريكات .. وبعد السلامات والقبلات دخلوا لمكان تجمع العائله وكانت عايده تتألق
بردائها الاصفر القصير وكأنها الشمس والقمر معا .. وقف ادهم عن بعد يتأملهما ويقارن بينهما بعد ان اجلس سحر بجاتب عايده متعمدا .
( سحر ابنة خالته فتاه اسكندرانيه جدعه وبنت بلد .. اجمل مافيها انها عفويه وعلى طبيعتها ولا تعرف التصنع .. لن تستطيع ان تمسك نفسك عن الضحك اثناء حديثها بسبب صراحتها المفرطه ..
وبالرغم من جمالها العادي الا ان القدر حباها بكريزما وخفة ضل غير عاديه فضلا عن انوثه صارخه .. لذا كان يراها ادهم اجمل بنات الدنيا حتى رأى عايده عندها اختلت موازين الحب والجمال ف نظره .. كانت اسرة ادهم تذهب كل عام لقضاء عطلة الصيف بالاسكندريه عند خالته وفي العاده ماكان يذهب ادهم وبعض اخواته لتنظيف الشاليه الخاص بهم بمعاونة خالته وابنتها سحر ثم تلحق بهم باقي الاسره فيما بعد ) .. وسرح ادهم في تلك الليله التي عاد فيها متأخرا على غير عادته ليجد سحر بانتظاره على باب الشاليه ودار بينهما هذا الحوار الفريد من نوعه :
ادهم : بتعملي ايه عندك هما طاردينك والا ايه هههههه ؟
سحر : ايوا يا اخويا اتريق وانا اللي كنت خايفه عليك ليخطفوك .. كنت فين يابني لحد دلوقتي .
ادهم : هههه يخطفوني مين يابت انتي .. اهو دا اللي ناقص عيله مفعوصه زيك تسالني كنت فين .. دا ابويا معملهاش .
سحر : يالهوووووووي انا عيله احيييه .. دا انا عمري 19 سنه وتسع شهور وتلات تيام .
ادهم : تلات تيام وكمان احيه هههههه دا انتي حكايه .. اخفي من وشي انا داخل انام .
سحر : والنعمه انا غلطانه عشان بنقلق عليك ..... يابخيل .
ادهم : انا بخيل يابت انتي .
سحر : ايوا بخيل وستين بخيل .. كلامك معايا بالقطاره .. متقعد وتتكلم معايا زي مخاليق ربنا متخفش مش هنكلك .
ادهم : تاكلوني ؟؟؟؟ هو انتو كام بالظبط هههههه ..
سحر : شكلي هنضربك على فكره .
ادهم : وكمان تضربيني دا انتو عصابه بئى .. امشي يابت العبي بعيد سيبيني ادخل انام .
سحر : يالهوي .. بت .. حلوه اوي منك بت دي بنحس كدا ان فيها خصوصيه يعني .. انا نخصوك .
ادهم : مالك ياسحر انتي سخنه والا عيانه مالك يابت .
سحر : انا عيانه بيك انت .. حس بيا .. نفسي نكلم معاك من زمان بس انت مش بتديني فرصه .. نفسي نسالك من زمان انت بتعرف تعمل كدا ازاي ؟ بتعرف ترسم البسمه على وشي وتحمر خدودوي اول منشوفك ازاي ؟ احيه عليا وعاللي جابوني انا بقول ايه .
ادهم : ايه دا انتي بتكلمي جد مش هزار ؟
سحر : جد اوي .. اوي اوي وربنا .. والمرسي ابو العباس بنموت فيك بنعشقك منعرفش ليه .. بس هو كدا زخلاص .. وربنا لو سيبتني للصبح مانبطل كلام .. مش عايزاك ترد ولا تقولي حاجه عايزه نتكلم وانت تسمعني وخلاص .
ادهم : وربنا شكلك شاربه حاجه عالعموم ادي قعده قولي كل اللي نفسك فيه .
سحر : احيه يالهوي يالهوي .. لو تعرف لما بنسمع صوتك بنبئى عامله ازاي .
ادهم : حلوه اوي الاحيه بتاعتك دي بتخليني افطس م الضحك .
سحر : احيه عليك انت بئى .. يانصيبتي انت بتخلي وشي يحمر وقلبي ينط من مكانه .. اووووووف .
ادهم : ( باستغراب ) انتي ازاي بتقولي الكلام دا عادي كدا ؟
سحر : ياعم مش مستاهله نرسم عليك عشان نوقعك انا بنحبك وبنموت فيك يبئ ملهاش لازمه الشعلقه والشحتفه .. ايه اللي هنخسره يعني .. بنحبك والنعمه الشريفه وبنموت فيك .. يالهوي عالفضايح .. معلش اتحملني انا من زمان ونفسي نفرح بالكلام معاك ومصدقت تسمعني والسنادي بالذات كنا هنموت عليك .. وكنت نقول ف نفسي بس لو نطولك هنقطعك حب .. يالهوي دا انا كنت الاول بنتش الكلام منك نتش ..متقول حاجه ياجدع .
ادهم : ااقول ايه انتي سحرتيني يابنت الايه انا مستمتع اوي بهرتيني بكلامك انا ازاي مخدش بالي منك من زمان ..
سحر : ايوووووه الحقيني يااما .. عارف انت عامل زي ايه ؟
ادهم : ايه ؟
سحر : البسبوسه اللي تتنتش كدا بالصوابع .. انت اكلة جوع .
ادهم : وربنا انتي زي العسل .
سحر : طاب مش هتمد ايدك وتاخدلك لحسه ؟ يالهوي انا بنقول ايه شكلك جننتني يادي الجدع .. متاخدشي عليا والنبي دا انا عبيطه والله واللي ف قلبي على لساني .. قلبي اخضر وبرئ وعمرو مشاف غيرك .. اول مره نحب ياجدع .
ادهم : انتي حلوه اوي وقلبك جميل ونقي ونفسي اسمعك .. انتي فوقتيني .
سحر : يالهوي حرام عليك انا كدا ندوخ منك ونقع براحه عليا ابوس ايدك .. عارف نفسي ف ايه دلوقتي .
ادهم : نفسك ف ايه ياسحر ؟
سحر : نفسي نجرو عالبحر ونحضنه .. نفسي نجري ف الشارع زي العيال .. انا جعانه شقاوه اوي بس بنكسفوا .. ميغركش يعني اني قولتلك كلمتين .. طاب وربنا انا خايبه وهابله اوي ومبنعرفش نقول كلمتين على بعض .. بس بقالي سنه بنفكر فيك ونتخيلك ونكلموك .. احيه احيه انا بقول ايه .. والا انت قولت ايه ؟ ونبي قولي ياسحر تاني اقولك قولي حبيبتي .. نفسي نسمعها منك ونخلو الحلم حقيقه قولها ونبي .
ادهم : حبيبتي .
سحر : قولها تاني لو بتحب ربنا .
ادهم : هههههه حبيبتي .
سحر : والنعمه بنحبك وبنتمناك ومش حاسه اني بنعمل حاجه غلط انا بنطلبك .. نفسي فيك بنموت فيك ومش مكسوفه اني انا اللي بلاغيك .. انا اخترتك حبيبي .. انا منعرفش حاجه ف الدنيا غير احساس حلو ساكن جوايا ليك ومن زمان عيني عليك او بتدور عليك ومتشعلقه بيك بشكلك وطريقة كلامك وشخصيتك .. تعرف انا عندي صوره ليك مخبياها ف اوضتي عايشه معايا كل يوم بنبصلها ونحب فيها وقبل ما ننام نبوسها ونحضنها وف صدري نخبوها .. من زمان وانا نفسي نلمسك ونحس بيك ندفن راسي فيك .. احيه بئى انت مبتكلمش ليه ؟
ادهم : ااقول ايه انتي دوختيني كل دا جواكي معقول انا والله ما مصدق يطلع منك كل دا .
سحر : زمانك بتقول عليا ايه البت البجحه دي اللي دايبه فيا والا تقول اني بنفرض نفسي عليك .. عارف لو اللي جوايا بجاحه مش حب كنت نخططلك صح كنت بهدلتك حب والنعمه كنا نمرمطك ونخلوك تيحي زاحف .. بس عشان بنحبك بنقولها من غير زواقه ولا لف ودوران .. انا نعرف انك شايفني بسريايه وانت حوت كبير يعني مهما عملت ومهما قولت مش هتحس بيا وتلاقيك قولتلي حبيبتي بس عشان طلبتها منك وصعبت عليك .
ادهم : ياحبيبتي انا اسطلت بكلامك احلفلك انك شقلبتي كياني .
سحر : والله لو حاسس بيا لو سامع دقات قلبي كنت نصعب عليك انا بنتفض ضمني وحوط عليا جوايا بيترعش .. اعتبرني قطه معلقه ضوافرها ف هدومك ومكلبشه فيك .. ياااااااه لو تحسني وتعرف اد ايه بنتمناك .. احيه انت اللي قلت اتكلمي انت اللي فتحت الباب .
( اجلسها ادهم على ركبتيه فدفنت راسها بصدره وبدات تبكي ) .
ادهم : متعيطيش انا والله العظيم فرحان بيكي وحاسس انك طلعتيني السما بكلامك .
سحر : انا كاتمه حبي ليك من زمان ( قالتها وهي تقبل راسه وجبينه وخدوده ) انت سيدي وروحي وعقلي نفسي نسكن جواك ونكون حواليك انت اللي شيلت اللجام مع اني وربنا بنكسفوا اوي .. ساعات كنت لما نشوفك زمان نصرخ فيك جوايا نقولك بصلي كلمني وساعات كنت ننكشك باي كلام بس انت كنت بتقصر ومش بتديني ريق حلو .. الله ريحتك حلوه قوي .. حافظاها .. فاكر القميص اللي كان ضاع منك من سنتين وقعدت تدور عليه .. عندي .. كنت بندفس راسي فيه عشان نشمك ونحسك .. زي منا دافسه راسي ف صدرك دلوقتي .. احييه عليا وعاللي جابوني .. كنت بنحلم تاخدني كدا ف حضنك وكل ماابعد تشدني ليك وتحشني ف صدرك .
ادهم : نفسك ف ايه ياسحر .
سحر : الله هو اسمي حلو اوي على شفايفك .. نفسي تحسني .. تحبني .. تبئى انت راجلي .. بتاعي .. تشخط فيا .. تدلعني .. تبهدلني وتفرحني .. تزعلني وترجع تصالحني .. تعاملني على اني بنتك واختك وصحبتك .. تحسسني بالامان وساعات تخوفني منك .. نفسي اعيش كل فصول السنه ف كل يوم معاك .
ادهم : انتي بترتعشي .
سحر : احيه على امي دا انا جوايا كمان بيترعش وينتفض .
ادهم : طاب اهدي شويه انا خايف عليكي .
سحر : يالهوي يا اما .. تعرف نفسي اوي تخاصمني عشان نعرف الصلح اللي بعد الخصام .. دفيني بحبك .. طبطب على قلبي .. بوسني من جوايا ..
ادهم : كلامك خضني ياسحر .. برجلني .
سحر : انت متعرفنيش انا غلبانه اوي كل الحكايه اني بنعشقك وبنحبك بجد .. متجننه بيك .. انا مش بعمل كدا عشان نتجوزك ولا بنرمي شباكي عليك .. انا مش عايزه منك الا حاجه واحده بس .. سبني نحبك .. سبني نحلم انك راجلي وبتاعي .. مش هتخسر حاجه .. ااقولك اعتبرني جاريه لقلبك وانا نروقه وندلعه اخر دلع .. تعرف ان اللي انا فيه دلوقتي احلى من اي حلم حلمته انت بجد اااااااحيه اوي ( قالتها بجزه على شفايفها ) انا مش صايعه والله بس انت مش فاهم انت عامل فيا ايه دلوقتي .. هو انت طعم اوي كدا ازاي .. ياااااااااااااه من قد ايه كنت بنتمناك وبنحلم بلحظه زي دي .. والمصحف انت عامل فرح كبير جوايا .. انت مفرحني اوي .. ممسكني النجوم وحياة ربنا ..انت عارف لما تيجي تاخد لحسة عسل بصباعك ويدلدق على شفايفك وكل شويه تلحس شفايفك عشان تستمتع بطعمه الحلو وربنا انا كده دلوقتي .. والمصحف .. انت التنهيده الحلوه الراحه اللي بعد التعب .
ادهم : سحر .
سحر : سبني احياة ابوك نكمل .. ونبي انت اجمل حد شفته بحياتي وياما اتمنتك روحي كنا بنتمنوا كلمه نسرقها منك .. تبص ف عنيه وتشوف نفسك جواهم وتعرف قد ايه بنحبك .. كنت بنتمنى تكلمني او تسمعني ولو دقيقيتين يالهوي ياخرابي .. ياااااااااه على كرم ربنا .. دانا قعده على رجلك وحاضناك ةسامعه صوت قلبك .. ايوووه .. انت متعرفش لما كنت بنشوفك بيحصلي ايه كان بيبئى جوايا متبهدله .. حاولت الم نفسي كتير لكن النهارده حبي فضحني ولساني اتمرد عليا .. يالهوي كنت بنموت الف مره وانا بنحوش نفسي عنك .. بص من الاخر انا مهبوله بيك .. ملهوفه عليك .
ادهم : قد كدا انا عذبتك ؟
سحر : متشغلش بالك بيا ولا بعذابي انا كفايه عليا انك سامعني دلوقتي وسايبني اتكلم يااااااااااااه .. حتى لو مش بتحبني والله كفايه عليا انك تسبني نحبك .. انا مش مصدقه اني ف حضنك وقافشه فيك .. والله العظيم لولا العيبه كنا نقولك زي ماقالت زليخه : هيتا لك .. بس كفايه عليا اوي اني قافشه فيك ومفعصاك جوايا .
ادهم : يااااااه انتي ازاي كدا معقول في حب كدا ؟
سحر : عشان زرعتك من زمان جوايا وقلت دا حبيبي .. ياه لو تعرف قد ايه كنت بنتخيلك ونكلمك ونحكيلك عن كل حاجه جوايا وكل ما ننام نجيبك ف احلامي .. كان بيبئى نفسي عنيه تشوفك ف كل حاجه حواليه ونعيشك انت وبس .. تكون انت كل اهلي وناسي .. حلوه قوي نظرة عنيك دي احييييه عليا وعاللي جابوني .. انا مش عارفه جاتلي الجرأه دي ازاي .ادهم : قوليلي ياسحر انا ممكن اعمل ايه عشان اريحك ؟
سحر : تسيبني نحبك تخليني نشوفك مش لما توحشني لانك بتوحشني كل ما نتنفس بس كل ما اتمناك نشوفك .. متبعدنيش عنك .. والله العظيم بنحبك ومش بنعرف نكلموا كلمتين على بعض ومنعرفش انا جبت الكلام دا كلو منين .. انا والله مستغرباني اوي .. احضني اوي طمني بيك فرحني بقربك .. سمعني صوت ضلوعي عشان اتاكد اني مش بنحلم وانك حقيقه .. انت شايف الفرحه اللي على خدودي شايف حلاوتك وهي معلمه على جبيني .. انا وربنا دايبه فيك اوي .. الله .. سامع حد مشغل ام كلثوم .. اسمع كدا .. قالوا المحبه قدر انا قلت جمعنا .. احيه ايه الاغنيه بنت الكلب دي .. الكلام اللي فيها هيدوبني .
ادهم : انتي وربنا اللي حلوه وتجنني ياسحر .. انا هتجوزك ياسحر .
سحر : بتضحك عليا .
ادهم : والله العظيم هتجوزك .
سحر : قول والنعمه كدا .
ادهم : بقولك والله العظيم تقوليلي والنعمه .
سحر : مش بقولك عبيطه .
تذكر ادهم هذه الليله وهو ينظر لخطيبته وعايده ولا يشعر بمن حوله فالجميع مشغولون بالرقص والتصفيق الا هو وعايده فقد كانا يتبادلا النظرات من ان لاخر .. ولكن نظرة كل منهما تختلف عن الاخر فقد كانت نظرة عايده بتقوله ابعد ونظرة ادهم بتقولها قربي .
كانت عايده نموذج مختلف تماما عن سحر كانا نقيضين ف كل شئ احداهن منتهى الرقي والتحضر وجمالها متفرد لا مثيل له .. قسمات وجهها وانوثتها ناعمه .. والاخرى بنت بلد بمعنى الكلمه وانوثتها طاغيه ربما لم يحبها بالمعنى المفهوم ولكنه نوعا من التأثر والرغبه ف الاحتواء .. ولو فكر ان يترك ابنة خالته من اجل ابنة عمه فسيحكم عليها بالموت وربما لن تتظزج ابدا ويتعلق ذنبها ف رقبته والغاء الزفاف مغامره لا يستطيع ان يتوقع نتائجها وربما تؤدي الى كوارث لا تحمد عقباها .
فجأه طرأت ف راس ادهم فكره قرر ان ينفذها على الفور دون تردد .
........
( حياتنا هي عباره عن مجموعه من الاسئله كتبتها اقدارنا .. كاسمك وشكلك وزوجتك وابناءك وعالمك المحيط بك .. استخدامك لها وطريقة تعاملك معها بمثابة اجاباتك على تلك الاسئله التي طرحها وفرضها عليك قدرك ..وبما ان الحب قدر و ليس اختيار فهو سؤال اجابته في كيف نحب من نحب ) .
( سحر .. ربما ينتقد الكثير جرأتها ويعتبرها وقحه او بجحه .. وان الفتاه لابد وان تتحلى
غلى الاقل ببعض الخجل ولا تفرط بمشاعرها بهذا الشكل .. وانا اؤمن بذلك واشدد عليه .. ولكني اراها بشكل مختلف ربما تكون شخصيه من الخيال ولكنني اعيشها وكأنها واقع وحقيقه لقد احببت هذه الشخصيه الشفافه العفويه احببت مشاعرها المتدفقه التي كادت تغرقني رغما عني .. سحر احبت الحب نفسه.. سحر لم تخطط او تتخابث حتى تفوز بحبيبها .. نعم هي كمن سكتت دهرا ونطقت كفرا ولكنها عبرت عن احاسيسها ومشاعرها بمجرد ان فتح الباب وسمح لها دون ان تهتم برد فعله .. لقد احببتها بكل تفاصيلها ولو كانت وهما وخيالا او واقعا .. احسست بكل خلجاتها وسمعت دقات قلبها وتمنيت ان ادنو منها واضع راسها على صدري كطفله وامسح دموعها باصبعي والملم الليل عن شعرها .. وبصرف النظر عما سيفعله ادهم ومن سيختار لو كنت مكانه فلن ارضى عنها بديلا ولو
كانت عايده .. واعترف ان سحر سحرتني ) .
..........
( تابعوني .. الحلقه القادمه ..... ) .
محمود حرزاوي
عاصم : حرام عليكي انا مصدقت نمت عشان اضيع الكام ساعه اللي فاضلينلي ف حياة العذوبيه .
عايده : الحق عليا عايزه افرحك وبعدين هيا فارقه معاك ؟
عاصم : برضو الاستقرار والامان هيفرق واكيد الحلال احلى .
عايده : كلو هيبان ياحبيبي المهم بابا وماما قرروا يسيبولنا الشقه شهر بحالو عشان نبرطع فيها براحتنا
وكمان اداني 35 جنيه عشان نصرف منهم لاخر الشهر .
عاصم : مش كفايه وافقوا اننا نجوز ونقعد معاهم كمان هنشحططهم .
عايده : شحططة ايه بس دول هيقعدوا عند عمتو احسان وانت عارف بابا بيحب قعدتها خصوصا لما هي وماما يناقروا ف بعض وهو يشعللها دا مزاج يابني .
عاصم : طيب متخليهم يقعدوا شهرين تلاته عشان يموتوا بعض ونخلص .
عايده : اه ياطماع انت شرير ياحبيبي هههه تصبح على خير ياحبيبي .
عاصم : وانتي من اهلو ياحياتي .
ونام عاصم نومة لم تخطر بباله ولم يكن يتوقعها ليستيقظ ويجد نفسه ف مكان لم يره من قبل وحوله وجوه لا يعرفها يعلو ملامحها القلق ويبدو من ملابسهم وادواتهم انهم دكاتره احدهم يقول القلب توقف واخر يحاول انعاشه وهويقول معالي وزير الصحه على وصول حاولوا تعملوا اي حاجه الراجل بيموت .
وفجأه سمع صوت امرأة تناديه نظر نحو الصوت ففوجئ بنظره يخترق الجدار ويرى امرأة معلقة ف الهواء تدعوه ان يلحق بها ف نفس اللحظه التي وجد نفسه يتحرر ويخرج من جسده ويحلق ف سقف الغرفه ويتملكه شعور غريب بانه لا يتحرك من تلقاء نفسه وكأن شئ يجذبه او ان المرأه تسيطر عليه وتمضي به الى المجهول رغما عنه .. وجد نفسه يعبر من الجدار بجسده الشفاف وكأنه قد تحرر من قيود ذاك الجسد الثقيل الممدد على السرير .. وكعصفور اطلق لجناحيه العنان بعد الاسر حلق خلف تلك الحسناء التي دعته اليها وهاله روعة السماء والوانها التي لا توصف ولم يرها من قبل وحركة الافلاك
وكأن السماء تخلت عن حجابها او ان عينيه اصبحت ترى ما لا يرى .
ولكن بدأ الشك والقلق يساوره فقد لاحظ ان تلك الحسناء تبتعد عنه وكلما اقترب منها ابتعدت اكثر لتختفي فجأه كما ظهرت ليجد نفسه يهبط على جسر من الاشواك وجسده يتثاقل شيئا فشيئاوكأنه يحمل حجارة فوق كتفه يزداد ثقلها مع كل خطوه يخطوها .. وسمع اصواتا تنادي عليه ودبدبة اقدام كثيره تقترب منه شيئا فشيئا ..التفت وهو يرتعد من الخوف ليرى اعداد غفيره من البشر يحملون بايديهم معاول وسلاسل وكلاليب يتسابقون ويلوحون له مهددين .. نظر ف نهاية الجسر فوجد اخرون يجرون باتجاهه ويحملون
حرابا مشتعله يريدون ان يفتكوا به.. نظر الى اسفل الجسر من جهة اليسار فرأى السنة من اللهب تلفح وجهه وتلوح له .تيقن انه قد قضي عليه وانه لا مفر ولا منجي من هذا الموقف الرهيب وفجأه رأى طفلا من جهة اليمين يبتسم له ويمسك بيد امرأه تنظر اليه ف حزن وأسى ثم تلتفت لطفلها وكأنها تقارن بينهما وتعاتبه .. وبدأت تتضح ملامحها فيعرفها انها امه ولكن من هذ الطفل الذي تمسك بيده .. مد لها يده فهي المنقذ والملاذ الاخير ولكنها سلمته يد الطفل وتركتهم ومضت .
وبمجرد ان امسك بيد الطفل اختفت النيران والاصوات ليجد نفسه يعود لتلك الغرفه وجسده الممدداوحوله تلك الوشوش واحدهم يضغط على صدره واخر يقول لقد بدأ ينبض .. ووجد نفسه يعود لجسده كما خرج منه .
بعد عدة ساعات وف احدى قاعات المستشفى اعلن وزير الصحه ف مؤتمر صحفي كبير أن رجل الاعمال عاصم الحناوي قد تعرض للاصابه بسبعه اعيره ناريه تم استخراج سته منهم واستقرت الاخيره بجوار القلب مباشرة الذي توقف لثلاث دقائق كامله قبل ان يعود للنبض مره اخرى وتركت مكانها نظرا لان اي محاوله لاخراجها تمثل خطوره على حياته وان امامه 24 ساعه حتى يزول الخطر عنه .
احد الصحفيين : معالي الوزير ماهي التأثيرات المحتمله لهذا الحادث على قدرة السيد عاصم ف مزاولة اعماله .
الوزير : هناك تقرير سيصدر بعد زوال حالة الخطر من المستشفى بالحاله .
صحفي اخر : هل تستدعي حالة السيد عاصم للسفر للخارج .
الوزير : لا نستطيع ان نقرر شئ قبل زوال الخطر .
.......................................................................
......... بعض الغروب ( الحلقه الثانيه ) ............
اثناء انعقاد المؤتمر الصحفي وبعد نقل عاصم الى غرفة العنايه المركزه وبينما الجميع يراقب احداث المؤتمر كانت تقف امام الحاجز الزجاجي الذي يفصل عاصم عن العالم الخارجي إمرأه ف بداية العقد الخامس من عمرها .. امرأه اسقط خصرها وقار اعتى الرجال وعلى حسنها حسدتها النساء ..
خفقت لجاذبيتها القلوب وانحنى لجمالها القمر .. انها عايده .. تلك المرأه التي اعتنقت الكبرياء واركعت الشموخ وارتمت الدنيا تحت قدميها .. ولكنها ايضا صنعة هذا الرجل الممدد امامها ولا يقدر على شئ .. وهي حتى اللحظه لا تصدق ان هذا الذي يتأرجح امامها بين الموت والحياه هو من لقبوه بالدباح وهو نفسه اول من دق ابواب انوثتها وزلزل كيانها وعصر قلبها حزنا واسى .. لاتصدق ان ذلك المعبد الذي كان يرتاده الجميع رهبة وطمعا وقسرا يرقد الان بلا حول ولا قوة .
رغما عنها القتها ذاكرتها على غتبة ذكرياتها مع عاصم مذ ان كانت ف السادسة عشر من عمرها .. تذكرت تلك الليله عندما قررت بعد ان دفعتها حكايات صديقاتها بالمدرسه عن قصص الحب التي يعيشنها ان تختار حبيبها بنفسها ولن تنتظر ليأتي ويختارها هو . . جلست على مقعدها ف ركن شرفتها وبدأت عينيها اللوزتين تجوب شرفات ونوافذ الجيران علها تجد ذلك الحبيب المجهول وبعد ان اعياها البحث ولم تجد ماتبحث عنه قامت واستدارت لتحمل مقعدها وتضعه ف الركن المقابل رأته وكأنها تراه لاول
مره رغم انها كثيرا ما شاهدته وكثيرا ماكانت تقابله اثناء صعودها او نزولها ولكن
احدا منهما لم يفكر يلفت نظر الاخر .. واخيرا وجدته والاجمل انه قريب جدا منها ولا تفصلها عن غرفته الا بضع امتار قليله وتستطيع ان تلقي له الطعم متى شاءت وبأكثر من طريقه .انه جارهم عاصم ذلك الفتى الاسمر الوسيم الاتي من قلب الصعيد المفعم بالحيويه والشباب .. ولكنته الصعيديه التي تزيده خشونه ورجوله هي اروع مافيه .. هي تعرف انه
كان يأتي للاقامه مع خاله وابن خاله كاظم الذي لم تحبه يوما وكثيرا ماكانا يتشاجرا وهم اطفال اثناء اللعب وكان عاصم دائما ينقذها من يده عندما كان ياتي ليقيم معه ف الاجازات والاعياد ولكنه بعد ان دخل كلية التجاره بالقاهره اصبح يقيم معهم بشكل دائم تقريبا .. دققت اكثر ف ملامحه وكأنها تحاول ان تصوره حتى لاتنسى شيئا من تفاصيله قررت ان تدرس كل تفاصيله واصبح من الان وصاعدا اهم مقرراتها الدراسيه .. ولكنه كان يخفي جزء من وجهه خلف احدى روايات نجيب محفوظ التي بالكاد استطاعت ان تقرأ عنوانها ( بين القصرين ) .ومن حسن الحظ ان نافذة غرفتها تطل مباشرة على غرفته وتستطيع ان تتابعه من خلف الستار دون ان يلاحظها .. فهي تريد ان تعرف كل شئ عنه وتحصي حتى انفاسه قبل ان تعلن الحب عليه .
ارتمت على فراشها وبدأت تفكر وتخطط كيف ستلفت انتباهه ولكنها قررت ان تجعل من قصة حبها اسطوره فهي ليست اقل جمالا من بطلات الافلام كنجلاء فتحي وميرفت امين وغيرهن .. لذا فقد وضعت خطه لاذابة قلبه وقررت ان يجن بها .
استيقظت مبكره على غير عادتها وذهبت مباشرة الى نافذتها ونظرت الى غرفته ولكنها لم تر سوى جزء من سريره فسحبت كرسي ووقفت عليه واستطاعت ان تشاهده وهو نائم واستغربت طريقة نومه فقد كان ينام كما ينام الجنين ف بطن امه .. وتأملت ذقنه الخفيفه وشاربه النحيف وقالت بصوت خفيض في تحد وكبرياء : انت لي .
وفجاه افاقت عايده من ذكرياتها على صوت اقدام مسرعه تتجه نحو الباب الذي يرقد عليه عاصم ولاحظت ان الجهاز الذي يقيس نبض القلب يتباطئ بشكل ملحوظ ويحاول الاطباء انعاشه .. وصرخت ف نفسها وكأنها تحدثه :
هتموت ياعاصم ؟ معقول تموت بسهوله كدا .. هتموت من غير متتعذب زي معذبتني وعذبت غيري .. ارجوك متموتش ياعاصم قبل ما اخد حقي منك .. اوعى ياعاصم .
...........................................................
...................... بعض الغروب ( الحلقه الثالثه )..............................
وقفت عايده وهي تتابع بقلق نبضات عاصم من خلال الجهاز المثبت فوق رأسه واطمأنت عندما رأت علامات الارتياح تعلو وجوه الطاقم الطبي المحيط به .
شعرت عايده وكأن مرار الماضي سقط دموعا من مقلتيها وانسابت لتبلل شفتيها الورديتين .
اخيرا ستبدأ اهم مراحل حياتها وكأن الثلاثون عاما لم تكن سوى كابوس ثقيل وقاسي افاقت منه .
ستنتقم لقلبها الذي احرقه هذا الطاغيه عشرات المرات دون ان تهتز له شعره ولن تنسى انه جطم كبريائها ودهس كرامتها ولم يأبه لدموعها وتوسلاتها .. اخيرا واتتها الفرصه ولن يفلت منها فهي تعلم جيدا انه لن يخرج من هذه الغرفه كسابق عهده .. نظرت لوجهه الذي لايظهر منه سوى عيناه المغمضتين وكمامة للتنفس ثم اشاحت عنه بسرعه خشية ان تشفق عليه فهي لم تره من قبل ف هذا الضعف ابدا فقد كان مزيجا من القسوه والالم ف أقصى درجاتهما كان مصدر اساها وتعاستها على مدى ثلاثون عاما .
زال الخطر مؤقتا عن عاصم كما اخبرها احد الاطباء عند خروجه .. وطلب منها ان ترتاح فوجودها ليس له داعي وبعد ان شكرته قررت ان تذهب لتحضر موبايلها الذي تركته بسيارتها لتعود مره اخرى فهي لن تتركه لحظه بعد الان حتى تنفذ ماتريد .. وفوجئت بكم الحراسه بالممر المؤدي الى الجناح الذي يرقد به زوجها وجموع الناس من خلفهم وبعض الصحفيين يجرون حوارات معهم ومالفت نظرها ان اغلبهم من البسطاء ولم ترى احدا منهم من قبل والغريب انهم يبكون ويدعون لعاصم .
وبالكاد شقت طريقها من خلالهم وما ان رآها الصحفيين حتى انهالوا بالاسئله عليها ولكنها اشاحت بوجهها عنهم ولم تنطق بكلمه واستمرت ف طريقها حتى وصلت لسياراها وعندما امسكت بهاتفها وجدته فاصل شحن .. قررت ان تذهب لشراء شاحن وادارت محرك سيارتها وشغلت الراديو علها تسمع شيئا عن الجناه ولكنها سمعت شيئا اخر ايقظ مشاعرها واشعل ثورة الحنين والاشتياق ف اعماقها انها مقدمة اغنية امل حياتي .. ومره اخرى فتحت الذكريات ابوابها على مصراعيها .. وعادت لتستدعي مره اخرى صور الماضي وذكراه التي لم تستطع سنوات الفراق ان تمحوه من قلبها ورأسها .
وتذكرت لقائها مع زميلاتها بعد ان تأملت حبيبها المنتظر وهو نائم ولمعت عيناها وهي تصف ملامحه وطوله وشعره ولكنته الصعيديه وبعد انتهاء اليوم الدراسي وقبل عن ان تفترق عن صديقاتها اثناء عودتهم من المدرسه ودعتهم لان يوم غد وقفة عيد الاضحى ولن تلتقي بهم الا بعد خمسه ايام .. وبمجرد دخولها من باب العماره فوجئت بالبوسطجي ينادي على اسم عاصم فكرت للحظه ثم فجأه لمعت عيناها وطلبت منه الجواب لتوصله الى عاصم وصعدت السلالم بسرعه وهي تخفي الجواب ف احدى كراساتها ودقات قلبها تتسارع وعندما فتحت باب الشقه فؤجئت بوالدها وامها ومراد اخوها مجتمعون على غير العاده .. وزالت دهشتها عندما علمت ان الاسره قررت ان تقضي اجازة العيد بالمنصوره لان فرح ادهم ابن عمها رابع يوم العيد .. كان ابوها من قرية بدواي التابعه لمركز المنصوره وقد تعرف على امها عندما كان يدرس الهندسه باحدى جامعات القاهره حيث كان قد استأجر له ابوه شقه بنفس العماره التي يمتلكها جدها وورثتها امها بعد وفاته بالاضافه لمصنع للغزل والنسيج .. ليقيم فيها هو وزملاءه واحبها وتزوجها .
وطارت من الفرحه لهذه المفاجأه فهي لم ترى قريتهم منذ ان زاروها اخر مره منذ خمس سنوات .. وتذكرت بالطريق العلقه اللي اكلها ادهم بسببها عندما فتنت عليه عند عمها لانها رأته يدخن فوق السطح وضحكت عندما تذكرت منظره وهو يشتعل غضبا ويحاول الامساك بها ليضربها وهربت لحضن امها .
وصلت الاسره لمنزل العم واستقبلهم هو وزوجته وبناتهم اللاتي اصطحبوها الى غرفتهم وارتفعت الزغاريد .. وبدأ البنات يالرقص على اغاني تلك الفتره من السبعينات ليلى نظمي وماهر العطار وغيرهم وعندما طلبوا منها ان ترقص بحثت وسط الاشرطه الكاسيت المبعثره عن اغنيه ترقص عليها واختارت ان ترقص على اغنية امل حياتي .. وبدأت تتمايل على انغام موسيقى عبد الوهاب الرائعه وكأن جسدها هو من يعزف الانغام ويحرك الاوتار .. وساعدها جسدها وروعة قوامها في ان تبدو وكأنها حورية اتت من خلف اسوار الخيال .. وانتبهت فجأه لتجد ابن عمها ادهم يقف على الباب مشدوها وعيناه تتفحص جسدها من رأسها حتى قدميها والتقت عينها بعينه وشعرت بشئ يشدها لزرقة عينيه وصفاءها رغما عنها وخفق قلبها وكاد ان يسقط بين قدميها وانتبهت ان النظره قد طالت وان العيون تراقب الموقف وشعرت بدوار وتمنت ان تنشق الارض وتبتلعها لتتخلص من هذا الموقف المحرج فأغمضت عيناها ولاحظ الجميع انها بدأت تترنح قبل ان تسقط ارضا لحقها ادهم ووجدت نفسها فجأه بين يديه ويحملها بين ذراعيه وهي لاتصدق وكأنها ف حلم فتحت عينيها لتتأكد انها لاتحلم فالتقت عيناهما مرة اخرى فأغمضتها بسرعه وسمعته يقول لهم انيمها فين ويذهب بها ويجئ بالغرفه وكأنه يريد ان يطيل تلك
اللحظات وتمنت ان يلف بها الدنيا وهي على هذا الحال وبمجرد ان وضعها على السرير شعرت بأن روحها تسحب منها وهو بسحب يده من تحت جسدها ورائحة انفاسه تلفح وجنتيها وشفتيها ودارت بها الدنيا وداخت بالفعل ولم تستطع ان تميز صوت امها من صوت عمها ولا صوت ابيها من صوت زوجة عمها فقد اختلطت عليها
الوشوش والاصوات وفقدت التمييز بين الاشياء ولا ترى من حولها الا ادهم وعطره وانفاسه حتى وهي مغمضة العينان قد كان اول شخص يلمسها ويقترب منها بهذا الشكل ليشعرها بأنوثتها .. فهي كثيرا ماسمعت كلمات الغزل من الشباب اثناء ذهابها او عودتها من المدرسه ولكن لم يجرؤ ولم تسمح لاحد بلمسها لا ان يحملها ويقترب منها بهذا
الشكل .. ماذا فعل بها وكأن انفاسه اخترقت كيانها واشعلته ولاتدري كيف تطفئ نارها .
حمدت الله عندما سمعت امها وهي تعلل ماحدث بانها لم تاكل شيئا من الصباح ورفضت تاكل قبل السفر وكأنها شهاده ببراءتها من تهمة لا ذنب لها فيها .
افاقت عايده وجلست على السرير واحتضنتها امها وقبلتها والجميع يحمدون الله ع سلامتها وبحثت بعينها عنه ووجدته عند الباب والتقت عينها بعيناه ولاول مره تعرف ان للعيون خطابا .
قاموا بنات عمها واحضروا لها بعض الاطعمه وعصير وخرج الجميع عدا البنات اللاتي مازحنها وهم يقولوا اكيد حسدناكي على رقصك فاطمأنت انهن لم يلاحظن شيئا وبعد ان اكلت شعرت انها بحاجه لان تختلي بنفسها فاستأذنت من بنات عمها وطلبت من أمها ان تصعد للسطح بحجة انها تريد ان تشم الهوا ..
وعندما صعدت وجدت حصيره مفروشه على الارض فالقت بجسدها عليها ونظرت للسماء وفتحت زراعيها وكأنها تحضنها وقد قاربت الشمس على المغيب سرحت بخيالها وهي تستعيد تلك اللحظات ورائحة نفس ادهم وذهبت ف النوم بعد ان داعبها الهوى ولعب برداءها ليكشف عن ساق كأنها العاج والمرمر .. وأفاقت على تلك الرائحه التي هزت كيانها ولكنها ظلت مغمضه العينان لتستشعرها اكثر واستغربت ان الرائحه اقوى من ذي قبل .. فتحت عينيها وقبل ان تصرخ وضع ادهم يده على فمها وهو يقول :
ادهم : متخفيش انا لقيتك نايمه خفت عليكي لان السطح من غير سور ونومك هنا خطر .
عايده : وهي تلملم نفسها وتغطي ساقها ممكن تبعد شويه عني ..
ادهم : خايفه مني ؟
عايده : انا مبخفش من حد ..
ادهم : كنتي فين ؟
عايده : مش فاهمه ..
ادهم : كبرتي واحلويتي امتى وخبوكي عني ليه ؟
عايده : ممكن تبعد عني وتسيبني دلوقتي لو سمحت ..
ادهم : ابعد عنك ازاي انا مصدقت لقيتك .
عايده : ادهم ...... ارجوك سيبني ف حالي .
ادهم : اسيبك ازاي وانتي اللي خطفتيني .
عايده : خطفتك دا ايه ( وبدلع ) هو انا قربتلك ياعم انت .
ادهم : ( وهو بيقرب منها اكتر ) دا انتي خطفتيني وتوهتيني ودوبتيني كمان .
عايده : مش خايف خطيبتك تسمعك ؟
ادهم : خطيبة مين وجوازة ايه انتي بس قولي اه وانا اهد الدنيا .
عايده : انت مجنون .
ادهم : مجنون بيكي .
عايده : طاب غمض عنيك وعد لعشره .
ادهم : هنلعب استغمايه ؟
عايده : غمض بس وصدقني مش هتندم .
ادهم : ماشي .
وبعد ان اغمض عينيه اقتربت منه عايده لتشبع من انفاسه وشعر بانفاسها ففتح فمه قليلا وقرر ان ينقض على شفتيها الورديتين بمجرد ان تلمسه .
ولكنها اتسحبت ببطء دون ان يشعر بها ونزلت مهروله وارتمت بجوار امها وهي ترتجف فسالتها امها : مالك يابنتي ..
فقالت : بردانه دفيني ياماما وضمتها امها وغطتها بشالها .
اما ادهم بعد ان طال انتظاره لشفاهها فتح عينيه ليجدها قد هربت منه فعض على شفتيه وقال ف نفسه : آآآآآآآآه .. لوحتيني يابنت عمي .. ونزل مسرعا ليلحق بها ولكنه فوجئ بما لم يتوقعه .
.................................................................................
.......... بعض الغروب ( الحلقه الرابعه ) .............
وصل ادهم للباب ليفاجأ بخالته وابنتها سحر ( العروس ) التي سيزف اليها بعد ثلاثه ايام .. علت الزغاريد والتبريكات .. وبعد السلامات والقبلات دخلوا لمكان تجمع العائله وكانت عايده تتألق
بردائها الاصفر القصير وكأنها الشمس والقمر معا .. وقف ادهم عن بعد يتأملهما ويقارن بينهما بعد ان اجلس سحر بجاتب عايده متعمدا .
( سحر ابنة خالته فتاه اسكندرانيه جدعه وبنت بلد .. اجمل مافيها انها عفويه وعلى طبيعتها ولا تعرف التصنع .. لن تستطيع ان تمسك نفسك عن الضحك اثناء حديثها بسبب صراحتها المفرطه ..
وبالرغم من جمالها العادي الا ان القدر حباها بكريزما وخفة ضل غير عاديه فضلا عن انوثه صارخه .. لذا كان يراها ادهم اجمل بنات الدنيا حتى رأى عايده عندها اختلت موازين الحب والجمال ف نظره .. كانت اسرة ادهم تذهب كل عام لقضاء عطلة الصيف بالاسكندريه عند خالته وفي العاده ماكان يذهب ادهم وبعض اخواته لتنظيف الشاليه الخاص بهم بمعاونة خالته وابنتها سحر ثم تلحق بهم باقي الاسره فيما بعد ) .. وسرح ادهم في تلك الليله التي عاد فيها متأخرا على غير عادته ليجد سحر بانتظاره على باب الشاليه ودار بينهما هذا الحوار الفريد من نوعه :
ادهم : بتعملي ايه عندك هما طاردينك والا ايه هههههه ؟
سحر : ايوا يا اخويا اتريق وانا اللي كنت خايفه عليك ليخطفوك .. كنت فين يابني لحد دلوقتي .
ادهم : هههه يخطفوني مين يابت انتي .. اهو دا اللي ناقص عيله مفعوصه زيك تسالني كنت فين .. دا ابويا معملهاش .
سحر : يالهوووووووي انا عيله احيييه .. دا انا عمري 19 سنه وتسع شهور وتلات تيام .
ادهم : تلات تيام وكمان احيه هههههه دا انتي حكايه .. اخفي من وشي انا داخل انام .
سحر : والنعمه انا غلطانه عشان بنقلق عليك ..... يابخيل .
ادهم : انا بخيل يابت انتي .
سحر : ايوا بخيل وستين بخيل .. كلامك معايا بالقطاره .. متقعد وتتكلم معايا زي مخاليق ربنا متخفش مش هنكلك .
ادهم : تاكلوني ؟؟؟؟ هو انتو كام بالظبط هههههه ..
سحر : شكلي هنضربك على فكره .
ادهم : وكمان تضربيني دا انتو عصابه بئى .. امشي يابت العبي بعيد سيبيني ادخل انام .
سحر : يالهوي .. بت .. حلوه اوي منك بت دي بنحس كدا ان فيها خصوصيه يعني .. انا نخصوك .
ادهم : مالك ياسحر انتي سخنه والا عيانه مالك يابت .
سحر : انا عيانه بيك انت .. حس بيا .. نفسي نكلم معاك من زمان بس انت مش بتديني فرصه .. نفسي نسالك من زمان انت بتعرف تعمل كدا ازاي ؟ بتعرف ترسم البسمه على وشي وتحمر خدودوي اول منشوفك ازاي ؟ احيه عليا وعاللي جابوني انا بقول ايه .
ادهم : ايه دا انتي بتكلمي جد مش هزار ؟
سحر : جد اوي .. اوي اوي وربنا .. والمرسي ابو العباس بنموت فيك بنعشقك منعرفش ليه .. بس هو كدا زخلاص .. وربنا لو سيبتني للصبح مانبطل كلام .. مش عايزاك ترد ولا تقولي حاجه عايزه نتكلم وانت تسمعني وخلاص .
ادهم : وربنا شكلك شاربه حاجه عالعموم ادي قعده قولي كل اللي نفسك فيه .
سحر : احيه يالهوي يالهوي .. لو تعرف لما بنسمع صوتك بنبئى عامله ازاي .
ادهم : حلوه اوي الاحيه بتاعتك دي بتخليني افطس م الضحك .
سحر : احيه عليك انت بئى .. يانصيبتي انت بتخلي وشي يحمر وقلبي ينط من مكانه .. اووووووف .
ادهم : ( باستغراب ) انتي ازاي بتقولي الكلام دا عادي كدا ؟
سحر : ياعم مش مستاهله نرسم عليك عشان نوقعك انا بنحبك وبنموت فيك يبئ ملهاش لازمه الشعلقه والشحتفه .. ايه اللي هنخسره يعني .. بنحبك والنعمه الشريفه وبنموت فيك .. يالهوي عالفضايح .. معلش اتحملني انا من زمان ونفسي نفرح بالكلام معاك ومصدقت تسمعني والسنادي بالذات كنا هنموت عليك .. وكنت نقول ف نفسي بس لو نطولك هنقطعك حب .. يالهوي دا انا كنت الاول بنتش الكلام منك نتش ..متقول حاجه ياجدع .
ادهم : ااقول ايه انتي سحرتيني يابنت الايه انا مستمتع اوي بهرتيني بكلامك انا ازاي مخدش بالي منك من زمان ..
سحر : ايوووووه الحقيني يااما .. عارف انت عامل زي ايه ؟
ادهم : ايه ؟
سحر : البسبوسه اللي تتنتش كدا بالصوابع .. انت اكلة جوع .
ادهم : وربنا انتي زي العسل .
سحر : طاب مش هتمد ايدك وتاخدلك لحسه ؟ يالهوي انا بنقول ايه شكلك جننتني يادي الجدع .. متاخدشي عليا والنبي دا انا عبيطه والله واللي ف قلبي على لساني .. قلبي اخضر وبرئ وعمرو مشاف غيرك .. اول مره نحب ياجدع .
ادهم : انتي حلوه اوي وقلبك جميل ونقي ونفسي اسمعك .. انتي فوقتيني .
سحر : يالهوي حرام عليك انا كدا ندوخ منك ونقع براحه عليا ابوس ايدك .. عارف نفسي ف ايه دلوقتي .
ادهم : نفسك ف ايه ياسحر ؟
سحر : نفسي نجرو عالبحر ونحضنه .. نفسي نجري ف الشارع زي العيال .. انا جعانه شقاوه اوي بس بنكسفوا .. ميغركش يعني اني قولتلك كلمتين .. طاب وربنا انا خايبه وهابله اوي ومبنعرفش نقول كلمتين على بعض .. بس بقالي سنه بنفكر فيك ونتخيلك ونكلموك .. احيه احيه انا بقول ايه .. والا انت قولت ايه ؟ ونبي قولي ياسحر تاني اقولك قولي حبيبتي .. نفسي نسمعها منك ونخلو الحلم حقيقه قولها ونبي .
ادهم : حبيبتي .
سحر : قولها تاني لو بتحب ربنا .
ادهم : هههههه حبيبتي .
سحر : والنعمه بنحبك وبنتمناك ومش حاسه اني بنعمل حاجه غلط انا بنطلبك .. نفسي فيك بنموت فيك ومش مكسوفه اني انا اللي بلاغيك .. انا اخترتك حبيبي .. انا منعرفش حاجه ف الدنيا غير احساس حلو ساكن جوايا ليك ومن زمان عيني عليك او بتدور عليك ومتشعلقه بيك بشكلك وطريقة كلامك وشخصيتك .. تعرف انا عندي صوره ليك مخبياها ف اوضتي عايشه معايا كل يوم بنبصلها ونحب فيها وقبل ما ننام نبوسها ونحضنها وف صدري نخبوها .. من زمان وانا نفسي نلمسك ونحس بيك ندفن راسي فيك .. احيه بئى انت مبتكلمش ليه ؟
ادهم : ااقول ايه انتي دوختيني كل دا جواكي معقول انا والله ما مصدق يطلع منك كل دا .
سحر : زمانك بتقول عليا ايه البت البجحه دي اللي دايبه فيا والا تقول اني بنفرض نفسي عليك .. عارف لو اللي جوايا بجاحه مش حب كنت نخططلك صح كنت بهدلتك حب والنعمه كنا نمرمطك ونخلوك تيحي زاحف .. بس عشان بنحبك بنقولها من غير زواقه ولا لف ودوران .. انا نعرف انك شايفني بسريايه وانت حوت كبير يعني مهما عملت ومهما قولت مش هتحس بيا وتلاقيك قولتلي حبيبتي بس عشان طلبتها منك وصعبت عليك .
ادهم : ياحبيبتي انا اسطلت بكلامك احلفلك انك شقلبتي كياني .
سحر : والله لو حاسس بيا لو سامع دقات قلبي كنت نصعب عليك انا بنتفض ضمني وحوط عليا جوايا بيترعش .. اعتبرني قطه معلقه ضوافرها ف هدومك ومكلبشه فيك .. ياااااااه لو تحسني وتعرف اد ايه بنتمناك .. احيه انت اللي قلت اتكلمي انت اللي فتحت الباب .
( اجلسها ادهم على ركبتيه فدفنت راسها بصدره وبدات تبكي ) .
ادهم : متعيطيش انا والله العظيم فرحان بيكي وحاسس انك طلعتيني السما بكلامك .
سحر : انا كاتمه حبي ليك من زمان ( قالتها وهي تقبل راسه وجبينه وخدوده ) انت سيدي وروحي وعقلي نفسي نسكن جواك ونكون حواليك انت اللي شيلت اللجام مع اني وربنا بنكسفوا اوي .. ساعات كنت لما نشوفك زمان نصرخ فيك جوايا نقولك بصلي كلمني وساعات كنت ننكشك باي كلام بس انت كنت بتقصر ومش بتديني ريق حلو .. الله ريحتك حلوه قوي .. حافظاها .. فاكر القميص اللي كان ضاع منك من سنتين وقعدت تدور عليه .. عندي .. كنت بندفس راسي فيه عشان نشمك ونحسك .. زي منا دافسه راسي ف صدرك دلوقتي .. احييه عليا وعاللي جابوني .. كنت بنحلم تاخدني كدا ف حضنك وكل ماابعد تشدني ليك وتحشني ف صدرك .
ادهم : نفسك ف ايه ياسحر .
سحر : الله هو اسمي حلو اوي على شفايفك .. نفسي تحسني .. تحبني .. تبئى انت راجلي .. بتاعي .. تشخط فيا .. تدلعني .. تبهدلني وتفرحني .. تزعلني وترجع تصالحني .. تعاملني على اني بنتك واختك وصحبتك .. تحسسني بالامان وساعات تخوفني منك .. نفسي اعيش كل فصول السنه ف كل يوم معاك .
ادهم : انتي بترتعشي .
سحر : احيه على امي دا انا جوايا كمان بيترعش وينتفض .
ادهم : طاب اهدي شويه انا خايف عليكي .
سحر : يالهوي يا اما .. تعرف نفسي اوي تخاصمني عشان نعرف الصلح اللي بعد الخصام .. دفيني بحبك .. طبطب على قلبي .. بوسني من جوايا ..
ادهم : كلامك خضني ياسحر .. برجلني .
سحر : انت متعرفنيش انا غلبانه اوي كل الحكايه اني بنعشقك وبنحبك بجد .. متجننه بيك .. انا مش بعمل كدا عشان نتجوزك ولا بنرمي شباكي عليك .. انا مش عايزه منك الا حاجه واحده بس .. سبني نحبك .. سبني نحلم انك راجلي وبتاعي .. مش هتخسر حاجه .. ااقولك اعتبرني جاريه لقلبك وانا نروقه وندلعه اخر دلع .. تعرف ان اللي انا فيه دلوقتي احلى من اي حلم حلمته انت بجد اااااااحيه اوي ( قالتها بجزه على شفايفها ) انا مش صايعه والله بس انت مش فاهم انت عامل فيا ايه دلوقتي .. هو انت طعم اوي كدا ازاي .. ياااااااااااااه من قد ايه كنت بنتمناك وبنحلم بلحظه زي دي .. والمصحف انت عامل فرح كبير جوايا .. انت مفرحني اوي .. ممسكني النجوم وحياة ربنا ..انت عارف لما تيجي تاخد لحسة عسل بصباعك ويدلدق على شفايفك وكل شويه تلحس شفايفك عشان تستمتع بطعمه الحلو وربنا انا كده دلوقتي .. والمصحف .. انت التنهيده الحلوه الراحه اللي بعد التعب .
ادهم : سحر .
سحر : سبني احياة ابوك نكمل .. ونبي انت اجمل حد شفته بحياتي وياما اتمنتك روحي كنا بنتمنوا كلمه نسرقها منك .. تبص ف عنيه وتشوف نفسك جواهم وتعرف قد ايه بنحبك .. كنت بنتمنى تكلمني او تسمعني ولو دقيقيتين يالهوي ياخرابي .. ياااااااااه على كرم ربنا .. دانا قعده على رجلك وحاضناك ةسامعه صوت قلبك .. ايوووه .. انت متعرفش لما كنت بنشوفك بيحصلي ايه كان بيبئى جوايا متبهدله .. حاولت الم نفسي كتير لكن النهارده حبي فضحني ولساني اتمرد عليا .. يالهوي كنت بنموت الف مره وانا بنحوش نفسي عنك .. بص من الاخر انا مهبوله بيك .. ملهوفه عليك .
ادهم : قد كدا انا عذبتك ؟
سحر : متشغلش بالك بيا ولا بعذابي انا كفايه عليا انك سامعني دلوقتي وسايبني اتكلم يااااااااااااه .. حتى لو مش بتحبني والله كفايه عليا انك تسبني نحبك .. انا مش مصدقه اني ف حضنك وقافشه فيك .. والله العظيم لولا العيبه كنا نقولك زي ماقالت زليخه : هيتا لك .. بس كفايه عليا اوي اني قافشه فيك ومفعصاك جوايا .
ادهم : يااااااه انتي ازاي كدا معقول في حب كدا ؟
سحر : عشان زرعتك من زمان جوايا وقلت دا حبيبي .. ياه لو تعرف قد ايه كنت بنتخيلك ونكلمك ونحكيلك عن كل حاجه جوايا وكل ما ننام نجيبك ف احلامي .. كان بيبئى نفسي عنيه تشوفك ف كل حاجه حواليه ونعيشك انت وبس .. تكون انت كل اهلي وناسي .. حلوه قوي نظرة عنيك دي احييييه عليا وعاللي جابوني .. انا مش عارفه جاتلي الجرأه دي ازاي .ادهم : قوليلي ياسحر انا ممكن اعمل ايه عشان اريحك ؟
سحر : تسيبني نحبك تخليني نشوفك مش لما توحشني لانك بتوحشني كل ما نتنفس بس كل ما اتمناك نشوفك .. متبعدنيش عنك .. والله العظيم بنحبك ومش بنعرف نكلموا كلمتين على بعض ومنعرفش انا جبت الكلام دا كلو منين .. انا والله مستغرباني اوي .. احضني اوي طمني بيك فرحني بقربك .. سمعني صوت ضلوعي عشان اتاكد اني مش بنحلم وانك حقيقه .. انت شايف الفرحه اللي على خدودي شايف حلاوتك وهي معلمه على جبيني .. انا وربنا دايبه فيك اوي .. الله .. سامع حد مشغل ام كلثوم .. اسمع كدا .. قالوا المحبه قدر انا قلت جمعنا .. احيه ايه الاغنيه بنت الكلب دي .. الكلام اللي فيها هيدوبني .
ادهم : انتي وربنا اللي حلوه وتجنني ياسحر .. انا هتجوزك ياسحر .
سحر : بتضحك عليا .
ادهم : والله العظيم هتجوزك .
سحر : قول والنعمه كدا .
ادهم : بقولك والله العظيم تقوليلي والنعمه .
سحر : مش بقولك عبيطه .
تذكر ادهم هذه الليله وهو ينظر لخطيبته وعايده ولا يشعر بمن حوله فالجميع مشغولون بالرقص والتصفيق الا هو وعايده فقد كانا يتبادلا النظرات من ان لاخر .. ولكن نظرة كل منهما تختلف عن الاخر فقد كانت نظرة عايده بتقوله ابعد ونظرة ادهم بتقولها قربي .
كانت عايده نموذج مختلف تماما عن سحر كانا نقيضين ف كل شئ احداهن منتهى الرقي والتحضر وجمالها متفرد لا مثيل له .. قسمات وجهها وانوثتها ناعمه .. والاخرى بنت بلد بمعنى الكلمه وانوثتها طاغيه ربما لم يحبها بالمعنى المفهوم ولكنه نوعا من التأثر والرغبه ف الاحتواء .. ولو فكر ان يترك ابنة خالته من اجل ابنة عمه فسيحكم عليها بالموت وربما لن تتظزج ابدا ويتعلق ذنبها ف رقبته والغاء الزفاف مغامره لا يستطيع ان يتوقع نتائجها وربما تؤدي الى كوارث لا تحمد عقباها .
فجأه طرأت ف راس ادهم فكره قرر ان ينفذها على الفور دون تردد .
........
( حياتنا هي عباره عن مجموعه من الاسئله كتبتها اقدارنا .. كاسمك وشكلك وزوجتك وابناءك وعالمك المحيط بك .. استخدامك لها وطريقة تعاملك معها بمثابة اجاباتك على تلك الاسئله التي طرحها وفرضها عليك قدرك ..وبما ان الحب قدر و ليس اختيار فهو سؤال اجابته في كيف نحب من نحب ) .
( سحر .. ربما ينتقد الكثير جرأتها ويعتبرها وقحه او بجحه .. وان الفتاه لابد وان تتحلى
غلى الاقل ببعض الخجل ولا تفرط بمشاعرها بهذا الشكل .. وانا اؤمن بذلك واشدد عليه .. ولكني اراها بشكل مختلف ربما تكون شخصيه من الخيال ولكنني اعيشها وكأنها واقع وحقيقه لقد احببت هذه الشخصيه الشفافه العفويه احببت مشاعرها المتدفقه التي كادت تغرقني رغما عني .. سحر احبت الحب نفسه.. سحر لم تخطط او تتخابث حتى تفوز بحبيبها .. نعم هي كمن سكتت دهرا ونطقت كفرا ولكنها عبرت عن احاسيسها ومشاعرها بمجرد ان فتح الباب وسمح لها دون ان تهتم برد فعله .. لقد احببتها بكل تفاصيلها ولو كانت وهما وخيالا او واقعا .. احسست بكل خلجاتها وسمعت دقات قلبها وتمنيت ان ادنو منها واضع راسها على صدري كطفله وامسح دموعها باصبعي والملم الليل عن شعرها .. وبصرف النظر عما سيفعله ادهم ومن سيختار لو كنت مكانه فلن ارضى عنها بديلا ولو
كانت عايده .. واعترف ان سحر سحرتني ) .
..........
( تابعوني .. الحلقه القادمه ..... ) .
محمود حرزاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق