في كل ليلة تتحول جارتنا العجوز إلى شابة جميلة..
تماما عند الغروب تتمزق بشرتها المليئة بالتفاصيل و التجاعيد لتخرج لنا بشرة شابة نضرة.. بخدين ممتلئين و عينين زرقاوتين.. تضيئان لها الطريق نحو بحيرة البجع..
تجلس على أحد المقاعد الزرقاء بجوار تمثال تعرفه و يعرفها.. يبعد مسافة خمسة عشر قدما من الضفة..
تحادثه..
كيف حالك يا أميري العزيز.. ؟
تمسح بكفيها الرقيقتين بعض القطرات الموجودة على وجه التمثال..
أهو المطر.. أم هي دموعك يا عزيزي؟
تتذوق القطرات..
- مالحة جدا..
لا تبك يا أميري.. انها خطيئتي أنا.. و ذنبي أنا..
أتمنى أن تعود حياتنا كما السابق بعيوبها و نقائصها و نقائضها..
أريد أن نعود كما كنا..
اعذرني كان صوت البطون الخاوية مرهقا.. كنت أفكر كثيرا في الغد.. كنت خائفة من المستقبل.. لم أكن أثق بالحاضر..
كان يجب أن أصدق أحلامك.. أن أطمئن لكوننا معا..
إن متنا جوعا.. فنحن معا.. و إن عشنا فنحن سويا
أرهقتك حياتنا الصعبة و أحلامي الباهظة الثمن
كلفتك فوق ما تطيق
اعذرني لقد قسوت عليك في تلك الليلة.. كنت غاضبة جدا.. غاضبة لعجزك و قلة حيلتك..أو ربما كنت غاضبة من نفسي و عجزي و قلة حيلتي فأخذت أصب عليك جام غضبي
قسوت عليك.. قمت بتهديدك " إن لم تحضر لي لبن العصفور فلا تعد.."
دخلت الحديقة المسحورة..
بكيتَ عجزا و قهرا و ذلا.. و حبا..
- لبن العصفور..!
جلست على المقعد الأزرق الخشبي الذي يبعد عن الضفة خمسة عشر قدما
مهموما.. وقتها وقف على كتفك عصفور صغير يحاول مواساتك..
تذكرت طلبي الأحمق ..
- "حديقة مسحورة.. لابد أن أمسك بهذا العصفور و أهديه لزوجتي و لتفعل به ما تشاء.. تأكله نيا أو تقوم بشوائه..
المهم أن تفتح لي الباب و تسمح بعودتي إلى المنزل و المبيت في فراشي الدافئ"
أمسكت العصفور بين يديك.. حاولت خنقه.. عندها حل عليك الغضب و تحولت إلى حجر..
هل تمحني الغفران لتعود إلى هيئتك البشرية و لنحظى بفرصة ثانية..
أقسم أنني تعلمت.. لم أعد أخشى الفقر.. و لا الجوع..
لم أعد أخشى شيئا..
سامحني يا أميري..
لو أستطيع أن أتحول مثلك إلى تمثال و أبقى بجوارك..
لكن عقابي أن أفقد شبابي.. مع شروق كل شمس
الشمس على وشك الشروق.. حاول يا أميري مسامحتي
تماما عند الغروب تتمزق بشرتها المليئة بالتفاصيل و التجاعيد لتخرج لنا بشرة شابة نضرة.. بخدين ممتلئين و عينين زرقاوتين.. تضيئان لها الطريق نحو بحيرة البجع..
تجلس على أحد المقاعد الزرقاء بجوار تمثال تعرفه و يعرفها.. يبعد مسافة خمسة عشر قدما من الضفة..
تحادثه..
كيف حالك يا أميري العزيز.. ؟
تمسح بكفيها الرقيقتين بعض القطرات الموجودة على وجه التمثال..
أهو المطر.. أم هي دموعك يا عزيزي؟
تتذوق القطرات..
- مالحة جدا..
لا تبك يا أميري.. انها خطيئتي أنا.. و ذنبي أنا..
أتمنى أن تعود حياتنا كما السابق بعيوبها و نقائصها و نقائضها..
أريد أن نعود كما كنا..
اعذرني كان صوت البطون الخاوية مرهقا.. كنت أفكر كثيرا في الغد.. كنت خائفة من المستقبل.. لم أكن أثق بالحاضر..
كان يجب أن أصدق أحلامك.. أن أطمئن لكوننا معا..
إن متنا جوعا.. فنحن معا.. و إن عشنا فنحن سويا
أرهقتك حياتنا الصعبة و أحلامي الباهظة الثمن
كلفتك فوق ما تطيق
اعذرني لقد قسوت عليك في تلك الليلة.. كنت غاضبة جدا.. غاضبة لعجزك و قلة حيلتك..أو ربما كنت غاضبة من نفسي و عجزي و قلة حيلتي فأخذت أصب عليك جام غضبي
قسوت عليك.. قمت بتهديدك " إن لم تحضر لي لبن العصفور فلا تعد.."
دخلت الحديقة المسحورة..
بكيتَ عجزا و قهرا و ذلا.. و حبا..
- لبن العصفور..!
جلست على المقعد الأزرق الخشبي الذي يبعد عن الضفة خمسة عشر قدما
مهموما.. وقتها وقف على كتفك عصفور صغير يحاول مواساتك..
تذكرت طلبي الأحمق ..
- "حديقة مسحورة.. لابد أن أمسك بهذا العصفور و أهديه لزوجتي و لتفعل به ما تشاء.. تأكله نيا أو تقوم بشوائه..
المهم أن تفتح لي الباب و تسمح بعودتي إلى المنزل و المبيت في فراشي الدافئ"
أمسكت العصفور بين يديك.. حاولت خنقه.. عندها حل عليك الغضب و تحولت إلى حجر..
هل تمحني الغفران لتعود إلى هيئتك البشرية و لنحظى بفرصة ثانية..
أقسم أنني تعلمت.. لم أعد أخشى الفقر.. و لا الجوع..
لم أعد أخشى شيئا..
سامحني يا أميري..
لو أستطيع أن أتحول مثلك إلى تمثال و أبقى بجوارك..
لكن عقابي أن أفقد شبابي.. مع شروق كل شمس
الشمس على وشك الشروق.. حاول يا أميري مسامحتي
تزيل ربطة العنق التي وضعتها الليلة البارحة على عنق التمثال.. و تضع ربطة عنق اخرى جديدة..
نعم لم أنس إنه عيد زواجنا الخامس و العشرين..
كل عام و أنت بخير يا أميري..
نعم لم أنس إنه عيد زواجنا الخامس و العشرين..
كل عام و أنت بخير يا أميري..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق