الجمعة، 25 أغسطس 2017

بدون رتوش ... بقلم الكاتب والأديب / وسام السقا ــ العراق

بدون رتوش
بعربة خيزران مزركشة، مر الزمان من أمامي واختفى في لمح البصر، كانت تجرها خيول مجنحة اصطدمت بحاجز وهمي، وسقطت منها علبة جميلة مغلفة بورق مفضض كأنها هدية! الوقت ليلاً وهلال في السماء القُ دون ضوء خلت الطرقات من المارة، السكون يعم الارجاء .. كنت وحيداً وخيم الوجُوُم على قلبي، حولي احراش وغابات تحيط بها المستنقعات، بأعلى الأصوات أنادي وأصيح .. لمن هذه العلبة؟ وليس هناك مجيب. تائه بين حضور وغياب، أناشد افكاري وأتساءل .. ما حكاية هذه العلبة؟ وماذا في داخلها؟ قد تحتوي اشياء ثمينة؟ مصوغات، جواهر، لألئ، لأنها ثقيلة، سوف ستصبح ملكي أن لم يظهر صاحبها. وحملت العلبة على صدري لأكمل مشواري .. انفتح غطاء العلبة فجأة، ومدت رموش ناعمة اذرعها، وعينان من الماس خلفهم، وابتسامة قاتلة الوسامة، وشفتان عسل من صنع الزهور .. كانت فتاة هيفاء من جبال القمر هي من في العلبة، ألقت بظلال عطرها واحتضنت الانفاس .. والتقينا والتقت العيون، ذابت الابدان .. واهتز القلب، غرقت الارواح في بحر الاحلام ..عَصفَ الإعجاب فحل الربيع، صفقت الجفون، تلامست الأكف، غُلقت بالأذرع دائرة الأحضان .. رسم الوقت خطوط سير بيضاء، وبدأ المشوار.
بقلم // وسام السقا - العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون