{الرحيل .. خارج حدود الخارطة}
أُسافرُ فيكِ .. أجُوبُ الخَيالْ
إلي كلِ أرضَ أشُدُّ الرِّحَالْ
و أرحلُ في الأُفقِ صَوبَ المُحالْ
و أمشي مَدَي البُعدِ حَدَّ المَجالْ
برِفقةِ شَمسٍ و تَحتَ الظِلالْ
و قُربِ السَحابِ و فَوقَ التِلالْ
و بين البلاد يَجولُ الفُؤادْ
و عَبر السُفُوحِ و في كُلِّ وادْ
تُحلِّقُ رُوحي بِلا أجنحةْ
----------------------------------
لِأحْظَي لَدَيكِ .. بهذا المزيحْ
من الأُرجوانِ و عِطر الأَريجْ
و هَدأةِ لَيلٍ خَلَت مِن ضَجيجْ
و نسمةِ صبحٍ بيومٍ بهيجْ
و ضَوءٍ تَشابكَ مِثل النَسيجْ
يُغطي سماءاً بلونِ الضُحَيْ
----------------------------------
و أصنعُ تلك الظلال الوريفةِ
من أغصانِ اشتياقي و وَجدي
و زهرٍ يُزيِّنُ سَاحَ لِقاءِ
أتيتُكِ فيها وَفاءاً بِعَهدي
و يَسكُنُ وَجهُكِ في مُقلَتَيَّا
وَيسري عَبيرُكِ رُوحاً بِجسدي
أبثك نجوي تَفيضُ الهُيامِ
كَنهرٍ جارٍ و ما أَفسحَهْ
----------------------------------
بِرَغمِ اِزديادِ المَسافةِ بُعداً
و أن الطريقَ بِهِ ألفُ سَدِّ
و عِلمِي بأنَّ الوصولَ مُحالٌ
قَبِلتُ لأجلكِ هذا التحدي
أداعبُ طيفكِ إن جَنَّ ليلٌ
و سِرتُ الدوربَ الطويلةَ وحدي
و أبلُغ مَرامِي إن أبصَرتُ
حُروفاً مِن اسمِكِ في لائِحَةْ
----------------------------------
سأُصبحُ للعاشقينَ سَفيراً
و أتركُ خَلفي تُراثا وَفِيراً
لأُمسي دليلاً لِمَن جاءَ بَعدي
و أنشدُ في عَينيكِ ابتهالي
و لستُ أَهَابُ صُنُوف الخطر
و مَهما مَشيتُ فلَستُ أُبالي
بطُولِ الدروبِ .. و عُمرٍ يَمُرُّ
و دَهرٍ يَدورُ كَقُرصِ الرَّحَيْ
----------------------------------
إذا أنا في التِيهِ طالَ انتظاري
تَظلِّينَ أنتِ .. مَلاذي و بَلدي
و إن أنا مُتُّ بِتلك الديارِ
ستبقينَ أنتِ جِناني و خُلدي
إذا ما قَضيتُ لَديكِ صريعاَ
و قُدِّرَ مَوتِيَ بين يديك
فأهلاً بِها مِيتَهً مُفرِحَةْ
----------------------------------
و عندَ الفِراقِ فَلا تبأسي
نَسيمُ التَناجِ هُو مُؤنسي
سَيُسدَلُ عِندَ رُباكِ الستارْ
و يَحلُو الرقادُ هُنا بالجوارْ
و أَنعِم بأرضكِ لي مِن مَزارْ
فَموتُ المُحِبِّ خُلودٌ لَهُ
و كُلُّ البِقاعِ لَه أَضرِحَةْ
----------------------------------
م/علاء زايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق