الوجع..قصة قصيرة
يتملكنى إحساس بالضعف ,أرتدى ملابس الحداد على الروح المشنوقة بالجسدالمعتم الملبوس بالشياطين.
أتجرع كؤوس الآسى وأصارع آلام الساق المبرحة,أتشبث بالدنيا وأرقص على موسيقى الألم الحياتى المتجدد كبرعم نبات شيطانى ,الشجرة الوارفة التى كنت أستظل بها تكلست وزبلت وحبل الأمل الذى أشد به ظهرى إنزلق حتى قبض على عنقى فزادت عيناى جحوظا وشاب شعر رأسى.
أجرى على كل السكك وألفظ آخر أنفاسى بين أحضان إمرأة ممصوصة متخشبة الصدر تجنى أخر أنفاسى وأخر مليم فى جيبى
,وتتغامز هى والمرأة المفلطحة سيدة المنزل (شاب مسكين فى زمن الله به عليم ..)
أضحك كلما ترنح الجسد بين أجساد السكارى البهاليل المخابيل ,أتحامل على ساقى المسكونة بالوجع وألقى بجسدى فى دوامة من الفوضى الغير خلاقة وأنام قتيلا بلا رأس وفى الصباح أستيقظ أبحث عن رأسى الملم أشلائها أفتش فى فراغاتها المعتمة عن لمحة أمل أوبارقة فرح فأجدنى نسيت كل الأشياء وكرهت كل الأشياء.
حبيبتى زهرة بيضاء لاأعرف لماذا تصر على الإرتباط بمخبول..ملامحه مجنونة ورأسه فارغة حتى موعدها نسيته .
.لست متأكد هل أحبها أم أكره نفسى؟ .
,تلك المرأة الممصوصة لحست ما بقى من عقلى وكأنها شيطان تلبس جسدى .
أندفع إليها كلماأجهدنى القهر,أفترسها وكأنى أقهر العالم فى جسدها وتمتص آخر قطرة من دمائى
نهضت خارج غرفتى.
فتحت نوافذ قلبى ليدخله ضوء الشمس .
أشم رائحة شجرة الياسمين الوحيدة التى تتأبط شباك غرفتى, مددت يدى لأقطف زهرة زقرق عصفور :.
(لماذا تصر على الموت؟)
تراجعت يداى وكأن عصفورا ينقر قلبى
.صورة حبيبتى مرسومة فى تفتح كل الزهور وثمة نسمات رطبة تدور حول عنقى أحسست وكأن جمجمتى مسكونة بالضفادع.
توضأت وافترشت سجادة الصبر لأصلى واستعذت بالله من الشيطان الرجيم
إستولت المرأة الماجورة على جمجمتى ,تلبستنى
تطاردنى نظرات طبيب التأمين الصحى وهو يكتب على علبة لبوس خضراء(ثلاث مرات فى اليوم)
أحسست ضيقا فى صدرى ورائحة قذارة تفوح من فمى .
حاولت أن أتقيئ نفسى
دلفت إلى غرفتى ووقفت أمام المرآة للحظات وثمة شيطان يتأملنى.
جلست أحتسى شاى الصباح وأخى الأكبر يتصفح جريدة يومية
قال وعلى وجهه إبتسامة كشروق الشمس:..
بعد الصلاة سنذهب لزيارة أهل خطيبتك.--
أجبتة بالصمت وثمة أغنية هزلية تترددفى الراديو.
.رأيت علامات الضجر فى وجهه
.غرس وجهه فى الصحيفة متعجبا
--ثرى عربى يتبرع بمليونى دولار لبناء حمام سباحة للكلاب فى بريطانيا
شد انتباهنا صوت الراديو وأحدهم يقرأ نشرة الأخبار
--مقتل أكثر من ألف عربى فى غارات اسرائيلية على غزة..
حداد عام فى بريطانيا لموت قرد من النوع النادر
ناولت أخى كوبا من الشاى.
--مقتل أكثر من خمسة جنود فى حادث إرهابى فى سيناء
سكت المذيع وكانت أخر رشفة من الشاى مرة بطعم العلقم.
.عاودتنى آلام الساق المبرحة.
مرض غريب يهاجم أطرافى,يقضم ساقى اليسرى يشطرها من شدة الألم
دخلت أختى وعلى وجهها إبتسامة فرح طفولى. سلمتنى دعوة عرس تركها لى صديق.وقالت:
نريد أن نفرح بك--
.لم يكن فى استطاعتى أن أبتسم
تسللت إلى غرفتى,تمددت على سريرى المتسخ وتمنيت لو أنام الى الأبد.
.أحب النو م أعشقه لأنه يشبه الموت
دائما كنت أنتظره ولا يأتى الموت مثله مثل الوظيفة الميرى لاتأتى إلا بعد انتظار طويل ودائما كنت أستيقظ ورائحة الموت تفوح من فمى .
الوجع وبعض البكتيريا التى لاتحب الحياة تنتظر لحظة خمول الجسد وتنهش فى لسانى وعظامى وأمعائى
أمسكت دعوة العرس فى يدى تأملتها وإرتديت جلبابى وانطلقت إلى الطريق وكأن عيونى مرمدتين, بعض الناس ينظرون إلى ساقى المرتعشةويمصمصون شفاههم .وبعضهم يضحك لقصرها وعدم ملائمتها مع جسدى
اندفعت ناحية قرية صديقى وصورة أبى محفورة فى جمجمتى ,صوته يطاردنى إبتسامته المحيرة ودموع القهر فى عينيه
,كرموه بعد إصابتة فى حرب 73 ثم نسوه
كان يبكى كلما أتت ذكرى حرب أكتوبر
يتحسس زراعه المبتور ويبكى
لم يكن جنديا عاديا, حارب فى النكسة والإستنزاف وشارك فى حرب أكتوبر
إنتصرت مصر وانهزم أبى .
.أبى مات وهو يبكى وكانت أخر كلماته الأرض الأرض ,الوطن الوطن
مشيت فى طريق المقابر المتجة إلى القرية ألم يمزق ساقى ويجرنى إلى الوراء .
السكون يسيطر على المكان ورائحة الموت تصيب القادم بالرهبة
اشتد الوجع وكأنه غول يهاجمنى فجأة أقاوم وأشق الطريق إلى عرس صديقى
أقاوم وقدماى تنغرس فى لحم الموتى الذى تحول بمرور الزمن إلى تراب
أقاوم السقوط . أتشبس بأخر ما تبقى لى من أنفاس .
أفتح فمى بصرخة مدوية تمتدإلى الفراغ
,يغطينى الظلام والصمت
وعينا جدى تطل إلى من مقبرتة
سلامتك يا ولدى -
.وقفت صامتا أمام مقابر العائلة.أتامل شجرة النبق العتيقة جوار قبر جدتى لأمى وشجرة الصبار الشائخةأمام قبر جدتى.
قرأت الفاتحة وعيون أبناء عم عزوز التربى ترقبتى وأيديهم ممدودة
وأفواههم مفتوحة فى إستجداء
هات الرحمة هاااااات--
اشتد الوجع وكأن ساقى فقدت .
ترنح الجسد,هوى على الأرض,تمرغ فى لحم الموتى ويداى قابضتان على الفراغ اصرخ بلا صوت.
همد البدن وأفترش الأرض والفم مفتوح عن آخره والعينان.
انسلخت من جسدى تماما وصرت خفيفا كفراشة
انطلقت أسبح فى الفضاء,تخلصت من جسدى والوجع.
وأولاد عزوز التربى يصرخون.
.رحت أصعد إلى أعلى.
.سمعت صوت أبى ينادينى وأناس ماتوا من زمن بعيد.
.نطرت وجه أبى لم يتغير نظر إلى وفى عينيه حزن
كيف الحال يا ولدى؟ --
لم استطع الإجابة ,فقط تركت يديه ورحت أهبط أهبط .
جاذبية الأرض تشدنى بقوة .
أحاول التشبس بالهواء فأطبق يداى على الفراغ .
تركونى أهبط أحسست عتامة الجسد وآلام ساقى المبرحة
أسمع صرخات أمى وإخوتى.
أفتح عيناى بصعوبة .
الغرفة مظلمةبالكاد أتبين ما فيها.نعش وخشبة غسل الموتى ودلو فارغ وطست كبير مملوء بماء عكر.
اليدان مربوطتان والرأس والفم والجسد ملفوف بقماش أبيض وأخضر
أشعر ألما فى مؤخرتى وكأن شيئا محشورا فى فتحة شرجى.
انفتح باب الغرفةوإندفع إخوتى يبكون ووقف أعمامى أمام جسدى ورائحة الموت تفوح من المكان والمرأة الممصوصة المتخشبة الصدر تنوح بشدةوأخى يصرخ فى النائحات أن يكففن حتى لاأحترق بصراخهن
دخلت حبيبى ,لم تكن تصرخ مثلهن ,وضعت على صدرى طوق من الزهور التى أحبها,طبعت قبلة على كف يدى .
أحسست دموعها حارة ورأيت الدنيا كرة تركل بالقدم.
لفونى بعلم الوطن ووضعونى فى تابوت خشبى ولما حملونى تجاه المقابر أحسست بالفرح
شيئا واحدا كان يرعبنى.
أن يأتى أحدا من النصف المظلم من العالم ويسرق أكفانى وعلم الوطن.
رشاد الدهشورى
يتملكنى إحساس بالضعف ,أرتدى ملابس الحداد على الروح المشنوقة بالجسدالمعتم الملبوس بالشياطين.
أتجرع كؤوس الآسى وأصارع آلام الساق المبرحة,أتشبث بالدنيا وأرقص على موسيقى الألم الحياتى المتجدد كبرعم نبات شيطانى ,الشجرة الوارفة التى كنت أستظل بها تكلست وزبلت وحبل الأمل الذى أشد به ظهرى إنزلق حتى قبض على عنقى فزادت عيناى جحوظا وشاب شعر رأسى.
أجرى على كل السكك وألفظ آخر أنفاسى بين أحضان إمرأة ممصوصة متخشبة الصدر تجنى أخر أنفاسى وأخر مليم فى جيبى
,وتتغامز هى والمرأة المفلطحة سيدة المنزل (شاب مسكين فى زمن الله به عليم ..)
أضحك كلما ترنح الجسد بين أجساد السكارى البهاليل المخابيل ,أتحامل على ساقى المسكونة بالوجع وألقى بجسدى فى دوامة من الفوضى الغير خلاقة وأنام قتيلا بلا رأس وفى الصباح أستيقظ أبحث عن رأسى الملم أشلائها أفتش فى فراغاتها المعتمة عن لمحة أمل أوبارقة فرح فأجدنى نسيت كل الأشياء وكرهت كل الأشياء.
حبيبتى زهرة بيضاء لاأعرف لماذا تصر على الإرتباط بمخبول..ملامحه مجنونة ورأسه فارغة حتى موعدها نسيته .
.لست متأكد هل أحبها أم أكره نفسى؟ .
,تلك المرأة الممصوصة لحست ما بقى من عقلى وكأنها شيطان تلبس جسدى .
أندفع إليها كلماأجهدنى القهر,أفترسها وكأنى أقهر العالم فى جسدها وتمتص آخر قطرة من دمائى
نهضت خارج غرفتى.
فتحت نوافذ قلبى ليدخله ضوء الشمس .
أشم رائحة شجرة الياسمين الوحيدة التى تتأبط شباك غرفتى, مددت يدى لأقطف زهرة زقرق عصفور :.
(لماذا تصر على الموت؟)
تراجعت يداى وكأن عصفورا ينقر قلبى
.صورة حبيبتى مرسومة فى تفتح كل الزهور وثمة نسمات رطبة تدور حول عنقى أحسست وكأن جمجمتى مسكونة بالضفادع.
توضأت وافترشت سجادة الصبر لأصلى واستعذت بالله من الشيطان الرجيم
إستولت المرأة الماجورة على جمجمتى ,تلبستنى
تطاردنى نظرات طبيب التأمين الصحى وهو يكتب على علبة لبوس خضراء(ثلاث مرات فى اليوم)
أحسست ضيقا فى صدرى ورائحة قذارة تفوح من فمى .
حاولت أن أتقيئ نفسى
دلفت إلى غرفتى ووقفت أمام المرآة للحظات وثمة شيطان يتأملنى.
جلست أحتسى شاى الصباح وأخى الأكبر يتصفح جريدة يومية
قال وعلى وجهه إبتسامة كشروق الشمس:..
بعد الصلاة سنذهب لزيارة أهل خطيبتك.--
أجبتة بالصمت وثمة أغنية هزلية تترددفى الراديو.
.رأيت علامات الضجر فى وجهه
.غرس وجهه فى الصحيفة متعجبا
--ثرى عربى يتبرع بمليونى دولار لبناء حمام سباحة للكلاب فى بريطانيا
شد انتباهنا صوت الراديو وأحدهم يقرأ نشرة الأخبار
--مقتل أكثر من ألف عربى فى غارات اسرائيلية على غزة..
حداد عام فى بريطانيا لموت قرد من النوع النادر
ناولت أخى كوبا من الشاى.
--مقتل أكثر من خمسة جنود فى حادث إرهابى فى سيناء
سكت المذيع وكانت أخر رشفة من الشاى مرة بطعم العلقم.
.عاودتنى آلام الساق المبرحة.
مرض غريب يهاجم أطرافى,يقضم ساقى اليسرى يشطرها من شدة الألم
دخلت أختى وعلى وجهها إبتسامة فرح طفولى. سلمتنى دعوة عرس تركها لى صديق.وقالت:
نريد أن نفرح بك--
.لم يكن فى استطاعتى أن أبتسم
تسللت إلى غرفتى,تمددت على سريرى المتسخ وتمنيت لو أنام الى الأبد.
.أحب النو م أعشقه لأنه يشبه الموت
دائما كنت أنتظره ولا يأتى الموت مثله مثل الوظيفة الميرى لاتأتى إلا بعد انتظار طويل ودائما كنت أستيقظ ورائحة الموت تفوح من فمى .
الوجع وبعض البكتيريا التى لاتحب الحياة تنتظر لحظة خمول الجسد وتنهش فى لسانى وعظامى وأمعائى
أمسكت دعوة العرس فى يدى تأملتها وإرتديت جلبابى وانطلقت إلى الطريق وكأن عيونى مرمدتين, بعض الناس ينظرون إلى ساقى المرتعشةويمصمصون شفاههم .وبعضهم يضحك لقصرها وعدم ملائمتها مع جسدى
اندفعت ناحية قرية صديقى وصورة أبى محفورة فى جمجمتى ,صوته يطاردنى إبتسامته المحيرة ودموع القهر فى عينيه
,كرموه بعد إصابتة فى حرب 73 ثم نسوه
كان يبكى كلما أتت ذكرى حرب أكتوبر
يتحسس زراعه المبتور ويبكى
لم يكن جنديا عاديا, حارب فى النكسة والإستنزاف وشارك فى حرب أكتوبر
إنتصرت مصر وانهزم أبى .
.أبى مات وهو يبكى وكانت أخر كلماته الأرض الأرض ,الوطن الوطن
مشيت فى طريق المقابر المتجة إلى القرية ألم يمزق ساقى ويجرنى إلى الوراء .
السكون يسيطر على المكان ورائحة الموت تصيب القادم بالرهبة
اشتد الوجع وكأنه غول يهاجمنى فجأة أقاوم وأشق الطريق إلى عرس صديقى
أقاوم وقدماى تنغرس فى لحم الموتى الذى تحول بمرور الزمن إلى تراب
أقاوم السقوط . أتشبس بأخر ما تبقى لى من أنفاس .
أفتح فمى بصرخة مدوية تمتدإلى الفراغ
,يغطينى الظلام والصمت
وعينا جدى تطل إلى من مقبرتة
سلامتك يا ولدى -
.وقفت صامتا أمام مقابر العائلة.أتامل شجرة النبق العتيقة جوار قبر جدتى لأمى وشجرة الصبار الشائخةأمام قبر جدتى.
قرأت الفاتحة وعيون أبناء عم عزوز التربى ترقبتى وأيديهم ممدودة
وأفواههم مفتوحة فى إستجداء
هات الرحمة هاااااات--
اشتد الوجع وكأن ساقى فقدت .
ترنح الجسد,هوى على الأرض,تمرغ فى لحم الموتى ويداى قابضتان على الفراغ اصرخ بلا صوت.
همد البدن وأفترش الأرض والفم مفتوح عن آخره والعينان.
انسلخت من جسدى تماما وصرت خفيفا كفراشة
انطلقت أسبح فى الفضاء,تخلصت من جسدى والوجع.
وأولاد عزوز التربى يصرخون.
.رحت أصعد إلى أعلى.
.سمعت صوت أبى ينادينى وأناس ماتوا من زمن بعيد.
.نطرت وجه أبى لم يتغير نظر إلى وفى عينيه حزن
كيف الحال يا ولدى؟ --
لم استطع الإجابة ,فقط تركت يديه ورحت أهبط أهبط .
جاذبية الأرض تشدنى بقوة .
أحاول التشبس بالهواء فأطبق يداى على الفراغ .
تركونى أهبط أحسست عتامة الجسد وآلام ساقى المبرحة
أسمع صرخات أمى وإخوتى.
أفتح عيناى بصعوبة .
الغرفة مظلمةبالكاد أتبين ما فيها.نعش وخشبة غسل الموتى ودلو فارغ وطست كبير مملوء بماء عكر.
اليدان مربوطتان والرأس والفم والجسد ملفوف بقماش أبيض وأخضر
أشعر ألما فى مؤخرتى وكأن شيئا محشورا فى فتحة شرجى.
انفتح باب الغرفةوإندفع إخوتى يبكون ووقف أعمامى أمام جسدى ورائحة الموت تفوح من المكان والمرأة الممصوصة المتخشبة الصدر تنوح بشدةوأخى يصرخ فى النائحات أن يكففن حتى لاأحترق بصراخهن
دخلت حبيبى ,لم تكن تصرخ مثلهن ,وضعت على صدرى طوق من الزهور التى أحبها,طبعت قبلة على كف يدى .
أحسست دموعها حارة ورأيت الدنيا كرة تركل بالقدم.
لفونى بعلم الوطن ووضعونى فى تابوت خشبى ولما حملونى تجاه المقابر أحسست بالفرح
شيئا واحدا كان يرعبنى.
أن يأتى أحدا من النصف المظلم من العالم ويسرق أكفانى وعلم الوطن.
رشاد الدهشورى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق