قصيدة" أحمل في راحتي شعراً ومزمارا" –
شعر د. أحمد محمود – 4 يونيو 2017
(4)
أما أنا فقد كان عملي قهارا
كنت أنقل الأحمال والصخور
وأقطع الأخشاب والأحجار
كنت أعمل حداداً، ومعاوناً ونجارا
ومن مهماتي الأخرى
تنظيف الأخشاب وكنت أنقل الأحجار
وأخلع البراغي والمسامير
والقدوم كان يأكل أجزاءً
ويجتث من رؤوس أصابعي الأظافرً
قد كنت في تلكم الأيام
فتىً غض العود فقيرا
كنت ناعم الظفر
عصفوراً يافعاً صغيرا
أفترش الحصى المنثورَ
والأحجار المبللة بالماء
وأفترش الأرض حصيرا
عملت في المباني مع أبي
منذ كنت فتىً صغيرا
عملت مع أبي في ورشه
أستاذاً مدرباً، وخبيرا
ونما في أجنحتي أرياشاً
تحاكي النسور والصقورَ
كبرت وترعرعت في مدرسة أبي
قبل أن أصبح أستاذاً ومدرباً كبيرا
خمسون عاماً أمضيتها في مهنتي صابرا
أعمل مربي أجيالٍ ومستشاراً مشهورا
أحببت الجبال، والسواقي، والغدائرَ
وعشقت الروابي، والوديان والأنهارَ
كنت فتىً شديد البأس مغواراَ
لا أخاف الردى والرصاص الغدارَ
كنت ابن مخيم فلسطيني يعشق الإصرارَ
لا أخشى المواجهات، والأهوال والأخطارَ.
بقلمي د. أحمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق