السبت، 12 أغسطس 2017

وداعا وداعا أبا وسيم ... قصيدة للشاعر / د. أحمد محمود


قصيدة رثاء بعنوان: " وداعاً، وداعاً أبا وسيم" –
شعر د. أحمد مجمود – 11 آب 2017
ها أنذا أرثيك في هذا الزمان العقيم
وأنت لي أخ عزيز صدوق حميم
وداعاً، وداعا أخي أبا وسيم
ها قد توخاك حمام الموت القاسي اللئيم
يا من كنت أرق من همس النسيم
يا أيها الرفيق الغالي الصابر الحليم
يا أيها الخلوق، الرؤوف، الوفي الرؤوم
وداعاً، وداعاً يا صاحب الصوت العذب الرخيم
ها قد ارتقت روحك الطاهرة إلى العلا وجنات النعيم
وغدت بين يدي ربها الخالق العزيز الرحيم
وداعاً فما الحياة سوى زبد زائف لا يدوم
وداعاً أيها الهادئ، الصامت الكتوم
وداعاً فقد كنت ذلك الجليس المنصت الحكيم
بضعة أمتار معدودة تفصل بيننا في هذا المعمور السقيم
ما الإنسان في هذا الكون إلا مخلوق واهن رميم
ما من أحد فيه باق أو خالد سوى وجه الله العلي العليم
كل الأعمار والآجال بيد الباري، القوي الكريم
كلنا سيمشي سوياً على الصراط المستقيم
وداعاً أيها الحنون، العطوف الرحوم
وداعا، وداعاً أخي أبا وسيم
يا من لم يكن لك أنداد أو أضداد أو خصوم
كثر صحابك وأصدقاؤك ولم يكن لك خصم مشؤوم
قد كنت هادئ الطبع لا تعرف العداء أو الهجوم
هنيئاً لك مقامك في الجنة من دون هموم
هنيئاً لك بعمر مديد، سرمدي ، صحيح سليم
بعيداً عن الأوهام، والهموم، والأورام والسموم
عمرنا يمضي كوميض البرق الذي لا يدوم
غداً سنلتقي جميعاً عبر الأقمار والنجوم
في جنة سماؤها خالية من الرعود، والأعاصير والغيوم
غداً نتلاقى في حضرة الودود، المجيد، الشهيد العظيم
في الآخرة سنعيش بمنأىً عن الأضغاث، والآلام والكلوم
وداعاً، وداعاً أبا وسيم
ما الحياة سوى متاع زهيد سقيم
ما الحياة إلا زخرف ، ورماد، وهباء وهشيم
وما العمر سوى غبار، وسحاب وسديم.
بقلم د. أحمد محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون