الأحد، 19 نوفمبر 2017

رحلتْ عيناكِ بلا وداع..أحمد المحمد سورية

رحلت عيناكِ بلا كلمه
دونَ وداعٍ أو حديثٍ يُقالْ
عيناكِ مليكتي
هي ذروةُ سعادتي 
هي فصولُ سنواتي
هي حُبّ قلبي
حبيبتي أرىَ في عينيكِ كُلَّ الفصولِ
وأَحَبُّها إلى قلبي فصلُ الشتاءِ
فشتاءُ عينيكِ هواءٌ
يدقُّ على لوحِ الزجاجِ
ويداعبُ ستارَ غرفتي
يذكّرُ مفكرتي بماضي ذكراكِ
وبأنّكِ سكنتِ يوماً جسدي 
لا جدوى من المفرَّ
فذكراكِ يجتاحني 
وكأنّكِ الفتاةُ الوحيدةُ التي 
مرّت بخارطةِ ذاكرتي 
ليس لديَّ أيُّ خيار
فالخيارُ صارَ خَيارُكِ 
وعيوني ساهرة باتت مترّقبةً
أملَ أن تراكِ ثانيةً 
ليس لديها أيُّ خيارٍ سوى البكاء
على ذراعِ الأمنيات الملبّدة
كأنها غيومٌ تمطرُ 
وتحجبُ شمسَ عودتكِ
عيوني ساهرةٌ تنتظرُ منكِ لقاءً
تبكي في ليلةِ شتاءٍ قارسٍ
حملتُ دموعَ عيوني حين هلّت 
وغمرتُ بها البحارَ
حبيبتي عيناكِ مواقد تحرقني 
حرّري حبائلَ همسكِ من أذني 
ودعيني أداعبُ شعرَكِ
وأجعلَ منه أغصاناً تلاعبُ الريحَ 
حبيبتي إذا كانت جنّتُكِ لي قرباً
فنارُ جهنّمَ لي اشتياقْ 
حبيبتي توسّلْتَ لجفونكِ ألّا تغمضَ
ففي عينيكِ ربُّ الكعبةِ 
يحجُّ إليها العشاقْ 
طالبينَ منها مغفرةً ورحمة 
طائفينَ حولَ كعبتِهم 
يقومونَ بمناسكهم 
أرجو أن تغفرَ لهم عيناكِ 
أمّا أنا بجهنّمَ أرضى 
وإنْ كان فيها حممُ عذّابٍ وهّاب 
كيف ترحلينَ بدونِ وداعٍ 
كيف تهجرينَ قلبي 
كيف تتركيني 
وصوتُ أنيني يهْتفُ بحروفِ اسمكِ
آهاً وآهاتْ
كيفَ أصفُ هجرَ عينيكِ لي 
وفي أيّ قصيدةٍ أكتبُهُ 
ياامرأةً قد كُتِبَ تاريخُ الكونِ في عينيها 
هجرُكِ شتّتني، ضيّعني 
وأصبحتُ بعدكِ رجلاً مفقود الذاتِ
لايعرفُ في التاريخ مكاناً 
أنتِ كنتِ وطني 
وبهجر عينيكِ 
ضعتُ أنا 
أصبحتُ لاجئاً 
بدون هويةٍ أو سجَّلٍ في 
روايةِ العشّاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون