الأحد، 19 نوفمبر 2017

صــداقة : [ قصة قصيرة ] ----بقلم الأديب // ماهر عبد الواحد.

توطدت أواصر الصداقة بين أحلام وبين النعامة نعنع بحديقة الحيوان، مما أثار دهشة رواد الحديقة ، حيث أن نعنع مشهور عنها أنها تنقر كل من يقترب منها ، لكن أحلام كانت الإستثناء الوحيد والعجيب .
تعودت أحلام أن تشترى كل فترة بيضة من بيض النعام فهى تعشق طعمه وتعدد فوائده ، وكانت تلتقط الصور لبيضة النعامة بجوار بيضة الدجاجة ، حتى تعلم صديقاتها بالمدرسة الفرق بين حجم البيضتين .
قال لها الحارس يوما عندما شاهد تعلقها بالنعامة نعنع : احترسي يا أحلام فالنعامة تهاجم الانسان وتركله ركلات قوية ، وبمقدورها تحطيم قفصك الصدرى ، فردت عليه قائلة : لا تخف إننا صديقتان وبيننا قواسم مشتركة ، فكلانا يمشى عالى الرأس بصدرٍ منتفخ إلى الأمام ، كما أنني طويلة العنق .
عندما تخرجت أحلام في الجامعة وتمت خطبتها لزميلها دعته لزيارة حديقة الحيوان والتعرف على صديقتها نعنع ، وعندما اقتربا من أرض النعام بدت السعادة على وجهي الصديقتين ، وخلعت أحلام دبلة الخطوبة وقربتها من عينى نعنع السوداويتين الجاحظتين وهى تقول لها : هذه دبلة الخطوبة التى قدمها لى خطيبي، وقد جاء معي ليتعرف عليك ، .. ولكن في لحظة مباغتة خطفت نعنع الدبلة بمنقارها القوى واستدارت وخبأتها بين الرمال .
بحث الحارس عن الدبلة ولم يجدها، فاعتقد الجميع أن النعامة بلعتها وهى تحسبها طعاما ، وقال الحارس : سأبحث غدا في مخلفات نعنع وسأجدها ان شاء الله .
في اليوم الثاني جاءت أحلام متلهفة حزينة بعينين دامعتين ، فجرت إليها صديقتها نعنع والدبلة بمنقارها ، فأخذتها أحلام ضاحكة شاكرة ، وكانت لحظات مؤثرة عندما تبادلت العيون حديث الحب والعتاب، لتكتشف أحلام أن نعنع غارت عليها من خطيبها خالد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون