الثلاثاء، 23 يناير 2018

الذكريات الخالدة ... قصيدة للشاعر / مدحت عبدالعليم الجابوصي

(الذكريات الخالدة)

جلسْنا بشطِّ النهرِ للماضي نذكُرُ.....ونزردُ عندَ الماءِ والماءُ جوهرُ
ومنهُ تُسَرُّ العينُ والقلبُ مُبهَجٌ....صفاءٌ بهاءٌ للأديبِ ومنظرُ
ورقَّةُ أجواءٍ تروقُ لشاعرٍ.....لكلِّ لطيفٍ في الوجودِ يُصوِّرُ
وطيرٌ يمرُّ في اصطفافٍ يُغازِلُ.....فؤادَيْنَا معْ صفْوِ الهواءِ نُويْدِرُ
وأوْقدنا نارَ القضْبِ والنارُ تلفحُ......إناءً من الماءِ فظلَّ يُبخَّرُ
وقد رقَّ قلبي أنْ رأى النارَ حوْلَهُ....تكادُ من الغيظِ الشديدِ تُفَجَّرُ
ذكرْتُ بها هولَ المعادِ وحرَّهُ......وكربَ بني الإنسانِ والنارُ تظفرُ
ولكنَّ جُلَّ الناسِ في الدارِ همُّهُ......حُطامٌ وسعْيٌّ في الحياةِ ومتجرُ
ومنْ لم يكنْ نجمُ السماءِ مرادَهُ.....فدعهُ أخا العلياءِ في الطينِ يحفرُ 
فطوبى لمن قد عاشَ في الدارِ عمرَهُ.....سليماً من الأضغانِ للخيرِ ينشرُ
فياربُّ وفقْني لأعملَ صالحاً......ولا تجعلْ الدنيا بقلبي تُسيطرُ
فقد ماتَ عبدُ الشافي من دونِ علَّةٍ.....وقد كانَ ذا علمٍ وعزمٍ أُقدِّرُ
وماتَ رؤوفٌ أطيبُ الناسِ قبْلَهُ......ولمْ أنسَ أصحابي فقلبي مُذكِّرُ
وخالدُ لمْ أنْسَ ولمَ أنْسَ بسمةً.....تفيضُ على وجهٍ صبوحٍ وتظهرُ
وإنْ أنْسَ لا أنسى سعيداً قُبيلَهُم........ووجهاً لهُ سمْحاً بشوشاً يعبِّرُ
بهاءٌ لهُ في القلبِ حُبُّ مُتمَّمُ.......وإنْ تمضِ أيَّامٌ فذا الحُبُّ يكبرُ
وشرعانُ قد ولَّى وبو السعدِ قَبْلَهُ.....تولَّوا من البلدانِ والعقلُ دفترُ
فأولاءِ أصحابي ولا أدري بعدَهم.......على من يكونُ الدورُ فالموتُ ينظرُ
تولَّوا جميعاً لم يعودوا كأنَّهم......تلَاحوا معَ الأحبابِ والهجرَ قرَّروا
مدحت عبدالعليم الجابوصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون