❊❊ بسم الله الرحمن الرحيم ❊❊
اهلا بكم احبتي الكرام في البرنامج الاسبوعي (( قطوف من حدائق الادب ))
وموضوع هذا الاسبوع مع شهيدة العشق الالهي (( رابعة العدوية )) …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر / سيد غيث...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** (( العابدة .. رابعة العدوية )) **
هي "رابعة العدوية" الملقبة ( بام الخير ) البصرية بنت إسماعيل مولاة آل عتيك من بني عدوة، وولدت بالبصرة وعاشت زمنًا طويلاً .. فقد نشأت بين أبوين فقيرين صالحين بالبصرة وجاءت بعد ثلاث بنات فسماها والدها "رابعة".
الاســـم والمولــــــــــــد :………
** هــــــــي : رابعة بنت إسماعيل العدوي عراقية الاصل ولدت في مدينة البصرة ويرجح مولدها حوالي عام
( ١٠٠ للهجرة ــ الموافق للعام: ١٧١٧للميلاد ) من أب عابد فقير، وهي ابنته الرابعة وهذا يفسر سبب تسميتها رابعة فهي البنت "الرابعة".
وقد توفي والدها وهي طفلة دون العاشرة ولم تلبث الأم أن لحقت به لتجد رابعة وأخواتها أنفسهن بلا عائل يُعينهن علي الفقر والجوع والهزال، فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسباب العيش لهن سوى قارب ينقل الناس بدراهم معدودة في أحد أنهار البصرة كما ذكرفي كتاب (تذكرة الأولياء).
كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء تهون عن نفسها بالغناء وبذلك أطلق الشقاء عليها وحرمت من الحنان والعطف الأبوي، وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط أو وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة، وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق، فخطفت رابعة من قبل أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من ( آل عتيق البصرية) ، وأذاقها التاجر سوء العذاب، ولم تتفق آراء الباحثين على تحديد هوية رابعة فالبعض يرون أن ( آل عتيق ) هم بني عدوة لذا لقبت برابعة العدوية .
** بيع رابعة العدوية في سوق الجواري :………
* وفي تلك الأثناء تربص بها احد اللصوص فخطفها وادعى أنها جارية له ليبيعها لأحد التجار بستة دراهم، وكان رجل لا يرقب في الله إلًا ولا ذمة، فكان يذيقها أنواع العذاب والسخرة. فكانت تناجي ربها باكية: "إلهي.. أنا يتيمة معذَّبة أرسف في قيود الرِّق وسوف أتحمَّل كل ألم وأصبر عليه.. فباعها وكانت تؤدي عملها في بيت سيدها بما يرضي ضميرها وتؤدي فريضة ربِّها في إخلاص وتفانٍ. استيقظ سيدها ذات ليلة فسمعها تناجي ربها وهي ساجدة تقول: إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنَّى طاعتك.. ونور عيني في خدمتك .. ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن مناجاتك.. لكنك تركتني تحت رحمة مخلوق قاسٍ من عبادك.
وخلال دعائها وصلاتها شاهد سيدها قنديلاً فوق رأسها يحلق وهو بسلسلة غير معلق وله ضياء يملأ البيت كله، فلما أبصر هذا النور العجيب فزع، وظل ساهدًا مفكرًا حتى طلع النهار، هنا دعا رابعة وقال: أي رابعة وهبتك الحرية، فإن شئت بقيت ونحن جميعًا في خدمتك، وإن شئت رحلت أنى رغبت، فما كان منها إلا أن ودعته ومن بعدها ارتحلت .
** في طفولتهـــــــــــا :………
لقد اهتمت "رابعة" منذ صغرها بحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وترددت على المساجد لتسمع العلم على شيوخه وتشهد مجالس الذكر. وقد وقى "رابعة" علمها وفقهها من الوقوع في حبائل الشيطان، وحفظ الله قلبها وهذا هو حال العاملين الصادقين في إيمانهم فيقول الله عز وجل : ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾... وازدادت رابعة بذلك تواضعًا لله وقد أثر عن "رابعة" من شعرها الكثير في الزهد والشوق
إلى الله. ومن بعدها دخلت السيدة رابعة العدوية طريق العابدات الزاهدات فشغلت ليلها بالتهجد والمناجاة ونهارها بالذكر، فكانت تحضر حلقات المساجد والأذكار فاتخذت حياتها في حلقات الذكر والوعظ والإرشاد ومجاهدة النفس.
** تعرفها على العابدة (( حـــيـــونــــــة )) :……….
* تعرفت ( رابع العدوية ) على العابدة الصالحة السيدة (( حيونه)) وكانت من كبار العابدات في مدينة البصرة وهذه المرأة أثرت في السيدة رابعة أشد التأثير، فكانت رابعة تزورها وتقضي الليل معها، فتخلوا بنفسها وتنشد: راحتي يا إخوتي في خلوتي .. وحبيبي دائماً في حضرتي لم أجد لي عن هواه عوضا .. وهواه في البرايا محنتي حيثما كنت أشاهد حسنه .. فهو محرابي، إليه قبلتي
** الاختلاف بين الكتاب في شخصية شهيدة العشق الالهي :……….
* اختلف الكثيرون في تصوير حياة وشخصية العابدة رابعة العدوية فقد صورتها (( السينما )) في الجزء الأول من حياتها كفتاة لاهية تمرّغت في حياة الغواية والخمر والشهوات قبل أن تتجه إلى طاعة الله وعبادته، في حين يقول البعض أن هذه صورة غير صحيحة ومشوهة لرابعة في بداية حياتها، فقد نشأت في بيئة إسلامية صالحة وحفظت القرآن الكريم وتدبَّرت آياته وقرأت الحديث وتدارسته وحافظت على الصلاة وهي في عمر الزهور، وعاشت طوال حياتها عذراء بتولاً برغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد ورأت فيه بديلاً عن الحياة مع الزوج والولد.
ويختلف الكاتب والمفكر (عبد الرحمن بدوي ) في كتابه شهيدة العشق الإلهي أسباب اختلافه مع الصورة التي صورتها السينما لرابعة بدلالات كثيرة منها الوراثة والبيئة، بالإضافة إلى الاستعداد الشخصي. وكان جيران أبيها يطلقون عليه "العابد"، وما كان من الممكن وهذه تنشئة رابعة أن يفلت زمامها، كما أنها رفضت الزواج بشدة.
** تصوف رابعة العدوية :…………
رابعة تختلف عن متقدمي الصوفية الذين كانوا مجرد زهاد ونساك، ذلك أنها كانت صوفية بحق، يدفعها حب قوي دفاق، كما كانت في طليعة الصوفية الذين قالوا بالحب الخالص، الحب الذي لا تقيده رغبة سوى حب الله العلي القدير وحده .فكيف استمدت ( رابعة العدوية ) هذه القوّة الخارقة في مقارعة الخوف.. وكيف استطاعت أنثى بعيدة عن كنف الأب والزوج أن تكون قبلة الزهاد والأولياء والصوفية؟.وكيف لهذه المرأة أن تكون أقوى من الرجال بحيث أصبحت مضرب الأمثال في كل العصور والأزمان ؟.
** من أقوال العلماء في التصوف الصحيح …
■ الإمام النووي :…..
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في رسالته "مقاصد الإمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول طريق التصوف خمسة:
= تقوى الله في السر والعلانية
= اتباع السنة في الأقوال والأفعال
= الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار
= الرضى عن الله في القليل والكثير
= الرجوع إلى الله في السراء والضراء.
** الورع عند رابعة العدوية :………
لقد عرفت رابعة العدوية أن الورع هو المدخل الأسنى في الدخول على حضرة علام الغيوب وفي ذلك يقول سهل بن يحيى: " لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه هذه الأربع: أداء الفرائض بالسنن، وأكل الحلال بالورع، واجتناب النهي عن الظاهر والباطن والعبد على ذلك حتى الممات .. وقد أورد ابن خلكان حكاية عن ورعها وتقواها فقال: قالت رابعة العدوية لأبيها: يا أبت، لست أجعلك في حل من حرام تطعمينه فقال لها: أرأيت إن لم أجد إلا حراماً؟ قالت: نصبر في الدنيا على الجوع خير من أن نصبر في الآخرة عن النار ما اجمل واروع .. ورع هذه العابدة للرب العاشقة للذات الالهية. * فالورع في ديننا أن تطيب مطعمك فلا تأكل إلا الحلال وهكذا كان وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين إذ قال: مثل المؤمن كالنحلة، إذا أكلت لا تأكل إلا طيباً وإذا أخرجت لا تخرج إلا طيباً، إذا وقفت على عود نخر لم تكسره.وإن من أهم صفات أهل الله الصالحين، والصوفية المخلصين العزوف عن الدنيا وزخارفها، والإقبال بالقلب على الله. وهذا ما عنته رابعة العدوية في ردها على من طلب زواجها. أورد ابن خلكان حكاية عن رابعة العدوية قال فيها: "كان أبو سلمان الهاشمي له بالبصرة كل يوم ثمانين ألف درهم فبعث علماء البصرة في امرأة يتزوجها، فأجمعوا على رابعة العدوية، فكتب، إليها: أما بعد فإن ملكي من غلة الدنيا في كل يوم ثمانون ألف درهم، وليس يمضي إلا قليل حتى أتمها مائة ألف إن شاء الله، وأنا أخطبك نفسك، فأجيبيني، فكتبت إليه: أما بعد فإنّ الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن، والرغبة فيها تورث الهمّ والحزن، فإذا أتاك كتابي فهي زادك وقدم لمعادك، وكن وصي نفسك، ولا تجعل وصيتك إلى غيرك وهم دهرك، واجعل الموت فطرك، فما يسرني أن الله خوّلني أضعاف ما خوّلك فيشغلني بك عنه طرفة عين . وكانت رابعة تعيش دهرها بين عبادة وذكر، خوف ورجاء وهكذا كان فهم الصوفية لديها.
** رسالة العابدة (( رابعة العدوية )) :……….
* ومن الفضائل في رسالة رابعة لكل إنسان كانت: أن نحب من أحبنا أولاً وهو (( الله الخالق العظيم )) .
** ومن أقوالــــــــــهــــا :………
((سئلت رابعة العدوية: متى يكون العبد راضيًا؟ فقالت: إذا سرته المصيبة كما سرَّته النعمة)) ..
** اشعار رابعة العدوية في العشق الالهي :……….
تمتعت رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عما يختلج بها من وجد وعشق لله، وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم. ومن أشعارها في إحدى قصائدها التي تصف حب الخالق فتقول:
** قصيدة : احبك حبين …
أحبك حبين : حب الهوى*** وحـب لأنك أهـــــــــــــل لِـذاكَ
فأما الذي هو حب الهوى*** فشغلي بذكرك عمّن ســـــواك
وأما الذي أنت أهلٌ له *** فكشفك للحـــــــــجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي*** ولكن لك الحمدُ في ذا وذاك
ولما علمت بأن قلبي فارغ *** ممن سواك .. مـــــلأته بهواك
وملأت كلّي منك حتى لم *** أدع مني مكاناً خالياً لــــسواك
فالقلب فيه هيامه وغرامه *** والنطق لا ينفعك عن ذكــــراك
والطرف حيث أجيله متلفتاً *** في كل شيء يجتلي معــناك
والسمع لا يصغي إلى متكلم *** إلا إذا مــــا حدّثوا بحــــلاك
** قصيدة: عرفت الهوى ….
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواكواغـلـقـت قلـبـي عـمـن ســـواك
*****
وكــنت اناجيـــك يـــا من تــرى خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نــــراك
*****
احبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى وحــبــــا لانـــك اهـــل لـــــذاك
*****
فــاما الــذي هــو حب الهــــوى فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
*****
وامـــا الـــذي انــت اهــل لــــه فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى اراك
*****
فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــيولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك
*****
أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــــــوىوحــبــــا لأنــــك أهـــل لـــذاك
*****
واشتـاق شوقيـن.. شوق النـوىوشـوق لقرب الخلـي من حمـاك
*****
فأمـا الــذي هــو شــوق النــوىفمسـرى الدمـــــوع لطــول نـواك
*****
أمــا اشتيـــاق لقـــرب الحمـــىفنــار حيـــاة خبت فــي ضيـــاك
** قصيدة : راحتي …
راحتي يا أخوتي في خلوتي *** وحبـــــيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هـواه عوضاً *** وهـــــواه في الــــبرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه *** فـــــهو محرابي إليــــه قبــلتي
إن أمت وجداً وماثم رضا *** واعناني في الورى وشـــــــقوتــي
يا طبيب القلب يا كل المنى *** جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا ســروري وحياتي دائماً *** نشأتي منك وأيضاً نــــــشوتــــي
قد هجرت الخلق جميعاً ارتجي*** منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي
** قصيدة : يا سروري ….
يا سروري ومنيتي وعمــادي
وأنيسي وعُدتي ومــــــرادي
***
أنت روح الفؤاد أنت رجائـــــي
أنت لي مؤنس وشوق كزادي
***
أنت لولاك يا حياتي وأُنســي
ما تشتتُ في فسيح البـــلاد
***
كم بدت مِنة وكم لك عنـدي
من عطاءٍ ونعــــــــمةٍ وأيادي
***
حُبك الآن بُغيتي ونعيمــــي
وجلاءُ لعين قلبي الـــصادي
***
ليس لي عندك ما حييت براحٍ
أنت منى مُمَكنُ في الســواد
***
إن تكن راضياً علــــــيّ فإني
يا مُنى القلب قد بدا إسعادي
*******
قصيدة : وزادي قليل...
وا رحمتاً للعاشقين ! قلوبـــهم
في تيه ميدان المحبة هائـــمه
***
قامت قيامة عشقهم فنفوسهم
أبداً على قدم التذلل قائـــــمه
***
إما إلى جنات وصل دائــــــــما
أو نار صدٍ للقلوب مـــــــــلازمه
***
وزادي قليل ما أراه مُبلّغـــــــي
أللزاد أبكي أم لطول مـــسافتي
***
أتحرقُني بالنار يا غاية المـــــنى
فأين رجائي فيك أين مخافتــي
***
إني جعلتك في الفؤاد محــــدثي
وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي
***
فالجسم من للجليس مؤانــس
وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
***
قصيدة : كأسي ...
كأس المسرة والنعيم يديـــــــرها
ساقي المدام على المدى متتابعه
***
فإذا نظرت فــــــــــــــلا أُرى إلا له
وإذا حضــــــــــرت فلا أُرى إلا معه
قصيدة : ان تكن راضيا ….
إن تكن راضياً علـــــــيّ فإني
يا مُنى القلب قد بدا إسعادي
***
راحتي يا إخوتي فيخـــــلوتي
وحبيبي دائما في حَضرتـــي
***
لم أجد لي عن هواه عِوضــــا
وهواه فيا لبـــرايا مِحنــــــتي
***
حيثما كنت أشاهِد حُـــــسنه
فهو محرابي إليه قبلــتــــــي
***
إنأمت وجداً وما ثم رضــــــــا
واعَنَائي في الورى وشقوَتي
***
يا طبيب القلب يا كلالمنــــى
جُد بوصلٍ منك يَشفى مُهجتي
***
يا سروري وحيــــــــاتي دائما
نشأتي منكوأيضا نشــــــوتي
***
قد هجرتُ الخلق جمعا أرتجي
منك وصلا فهو أقصىى مُنيتي
***
وارحمتاً للعاشقين ! قلوبهم
في تيه ميدان المحبةهائمه
***
قامت قيامة عشقهم فنفوسهم
أبداً على قدم التــــــذلل قائمه
***
إما إلى جنات وصــــــل دائمــا
أو نار صدٍ للقلـــــــوب ملازمه
***
وزادي قليل ما أراه مُبلّغــــي
أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
***
أتحرقُني بالنار يا غاية المنى
فأينرجائي فيك أين مخافتي
***
إني جعلتك في الفؤاد محدثي
وأبحتُ جسمي منأراد جلوسي
***
فالجسم من للجليس مؤانس
وحبيب قلبي في الفؤادأنيسي
***
** قصيدة : لا ارى الا الاله….
فإذا نظرت فــــلا أُرى إلا له
وإذا حضرت فلا أُرى إلامعه
***
وتخللت مسلك الروح مني
وبه سمى الخليل خليــلا
***
فإذا مانطقتُ كنت حديثي
وإذا ما سكتُ كنت الغليلا
***
حبيبُ ليس يعدلـــــه حبيب
ولا لسواه في قلبي نصيب
** قصيدة: يا حبيب القلب ….
يا حبيب القلب يا كل المنى***جد بوصل منك يشفي مهجتـي
يا سروري وحياتي دائما*** نشأتي منك وأيضا نشــــــــــوتي
قد هجرت الخلق جمعا أرتجي***منك وصلا فهو أقصى منيتي
** وفاتهــــــــــــــا :………
*ودعت ( رابعة العدوية ) الحياة بعد أن بلغت الثمانين من عمرها، وقد ذاقت ما ذاقت من البلاء، لكنها تمتعت بالأنس بالله والفرح بطاعته، وكانت ترى أنه لا راحة للمؤمن إلا بعد الموت على الإيمان الذي لم يفارقها ذكره، وقد كفنت في جبة من شعر كانت تقوم فيها إذا هدأت العيون، وقد رأتها خادمتها في المنام وعليها حلة من إستبرق وخمار من سندس أخضر لم ير أجمل منه.
وكانت وفاتها سنة ثمانين ومائة وقيل خمس وثمانين ومائة ودفنت بالقدس وقبرها على رأس جبل الطور وقد كرمها الله بهذه الذكرى الطيبة التي تحيي في القلوب الفاترة الغافلة الهمة واليقظة..
** الخاتمـــــــــــــــــة :………….
التحقيق فيما ينسب إلى رابعة العدوية أو غيرها من أقوال ومواقف، فليس كل ما نسب إليها صحيحًا موثقًا، بل قد يكون مشكوكًا في نسبته إليها، أو مقطوعًا بنفيه عنها.
من ذلك: أنهم نسبوا إليها هذه الأبيات المشهورة تناجي بها ربها سبحانه:
فليتك تحلو والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضــاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التـراب تراب
والأبيات ليست لرابعة، بل البيتان: الأول والثاني من شعر ( أبي فراس الحمداني) في خطاب ابن عمه الأمير المشهور سيف الدولة، وهما مذكوران في ديوانه من قصيدة مطلعها:
أما لجميل عندكـــــــــــــن ثواب *** ولا لمســـــيء عندكن متابُ
لقد ضل من تحوي هواهُ خريدة ***وقد ذل من تقضي عليه كعابُ
ومن أبياتها الشهيرة تقول :
بمن يثقُ الإنسان فيما ينوبهُ ***ومن أين للحر الكريم صحابه
وقد صار هذا الناس إلا أقلهم*** ذئابًا على أجســــادهن ثياب
( وأبو فراس) كان في القرن الرابع الهجري ( ورابعة ) في القرن الثاني فقد اختلفوا في سنة وفاتها فمنهم من قال: ((سنة ١٣٥ هجرية ومن قال سنة ١٨٥ هجرية )) والراجح هو الثاني.. أما البيت الأخير فهو من قصيدة للمتنبي في مدح كافور . وكل ما في الأمر أن الصالحين وجدوا أن هذا الشعر لا يجوز أن يخاطب به إلا الله جل جلاله.. فنسبوا الخطاب فيه إلى من هو أهل له..
والى لقاء جديد احبتي الكرام مع برنامج (( قطوف من حدائق الادب )) ...
*حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر/ سيد غيث ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق