الثلاثاء، 10 أبريل 2018

قطار الرحيل – شعر د. أحمد محمود (3)

(3)
ها أنذا اليوم عائد من بيروت 
أروي قصيداً حيك من لهب النار
تغيرت في مجتمعاتنا مفردات الحوار
وغزت كل العقول والأفكار
وسادت لهجات ولغات عجيبات
بين الفتيان، والصغار والكبار
تنهال من الأفواه كهطول الأمطار
لم تعد تسمع في حارتنا 
عبارة "صباح الخير والأنوار"
وغزت بيئتنا صيحات غريبات،
ونداءات : " حمار ...حمار" 
وغيرها الكثير من لغة الأقذار
صيحات تصدر عن كل عابر،
وواقف، وراكب دراجة ومار
سادت لغة الشتائم، والتجليط ،
والتوبيخ والأشرار
لغة غريبة كريهة
تقذف الجمر، والنار،
والشرار والجمار
وولت لغة الاحترام، والتقدير،
والولاء ، والأحرار والاعتبار
والضجة، والهدير
في كل مكان وكأننا قراصنة أو تجار
نبحر في أعالي البحار.
أما عن الماء فلا تطلب الأخبار
الملح كريه يأتي بالمرار
من باطن الأرض ومن عمق الآبار
والعمر مر نذوق طعمه
نعاني منه علانية ليل نهار
أما عن الكهرباء والأنوار
فإنها تنير فقط بالتقطير والإيجار
وتوصيل الأسلاك من دار إلى دار
ومن جار إلى جار
المخيم غدا زواريب مقابر
من دون حراس أو حفار
تعرجات ومتاهات تحكمها الأقدار
وتمزفها أسنان الردى كالمئشار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون