نَجْمَـــــــــة / سليمان دغَش
كُلَّما ماتَ طِفلٌ في بلادِ الشّامِ أو بلادِ الياسمين
سَقَطَت منَ المَجَرَّةِ فوقَ الأرضِ نَجمةْ
قَبَّلتْ نُعاسَ المَوتِ في عَيْنَيهِ يَمشي خَدَراً
في الشّرايينِ الدَّقيقَةِ مثلَ خيطٍ أحمَرٍ
يَرْسُمُ تَحتَ جِلدِهِ الشَّفافِ خارِطَةَ الحياةِ وشَكلاً للوَطَنْ
كُلّما ماتَ طِفلٌ في بلادِ الياسَمينِ، الشامِ
سَقَطَتْ مِنْ عَناقيدِ الثُّريا نَجمَةٌ
طَبَعَتْ ما بَيْنَ عَيْنَيهِ قناديلَ على شَهْقَةِ َقُبلةْ
أشعَلَتْ في روحِهِ البَيْضاء مثلَ القُطْنِ شَمعَةْ
مَسَحَتْ عَنْ سُعْفَتَيْ جَفنَيْهِ دَمعَةْ
عَنْ ألفِ دَمعَةْ
هَمَسَتْ في أذنِهِ الّتي ما سَمِعَت يوماً سوى صَوتِ القنابلِ
والصّواريخ ، الرَّصاص الحيّ وانفِجاراتِ جَحيمٍ يتلَظّى في سَماءِ الطائِراتِ
وَنَعيقِ الهليكوبتِرْ
اللـــــــــــــــهُ أكبَــــــــــرْ
وَشْوَشَتْهُ نَجمَةٌ هيَ دَمعَةُ اللهِ على هَيئَةِ نَجْمَةْ :
قُمْ يا حَبيبي،
خُذْ مَكاني وَزَماني،
فأنا انطَفَأتُ لكيْ أُعطيكَ بَيْدَرَ أنجُمٍ لزَفافِك الآتي
احتِفاءً بِسُمُوِّ الياسَمينِ على الشُّرُفاتِ قَبَّلَهُ القَمَرْ
قُم يا حبيبي،
خُذْ مَكاني وأضئْ روحَكَ في عَليائها فوقَ الغَمامِ وياسمينِ الشامِ
والقُدسِ التي يبكي على أسوارها سربُ اليمام
لم تُطفِئِ العذراءُ قِنديلَ البِشارةِ في مَغارَتِها
ولمْ تَتَحَقَّق الرؤيا وما الرؤيا هنا إلا قداديس القيامةِ والمحبة والسَّلامْ
قمْ يا حبيبي
لَستَ مَيْتاً أنتَ منذُ الآن نَجْمَـــــــــــــةْ
(سليمان دغش / فلسطين)
في كنيسة البشارة - الناصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق