بقلم الاديب المفكروالشاعر التونسي
*محمد نور الدين المبارك الريحاني*
..............................
*حنانيك يا منّاني*
.............
إذا قيل لي .....ومن أنت أيّها الفاني؟
وخلت رنين الأواني
سؤال في الدّجى معبرُ
تركت لكم في الحال لسان زماني
يحدثّكم بالحرف العجيب ويخبرُ
عبرت المجرّات بخلجة وجداني
وبحبّ اهديتها عيوني لكي تبصرُ
وبرغبة لباسي نزعت والعصيان
فصرت حرّا بخيلاء أمشي وأتبخترُ
حتى غُصت امواج بحورالحقّ والعرفان
فنُوديت إنّ العارف عندي لا يقهرُ
سلو نوح لمَ بكى كالصّبيان .....فأبكاني
الا يعلم صانع الفلك حكمة الالواح والدّواسرُ
وادريس اذ يعدّل كفّة الميزان
والبرزخ عين فلك على الماء يسيطرُ
كذا شاءت ناقة صالح أن تراني
ومن يشتهي رؤيتي حتما يُعقرُ
ايكتوي الفصيل بنياران هجراني
وقلب الفصيل لقلبي توأم فلا يهجرُ
انا الروح وروحي روح ريحاني
بلا لون بياض اوالدّاكن الأسمرُ
تركت الالوان للفاتنات الحساني
ولوني في الالوان نوريبهرُ
دعكم من الأسماء والألقاب والهذيان
إنّ حرفكم ساقط لمحالة وسيقبرُ
سلوا الكليم موسى ابن عمراني
هل راى انس ام نيراني به تغدرُ
كلّا وحقّ الواحد الاحد المنّان
اذ كنت المبارك في تيهه الانورُ
سلوا الخليل لمّا نادى أيا رحماني
لمّا رمته محنة النّمرود المتعنترُ
سلوه عن نفخة تمحق شعلة النّيران
عن هوى عشق في القلوب يعبرُ
سلوا عيسى عن احسان ابوّة ،عن حناني
عن سما قلب له بالحبّ يمطرُ
سلوه عن مهد ليّن للإحتضان
سلوه غدا بحكم من سيأتمرُ
سلوا الجحيم كم عظّمت من شأني
تبتغي العطف من قلبي لها يجبرُ
حتى قيل لي دعك أيّها الريحاني
دارالحرمان للمغضوب عليهم لا تزهرُ
وكم تعلّقت بأذيالي حورالجنان
فهل كانت الجنّة غايتي بها افتخرُ
هاكم ظلّي رداء يحفظ تكويني
والشّوق خلفه هوى سرّي النّيّرُ
وبعض حبّ وعشق كالمجانين
ولطف سرّي جذْب للقلوب يُؤسرُ
هذا فصلي وعن أصلي لا تسألوني
ما رأته عيوني الا والدّمع ينهمرُ
يهتف بلسان الحمد حنانيك يا منّاني
سبحانك سبحانك ......والله أكبرُ
انت الحافظ للقلوب والأواني
وحرفي المغمور خلته جبرٌ
وانت وحدك في الجبر .....الجابرُ
.................ريحانيات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق