الاثنين، 18 نوفمبر 2019

مشاريع نهضوية / 6 بقلم الكاتب / يحيى محمد سمونة

مشاريع نهضوية / 6 /
العلم إذن - أيها السادة و السيدات - هو: أن يعلم الواحد منا وظائف الأشياء الكونية - المادية منها و المعنوية، المسخرة بين يديه - و أن يحسن استخدامها على نحو صحيح و سوي
و لكن ؟! [ كمثال ] كيف لنا إلى العلم بحقيقة الرسول و الرسالة المؤيد بها من السماء ؟
على أننا لو علمنا حقيقة الرسالة و الرسول و كنا مستيقنين من علمنا ذاك، أضحى بإمكاننا أن نسطر علاقاتنا على نحو سديد و رائع - و بمعنى آخر أصبح بإمكاننا أن نسطر علاقاتنا على علم - ذلك أن تسطير العلاقات على علم هو الأصح و الأسلم في كل حالات الإنسان.
أيها السادة و السيدات:
 الرسول لم يظهر في مجتمع ملائكي، بل ظهر في مجتمع بشري فيه الداهية من الناس، و فيه من هو بدائي الفكر و التفكير، و فيه من كان عنيدا و معتدا بنفسه، و فيه من كان وقورا، و فيه العالم و الجاهل و السفيه و الحكيم و القوي و الضعيف
لم يكد الرسول يعلن عن نفسه و عن رسالته حتى بادر الناس إلى اتخاذ مواقفهم مما استجد في حياتهم
 تلك هي طبائع البشر إذ يواجهون شيئا جديدا في حياتهم، فمنهم الذي يقتحم المجهول و يسبر أغواره بلا تردد، و منهم الذي يمشي على استحياء و حذر و ترقب و وجل و خوف من مواجهة ما لم يكن في الحسبان
و لعل النقطة الأهم في مسألة الرسالة أن المجتمع الذي ظهر فيه الرسول لم يكن مجتمعا غبيا، و لم يكن قد خلا من عباقرة، أو خلا ممن كان على [علم و فكر و معرفة] أو خلا ممن كان على رأي سديد محكم، أو خلا من صاحب شدة و بأس و سطوة و سلطان
 لكنه - قولا واحدا - فإن ذاك المجتمع قد خلا تماما من أحزاب و أيديولوجيات مقيتة تتجاذب الناس و تأخذ بهم ذات اليمين و ذات الشمال
بداية فإن المجتمع الذي ظهر فيه الرسول أخذ موقف الحاذر الحائر المتربص ريثما يغدو على علم بدعوة ذاك الرسول و من ثم يحدد موقفه منه و من رسالته
ترى كيف سيتبين للمجتمع آنذاك حقيقة تلك الدعوة ؟
 إنه بناء على التأصيل الذي سبق مني و الذي مفاده أن الإنسان يصل إلى حقيقة الشيء أو إلى العلم بالشيء و ذلك بعد إجراء اختباراته على ذلك الشيء و بعد دراسة خصائصه
إنه بناء على ذلك التأصيل فقد غدا بمقدورنا أن نعلم حقيقة الرسالة و الرسول
و هذا ما سنبحثه معا بعونه تعالى في منشورنا اللاحق  .. و حتى ذلك الحين أستودعكم الله
- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون