السبت، 30 نوفمبر 2019

مشاريع نهضوية ( 8) بقلم الكاتب / يحيى محمد سمونة

مشاريع نهضوية / 8 /
فيما يخص سلسلة / مشاريع نهضوية / فإن الفكرة منها تثبيت دعائم مفهوم "العلم"
[ يقوم المفهوم الخاطئ للعلم على الظن بأن جملة الاختراعات التي بها تطورت البشرية و نالت نصيبها من الرفاهية إنما هي من مفرزات العلم. لكن المفهوم الصحيح للعلم يقوم على أساس إدارك يقيني لوظائف الأشياء الكونية بحسب ما تم إيجادها لأجله - أي ليست التكنولوجيا علما بل هي من المعرفة و إنما العلم يتمثل في إدراك الغاية و الهدف من إيجاد الشيء الكوني - ]
في مكة المكرمة و في زمن التنزيل الكريم كان بعض أفراد المجتمع - دونما تكلف منهم - ينظرون إلى الأمور بموجب منهج علمي بحت، بينما كان البعض الآخر ينظر إلى الأمور وفقا لمقتضيات السياسة و المصلحة الشخصية.
لم يكد النبي الكريم - صلوات الله و سلامه عليه - يعلن عن رسالته، حتى أخذ كل فريق في مكة موقفه من ذاك الحدث، و ذلك وفقا لطريقته في النظر إلى اﻷمور
و كانت المشكلة الأكبر في ذاك الحدث أنه كان يتطلب من الناس القبول بأمور قد غيبت عن حسهم البشري !! و إذن كيف يمكن الوصول إلى حقيقة الرسالة و حقيقة التنزيل الكريم دون معاينة مباشرة للوحي؟!
أما الفريق الأول - و هو الفريق الذي اعتمد المنهج العلمي في النظر إلى اﻷمور - فأخذ يتساءل : كيف يمكن التحقق من حقيقة الدور الذي أنيط به الرسول الكريم - صلوات الله و سلامه عليه - و بمعنى آخر: كيف يمكن التحقق من نبوة النبي ؟
1 - لكن هذا الفريق كان قد نظر إلى سيرة النبي و أحواله في مجتمع مكة، و راح يتساءل في قرارة نفسه: هل ثمة كذبة واحدة في حياته - صلوات الله و سلامه عليه - ؟
هل كان ينتابه في حياته كلها مس من جنون ؟ - صلوات الله و سلامه عليه -
هل كان يتعاطى السحر ؟
هل كان ينظم الشعر ؟
هل كان متهما بتواطؤ مع الجان ؟
و كانت الإجابة عن تلك التساؤلات كلها بالنفي التام؛ و إذن فهل يعقل أن تكون مسألة النبوة اختلاقا من رجل لم يعهده مجتمع مكة إلا رجلا مبرأ من كل نقص و عيب و ثلمة و خدش، فكيف لهذا النبي - صلوات الله و سلامه عليه - أن يضع نفسه في محل اتهام و يدعي لنفسه أمرا لم يكن الله تعالى قد حمله إياه ؟
و ثمة أشياء كثيرة حول هذا الموضوع سأذكرها لكم لاحقا بعونه تعالى و دمتم في أمان الله
- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون