( يا سيّدي ...)
لـ عبد الرحمن جانم
ذكرىً لمولد سيّديّ المصطفى
وجبتْ عليّ بأن أقول وأعزفا
يا خير إستاذاً وخير معلّماً
فوق البسيطة قد وجدتَ مكلّفا
إن شئتُ وصفكَ سوف أثبتْ عاجزاً
كلّ الحروف قليلةٌ كي أنصفا
مدحاً بشخصكَ أنتَ يا نور الهدى
مهما بقيتُ على خصالك واصفا
أبقَ المقصّر لن أكون محقّقاً
غرضاً بمدحكَ لو كتبتُ مؤلّفا
فلقد أتيتُ لكي أقول قصيدتي
في وصف نوركَ فافتقدتُ الأحرفا
يا من حملتَ إلى الهداية أمّةً
كانتْ تعيش على الظلال تخلّفا
فجعلتَها تحيا الوئام محبّةً
بين الإخاء... زرعتَ ودّاً وارفا
أخرجتَها من ظلمةٍ أزليّةٍ
وجعلتَها تمضي بنورٍ ما انطفى
يا كم حملتَ من الصعاب لأجلها
وجعلتَ بطنكَ دون قوتٍ أجوفا؟
ولكم لقيتَ مذمّةً وأذيّةً
ولقيتَ تكذيب الجحود تعجرفا؟
ولكم بقيتَ مجاهداً ومناضلاً
من أجل دين الله يعلو الأكتفا؟
ولكم أُصِبتَ من الجروح إصابةً
بدمٍ وظلّ عليكَ جرحكَ نازفا؟
ولكم بكيتَ وضاق حالك ضيقةً
جعلتكَ تمضي خلوةً كي تذرفا؟
ولكم غزوتَ على الأعادي غزوةً
ورجعتَ ثوبكَ فيكَ صار منتّفا؟
ولكم جعلتَ من الضعيف بعزّةٍ
وأتى إليكَ معاهداً لن يضعفا؟
ولكم صنعتَ من الأقلّة قوّةً
وبنيتَ جيشاً صادقاً ومعنّفا؟
ومضيتَ في حرب المعادي تارةً
غزواً ..دفاعاً حين يأتي مرجفا؟
وجعلتَ نصر الدين أكبر غايةٍ
تسعى لها فنصرتَ ديناً أحنفا
فصنعتَ للأعراب مجداً خالداً
مجداً حقيقيّاً وليس مزيّفا
صلّى عليكَ الله يا بدراً ويا
علماً لنور الله أضحى واقفا
ماذا أقول إذا ذكرتكَ سيّدي
وأرى على الأعراب ذلّاً مقرفا ؟
ماذا أقول وكلّ ما كوّنتَهُ
وبذلتَهُ في ما ذكرتُهُ آنفا
ما عاد موجوداً بشأنٍ كائنٍ
بل ضاع من قوم العروبة واختفى؟
ماذا أقول وكلّ جهدٍ حاصلٍ
قد كان منك اليوم أضحى منتفى؟
ماذا أقول بشأن نورٍ صغتَهُ
في أمّة الإسلام أمسى مخسفا ؟
ماذا أقول ونجم أمّتكَ التي
كوّنتَها قد باتَ حالاً مكسفا ؟
ماذا أقول وما بذلتَ مضيّعٌ
في أمّةٍ عشقتْ عدوّاً قاذفا؟
ماذا أقول ودولة الإسلام قد
أمسى دم الأحرار فيها جارفا ؟
ماذا أقول مسائلاً.. قد مزّقتْ
قطعاً وكلّاً باتَ فيها خائفا ؟
ماذا أقول إذا التفرّق حاصلٌ
فيها وصار تحزّباً وطوائفا؟
ماذا أقول كواصفٍ أبناءها
من بعد أن عشقوا ارتهانا ًهادفا ؟
ماذا أقول فكلّ شيءٍ محزنٌ
في القلب أمسى بالمآسي واجفا؟
يا سيّدي هل كنتَ في هذا الذي
يجري على الأعراب حقّاً عارفا؟
يا سيّدي إنّي رجوتُ شفاعةً
فاشفع فإنّي قد أتيتُكَ آسفا
.........يتبع
لـ عبد الرحمن جانم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق