الأحد، 10 نوفمبر 2019

اليمامة .. قصة قصيرة بقلم الأستاذ / حسين الورداني

اليمامة
قصة قصيرة
كانت الافكار والذكريات تتزاحم فى عقلى وانا عائد الى قريتى بالقطار/ بعد غياب عشرات السنين-كنت اطوف بخيالى فى ارجاء البيت-تذكرت اليمامة التى بنت عشها فى اسفل سقف البيت بين كمر الحديد وساج السقف-تذكر ت عندما سقط فرخ لها واراد اخى الصغير ان يلهو به ولكن ابى نهره وامرنى ان اصعد بالسلم واضع الفرخ مكانه وقال له هذه اليمامة وجدت الامان هنا ولن نخذلها لو حد.فيكم.ضايقها

سوف.يعاقب
و اليمامة منذ هذا التصريح اخدت عقد شراكة فى المنزل تشارك الطيورالمنزلية الطعام والشرب والوقوف فوق حبل الغسيل بحرية تامة -وعندما تسمع امى صوتها فى الصباح تبتسم وتقول بشيرة ان شاء الله بالصلاة عن النبى -وتاكد لي امى ان مسافر سوف يعود--ورغم اننى كنت اعتقد ومازلت انها محض صدفة لم تخب فى يوم تنبأت اليمامة--واستمرت اليمامة واولادها واحفادها يتوارثون هذا العش رغم ان الكثير من اخوتى هجروا البيت بعد وفاة الوالد والوالدة
بقى احفاد اليمامةفى عشهما
وصل القطار المحطة وجدت صديقى فى انتظارى وبعدالترحيب والسؤال عن الاصدقاء قال لى لاشئ جديد سوف تجد المبانى تغيرت والملابس تفرنجت ولكن العادات كما هى
قلت له فجاة ايه اخبار اليمامة
قال بعد ان تنهداليمامة الحزينة بتفكرنب ليه
-تزوجت وتركت البلد.منذ.سنين
قلت له لا اقصد حبك القديم-هكذا كنت اطلق عليها اليمامة الحزينة
رغم جمالها كان يكسو وجهها الحزن
ورغم حبه لها لم يلمح لها بحبه وظل وفئ للمحبوبته التى لا تعلم شئ عنه
قلت--اقصد اليمامة التى كانت تسكن فى بيتنا
قال انت فاكر زمانها تركت البيت اكيد
هو انت واخوتك تركتوا البيت هى اكيد شافت لها عش اخر
عند الميدان وخلف المسجد الكبير وجدنا الشباب متحلقين حلقة السيجة
قال لا شئ يتغير الاباء رحلوا وورث الابناء المكان
عندما دخلنا الدرب واخرجت المفتاح الذى اصابه الصدا وكذلك القفل
وعندما اقتربنا من الباب سمعنا صوت اليمامة من الداخل ترحب بنا قلنا فى صو ت واحد
بشيرة ان شاء الله بالصلاة عن النبى

ابتسم صديقى
وانحدرت دمعة من عينى

حسين الوردانى. المنصورية. اسوان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون