الجمعة، 31 يناير 2020

الشاعر والقصيدة ... قصيدة للشاعر / غسان أبو شقير

(( الشاعر والقصيدة ))
توقفت عن الانشاد ,,
خانتني الأيادي
والكلمات ولم تعدْ تأتِ أكلها
كلُ شيءٍ على مايرام ,,
أكمام القصيدة تعرت من الرداء
وغاصت الأقدام والخطى في الأوحال حتى الركاب
من أين سأبتكر قماشا يزركش الكلمات
لأجلل الأكتاف
وأزف العروس البيضاء للمحافل والمنصات
حذاء السندريلا ,, لم يناسب قدم العروس
المدعوون يتهافتون للمهرجان
يتهامزون ويتلامزون
يكفكون ضحكاتهم عند أول ظهور
ويتغامزون
وحين تدير ظهرها للعبور
يقهقهون
شرعت صدرها للعيون
فوثب النهدين بجنون
أزرار قميصها حنون
تفتقت العرى وعلى ثغرها اشتعل الجلنار
على كنار فستانها تغنى الرمان
من الأوكار تتقافز الأرانب
وفي أكناف أعشاشها النائمة
تغرد العصافير بصوت حنون
تهذي الحروف أحيانا
وتكون قديسة للدير وراهبة للمكان
تشعل الشموع وتحرق البخور
في صومعة الحروف تتزمل
وفي بردة الخشوع تطيل السجود
ناسك الحروف زاهد متقشف صام عن الكلام ,,
يتعبد الجمال
وفي جلال الحروف أطال المقام
قصيدتي وُلِدتْ مخدوجة ,,مبتورة الأعضاء
تتسول الكلمات من نواصي الشعراء
ردائها العتيق ترقع ببرقع الكلمات
توقف عن الإنشاد,,,كف عن الهذيان
أما تدري أن الشعراء ,,,مصابون بداء الفصام
رغم التعاسة ينمشون الكلام
يبهرون الكلام
يغتسلون من ترهات الكلام
يبتعدون حقبة من الزمن
عن الواقع المحتكر ويباتون في مغبات الأحلام
ويرتبون مواعيدا زاهية الألوان,,
للقادم من الأيام
كلماتي يا أميرة أحزاني من العلقم
ومن حنظل الدفلى تشبه حياتي
فلن تكون أحلى من السكر
و لن تكون في عيون الناظرين زيزفون معطر
تتسربل الحروف في عباءة الصمت
على شفتيّ تصاب يالزكام
أعطسها من منخري لتتفتح كالأقحوان
من صليل الثلج على أغصان الرعود
تتبرعم الكلمات
أصابني فصام الشعراء ,,
سأصفف كلماتي على الندى
وانثرها على فجر المدى ,,
ولن أتوقف عن الانشاد
الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون