الاثنين، 10 فبراير 2020

مشاريع نهضوية / 20 ... بقلم الكاتب / يحيى محمد سمونة

مشاريع نهضوية / 20 /
النصر و الخذلان، التقدم و التأخر، المد و الجزر و غير ذلك مما له علاقة بطبائع الأشياء و تأثيراتها على حياة الإنسان، هذه كلها أشياء كونية ذات حركة، تلعب دورا حاسما في حياة الإنسان حالة إنشائه لعلاقاته، ولا أظن - الإنسان - يسلم من تأثيرات سلبية لحركة الأشياء ما لم يكن على دراية و إلمام بسننها و قوانينها و آلية و كيفية التعامل معها.
النصر - مثلا - : هو حركة تمضي في الوجود بقدر و مقدار و تقدير، و بقدرة العليم العلام.
و يفصح عن حقيقة النصر خط بياني متعرج يشير صعودا نحو حياة كريمة للإنسان؛ و ما عدا ذلك فكل مكسب على الأرض لا يعد انتصارا ما لم يحقق للإنسان حياة عز و كرامة، بل كم من مكسب على الأرض كان سببا في خذلان صاحبه!
 و كم من أياد ارتفعت مشيرة إلى انتصار و تفوق، فيما لا يزال أصحابها في أسوأ حالاتهم!
بهذا المثل يتبين لنا الفارق بين مفكر "مؤدلج" و آخر "حر" . فالنصر عند المفكر "المؤدلج" يعني انتصارا لفكرة أو رأي أو موقف شخصي! بينما النصر عند المفكر "الحر" يعني تحقيقا لعزة أمة و عودة لكرامة مسلوبة، فالنصر هو ارتفاع الظلم عن أمة أو امرئ مقهور و مظلوم.
و تبعا لهذا النهج نقول في مسائل الحرب و السلام و غيرها من المسائل التي تتحول معها حياة الإنسان إلى جحيم لا يطاق باعتباره - المرء - لا يحسن التعامل معها، و باعتباره يسمع فيها كلام مفكر لا يفقه سنن و قوانين حركة الأشياء و يريد أن يطرح رأيه فيها فيسقط و يسقط معه من استمع له
 إن الحرب إذ تقع انتصارا لرأي أو فكرة أو موقف سياسي فهي إذن حرب باطلة بيقين، و لكن الحرب إذ تقع و يراد بها تحقيق عزة و كرامة أمة فيا حبذا الحرب تلك و أبطالها هم الشهداء
- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون