قصيدة (فيروسُ كورونا) منَ البحرِ الوافر :
وَفيروسٍ غَدا شُغْلَ العِبادِ
-- وَبَثَّ الرّعْبَ في دنيا الفَسادِ
كَأنَّ الأرضَ قد وَقَفَتْ رَحاها
-- عنِ الدَّوَرانِ في كلِّ البِلادِ
وَأصْبَحَتِ الشّوارعُ خالياتٍ
-- كَأنَّ النّاسَ سَكْرى في رُقادِ
وأضحى البيتُ مَلْجَأَ كلِّ حَيٍّ
-- وقد كانوا كَأسْرابِ الجَرادِ
وَغُلِّقَتِ المَقاهي والمَلاهي
-- وَغُلِّقَتِ المَطاعِمُ والنّوادي
وَمَنْ لَقيَتْ بِضاعَتُهُ رَواجًا
-- بِضاعَتُهُ غَدَتْ رَهْنَ الكَسادِ
وَبالأحْضانِ قد مَنَعوا التَّلاقي
-- وقد مُنِعَ التَّصَافُحُ بالأيادي
فَخَوفُ النّاسِ مِنْ عَدْوى كُورونا
-- أهانَ الخَوفَ مِنْ كلِّ الأَعادي
وَأصْبَحَ هَمُّهُمْ كيفَ التَّصَدِّي
-- لِفَيروسٍ أغَارَ على العِبادِ
فَأوْقَعَ مِنْهُمُ قَتلى كَثيرًا
-- وَألْبَسَ أهْلَهمْ ثَوبَ الحِدادِ
وَأصْبَحَ هاجِسًا في كلِّ نَفْسٍ
-- وَفَرَّقَ خَوْفُهُ أهْلَ الوِدادِ
فَيا لَكَ مِنْ نَذيرٍ مُسْتَبينٍ
--لِأهْلِ الأرضِ مِنْ بَعدِ الفَسادِ
فقدْ ضاقتْ بِساكِنِها بلادٌ
-- مِنَ الطُّغيانِ والفِتَنِ العَوادي
وعاثَ بها فَسادًا مُجْرِموها
-- بِنُذْرِ خرابِها نادى المُنادي
وَصَرْخاتُ الأرامِلِ واليَتامى
-- أسَالَتْ دَمْعَةَ الصُّمِّ الجَمادِ
وَصارَ الظُّلْمُ لا يلقى نَكيرًا
-- وَأصْبَحَ مُنْكَرًا داعي الْجِهادِ
وَألْفَينا مَكانَ الحُرِّ سِجْنًا
--- وَدُونَ طِلابِهِ خَرْطُ القَتادِ
وَأولادَ الحَرامِ غَدَواْ رُؤوسًا
-- وَجُلُّ مَرامِهمْ نَيْلُ المُرادِ
فَلا عَجَبٌ هُجومٌ مِنْ كُورونا
-- لِيُعْلَنَ أنْ كَفى هذا التَّمادي
لِيُعْلِنَ أنْ أفيقوا مِنْ كَراكُمْ
-- وَغَفْلَتِكُمْ وَعُودوا للرَّشادِ
فَإنَّ حياتَكُمْ رَهْنٌ بِمَوتٍ
--- وَإنَّ وَراءَكمْ يَومُ التَّنادِ
كراكم :نومكم
يومُ التّنادِ : يومُ القيامة
المهندس خليلُ الدّولة
2020 /26/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق