الثلاثاء، 2 يونيو 2020

وباء.للشاعر /محمد الريحانى

*وباء !!*

........

ياليتني ما كنت هنا

كنت الغبيّ....وما كنت أنا

كنت في وهم الرّياءْ

بين أشباح تتراقص زاهية...في العراءْ

تتقاذفني رغباتهم وميولاتهم

يمينًا وشمالًا...

لترميني بين أحضان الزّيف

وتُلقي على جدّيّتي مساحيق الإنتماءْ

هنا أنا بين شبه أناس وأجناس

بضاعات قائمة عليها حرّاس

الكتب أكداس وأوراق وكرّاس

والفراغ قد إكتسح الإناءْ

خسوف وكسوف ...راحة وإعياءْ

ورائحة الغدرانتشرت ...وباءْ

ذُبحت الأبقار،إفتقدنا الفطرة .... فيا للعار

وإتّبعها الخروف... وسيل الدّماءْ

تدثّروا بالهناءْ....

ولبسوا جلود النّعام كغطاءْ

ليخفوا العورات ...وقلّة الحياءْ

فلا فرق بين الأعمار ...والأشجار

ولا أثمار ....إلا تساقط الأوراق

والقفر خاوي ...كالفقر في ساحة البيداءْ

بل هناك السّكون يبوح للصّمت

تمتلئ أجفان الأوقات ...بُكاءْ

فلا سمع يسمع....ولا أعين ترى

وهنا هرج الضّجيج يرتع ...

يعلوه الصّخب و تغذّيه الضّوضاء

أيُكرم الفراغ ويُبجّل تبرّج الأقلام

وتُمزّق الأشرعة وتُحطّم الأفلاك

لتتقاذفها الأهواء....أشلاءْ؟

غريب أمرك أيا زماني

الوجه الشّاحب الآن أراه....

قد أضناه...... ثقل القفاءْ

.....ريحانيات

الأديب المفكر والشاعر التونسي

محمد نور الدين المبارك الريحاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون