ملامح ذات بهجة | ٨ |
منهج مستورد
مجتمعاتنا اليوم تبني و تسطر و تنشئ علاقاتها وفق أسس مستوردة تم التأصيل لها في محافل و في أروقة و دهاليز مدارس فكرية و فلسفية مجهولة المنشأ والهوية والانتماء - هذا بالنسبة لنا على الأقل -
على أنه ما من بحث و دراسة و رسالة و أطروحة كائنة في ربوع ثقافتنا إلا و معاييرها مستقاة من فكر و فلسفة ليست من صلبنا و ما كان للأصلاء منا القبول بها، فهي لا تعبر عن نمط تفكيرنا ولا عن ثوابتنا التاريخية التي قامت عليها ثقافتنا !!
أيها الأحباب:
بقطع النظر عن مدى صحة أو عدم صحة المواد الثقافية المتداولة بين أيدينا، فإن المناهج التي صيغت من خلالها تلك المواد لا تصلح أن تكون معايير لموادنا الثقافية؛ و هاكم على ذلك مثالا:
القرآن الكريم يعد من الثوابت التاريخية لأمتنا تفكر من خلاله، و تدرك من خلاله آلية و كيفية و سنن قيام الحركة الكونية، فهي -أي تلك الحركة- تمضي في الوجود بأمر الواحد الأحد الفرد الصمد، و تترك في حياة أفراد البشر أثرا سلبيا أو إيجابيا و ذلك بحسب مقتضيات أمر الله تعالى القائم على علم و عدل و حكمة و سداد.
لكن الفكر و الفلسفة الغربية تفتقد إلى المعايير الدقيقة في تبرير مقومات الحركة في الوجود، بل غالبا ما يتخبط الفكر و الفلسفة الغربية في تقديم تفسير مقنع لدوافع و مبررات قيام الحركة التي تلازم كل شيء كوني
و يتبع إن شاء الله تعالى.
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق