ملامح ذات بهجة | ٢٠ |
بين الفكر و الدين علاقة جدلية منشأها عدم قدرة الناس على الفصل بين إتباع و إبتداع
أيها الأحباب:
سبق و علمنا أن الدين: من الإدانة، حيث يدان و يؤخذ الناس بمنطقهم المتمثل بأقوالهم و أفعالهم و أحوالهم و توجهاتهم
فالإنسان العاقل يؤخذ بمنطقه الذي يجمع عليه أمره، فيكون به سعيدا أو شقيا
و عليه فالإنسان العاقل في جميع أحواله يكون في محل مسؤولية، فإما إدانة أو براءة.
أيها الأحباب:
تقع المسؤولية على عاتق الإنسان العاقل... ف فيم يكون السؤال؟ و من يحاكم المسؤول؟
في موضوع الدين فإن مدار السؤال شريعة الله و ليس أعراف و قوانين بشر، أي: الإنسان يكون مسؤولا عن منطقه تجاه ربه - عز و جل - و موضوع السؤال: شريعة الله تعالى فحسب. فذلكم هو الدين
و الإنسان إذ يكون مسؤولا عن أعراف و قوانين بشر فتلك شرعة المواطنة ليس إلا.
أيها الأحباب:
في شرعة المواطنة يكون الحاكم من البشر.
و في شرعة الله تعالى فالحاكم فيها هو الله جل و علا و ليس ثمة تفويض من الله تعالى للإنسان أن يحكم باسمه - جل و علا - بل هو "تنفيذ" حكم الله تعالى فيما حكم به سبحانه.
أيها الأحباب .. تأسيسا على ما سبق أبين لكم في المنشور اللاحق - بعونه تعالى - الفارق الدقيق جدا بين الإتباع و الإبتداع
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق