ملامح ذات بهجة | ٢٢ |
عرفنا في منشور سابق أن مهمة الفكر البحث عن حلول لمشكلات الإنسان، و عرفنا أن الفكر يستعين بأمثلة مركونة في الذاكرة يحل بها المشكلات، و عرفنا أن الأمثلة إذ تكون صحيحة فالحلول المقترحة للمشكلات صحيحة و العكس بالعكس.
و الإنسان عندما يرسم لنشاطاته و اندفاعاته قد يبدع و قد يبتدع؛ فهو حين يستعين بأمثلة صحيحة يرسم من خلالها صورا جميلة لحياته يكون عندئذ مبدعا، و حين يستعين بأمثلة فاقدة للمصداقية يترجم من خلالها نشاطاته الحيوية بشكل مقيت يكون عندئذ مبتدعا
الأمثلة الصحيحة: قوامها "خبر صادق"[ نحن في حياتنا المعاصرة نسمع الخبر و نتلقفه و نعمل بمقتضاه و تجده يترك أثرا في حياتنا من غير أن ننظر و نتحقق من صدق هذا الخبر و من صدق المخبر، و هذا بخلاف أجدادنا الذي أقاموا حضارة بعد تيقنهم سلفا من صدق المخبر و صدق الخبر]
و الأمثلة الصحيحة قوامها أيضا "العلم" [ العلم: هو إلمام بخصائص الأشياء و قوامها و ماهيتها و حركتها و الآثار الناجمة عن حركتها و لحظة ولادتها و خط مسارها و لحظة تلاشيها ]
لقد بث الله تعالى في ذاكرة أبينا آدم عليه السلام العلم كاملا، غير أن البشرية على مدار الزمن انحرفت بفهمها لحقائق الأشياء و تحول العلم بذلك عن حقيقته.
لكن الله تعالى ضمن حفظ دينه إلى قيام الساعة، و مدار هذا الحفظ: 1 - رجال (ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)
2 - رجال قيضهم الله لحمل هذا الدين و تبليغه للناس كافة بحق من غير تحريف له ولا تبديل و من غير فهم باطل لنصوصه و ثوابته
و بذلك تكون الأمثلة الصحيحة التي تدخل ذاكرة الإنسان مضمونة بشرط أن يطلبها المرء من مظانها و يتحراها و يحصيها و يودعها ذاكرته ثم يعمل بمقتضاها.
و للبحث صلة و شكرا لحسن قراءتكم للمنشور و جميل تعقيبكم عليه
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق