الأعزاء المحترمين
أقارب وأصدقاء وزملاء وأبناء
إقتربت نهاية العام ٢٠٢٤م ولم يتبق سوى أيام قلائل وتبدأ سنة جديدة ٢٠٢٥م نسأل الله العلي العظيم لي ولكم أن تكون سنة سعيدة عامرة وناجحة وفالحة ومباركة لكل المسلمين ولكل المصريين وأن يمكن أهل غزة من وطنهم وينصرهم نصرا عزيزا ، وأن يمكن أهل سوريا من وطنهم وأن يقيهم شر الفتن وشر المحبطين والمتآمرين عليهم ، وأن يصلح حال الدول العربية جميعا شعوبا وحكومات ، وأن يعلو راية الإسلام والمسلمين .
أحبائي في الله
تعلمون أن سنة ٢٠٢٤م حملت بالنسبة لي على وجه الخصوص أوجاعا كثيرة لا أستطيع الإبراء منها مرض إبنتي الذي إشتد في أول ٢٠٢٤ وجلسات الكيماوي التي كانت تعاني منها وتتوجع ونتوجع منها وشهر رمضان الفائت الذي قضته في معهد الأورام لتعاطي جرعة الكيماوي ومضى علينا أنا وإخوتها من افظع ما واجهنا ابسط شيء فيه أن كل الأسر كانت تتجمع على مائدة الإفطار وأنا وأولادي نتجمع على توتر متابعة أخبار سلمى والفزع الذي كنا نتعرض له كلما زاد تعبها
ولا ندري كم مرة فطرنا في رمضان ولا ندري كم مرة صومنا بدون سحور .
كل هذا لا يهم ولكن ما أن جاء عيد الفطر وافتقدنا قبله جدها الحج محمد حسين ومن تاني يوم العيد كنت انزل معها جلسات الكيماوي ، وكنت ارى الشباب والفتيات يملئون كورنيش النيل والمتنزهات وأنا ارى إبنتي تواجه قدرها هذا بثبات وإيمان ، كنت أحيانا أتعجب من قوة إيمانها هذا ومن شدة ضعفي هذا ، ولكن الحمد لله .
ثم جاء الموعد ولن أكرر تفاصيله التي أذكرها جيدا وتحتاج لصفحات طويلة حتى لا اوجع قلوبكم أعزكم الله وحدث الفراق صباح يوم ٢٣/ ٤/ ٢٠٢٤ م .
من وقتها ضاعت الراحة وضاعت البسمة وضاعت السعادة وراحة البال وضاعت العافية .
لم يكن إعتراضا على قضاء الله حاشا لله ولا عدم صبر إنما كفاكم الله هذا الشعور بفقد الضنى الذي لا يساويه أي فقد أيا كان وخاصة حين يكون هدية غالية ثمينة مكتملة بها كل الخصال التي تتمناها اي اسرة لها ولكن حقا الله عظيم ويستحق كل غالي ونفيس وهي أمانته وقد استردها ونحن حين نتوجع من فراقها ليس لأنها كانت ملكا لنا ولكن لأنها نعمة كبيرة خصنا بها الله وبعد أن تعلقنا بها كتب علينا الحرمان منها وهذا قمة البلاء وقمة الإمتحان .
الكلام الذي يقوله البعض سهل جدا ولكن الصبر ليست كلمة تقال والرضا ليست كلمة تقال وإلا ما كان الله سبحانه وتعالى جعل لها هذا المقام العالي والثواب الكبير .
أعتذر عن الإطالة هذه ولكن قلمي يؤرقني من فترة ويريد أن يكتب بعض تنهدات ذلك القلب الذي هرم من فرط ما عانى .
الحمد والشكر لله رب العالمين .
اللهم أعني على مواجهة ما كتبت لي والصبر عليه واجعل لي نصيبا في رحمتك ورضاك .
وعفوا أصدقائي لم ارغب في مضايقتكم ولا وجع قلوبكم ولكن طمعت في محبتكم ومساندتكم لي كلما غلبني ضعفي .
حفظكم الله وبارك لكم في اولادكم وذرياتكم ووقاكم شر نوائب الدهر .
وجعلها سنة سعيدة علينا وعليكم يارب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق