(٧١) أنت ثم أنت
بقلم حمدى بهاء الدين
من أخرجك من مداره لا تحاول أن تعود إليه مهما كنت بحاجة إليه ، مهما كان وجوده مهما لك ، مهما كان بينكما من ذكريات ، من أفلت يدك لا تتمسك به تحت أى ظرف وتحت أى سبب ، من هانت عليه عشرتك ومودتك لا تحفظ له عشرة أو مودة بل تجاوز كل ذكرياته معك ، من أنكر كل عطاءك وتضحياتك لا تكلف نفسك لأجله ، توقف عن العطاء والمنح والهبات له ، من لا يعذرك لا تحاول أن تبرر له ، من حرمك لا تعطه بل امنع عنه كل عطاياك عنه ، من اكتفي بغيرك لا تفرض نفسك عليه ، من سلك متعمدا طريقا غير طريقك لا تحاول أن ترافقه بل اتركه فى الطريق الذى اختاره دون أن تتبعه أو تراقبه ودون أن تكترث هل سيصل أم لن يصل ، من رغب فى فراقك ساعده على ذلك دون أدنى ذرة ندم ، من تحول عنك بمشاعره مرن نفسك أن يكون خارج بؤرة مشاعرك ، أخرجه من وجدانك ومن حساباتك ، من يكرهك ثق تماما أنه لن يحبك ولن يرغبك ولن يتمسك بك ولن يضحي من أجلك حتى ولو أطعمته كبدك ، من لا يهتم بحضورك ولا يقلقه غيابك أخرجه من بؤرة تفكيرك ومن أعماق وجدانك ، من يعاملك كغربب عامله أقل من الغريب ، نعم أقل من الغريب وكأنك لا تعرفه وكأنك لم تلتقيه من قبل ، من أغلق فى وجهك باب لا تفتح له نافذة ، من لم يرضى بك فى عسرتك لا تقبل به فى يسرك ورخاءك ، من قال فيك ما ليس فيك لا تأتمنه على سر ولا تأخذ منه عهد ولا تقبل منه وعد فلا شىء أعظم من الكرامة ولا شىء بعد سفح ماء الوجه وذل النفس ، أنت ثم أنت ثم أنت طالما لم تبخل ولم تقصر ولم تغدر يكفيك نزاهة روحك وصفاء نفسك
# بقلم حمدى بهاء الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق