السبت، 16 أغسطس 2025

بين الرضا والسخط بقلم المستشار / حمدي بهاء الدين

 (٥٩) بين الرضا والسخط

 بقلم حمدى بهاء الدين

 توجد حالة بين الشعور بالرضا والشعور بالسخط ، حالة لا هى رضا ولا هى سخط تسمي الهزيمة الصامته تشبه القتل بفعل رصاصة سلاح ناري كاتم للصوت ، حالة تجعلك فى غيبوبة بلا شعور لأن الألم يفوق كل شعور والإنكسار يفوق كل وصف ، حالة تشعر فيها بالوحدة لا أحد يشعر بك ولا يد تمتد إليك ولا أحد يسأل عنك ، حالة لا تستطيع فيها أن تصرخ ، لا تدمع عينك وينزف قلبك بلا انقطاع بلا احتمال للتوقف ، حالة تذهب فيها للموت بنفسك وتقدم عليه بلا خوف وتتمناه بلا تردد ، حالة تشعر فيها أنك خسرت كل شىء ، خسرت من تحب ، خسرت كل ما كان يبقيك على قيد الحياة ، خسرت نفسك ، حالة تفقد فيها طعم الحياة لا تعبأ فيها بعدد الطعنات اندهاشا من الطاعن الذى لم يكن فى خيالك أن يطعنك ولم تكن تظن أن يتخلي عنك ، حالة تجد نفسك فيها غريبا عن المكان وعن الأشخاص ، حالة ترى الوجوه على حقيقتها ويظهر لك زيف المشاعر وتنكث كل العهود ويصبح كل شىء بلا قيمة خصوصا أنت ، حالة تشعر فيها بالعجز وقلة الحيلة وأن كل شيء أصبح سراب وأنك كنت تعيش فى وهم ، أنك عشت مخدوع فى حين كنت نبيلا فى زمن لا يقدر النبلاء ، حالة تتوقع فيها كل شىء ولا تجد أجوبة لأسئلة تحتاج إلى أجوبة دون جدوى ، حالة تفقد فيها الثقة لأن كل شىء كان مزيف لأنك كنت مؤقت ، لأنك كنت مجرد وسيلة ولم تكن أبدا غاية ، حالة تجد نفسك فيها مكرها على الصمت ولا فائدة من العتاب واللوم والشكوى لأنك صرت غير مرغوب وغير مقنع ، حالة تجد فيها مشاعرك ممددة على مقصلة النفور والرفض والتمنع وتبدل المشاعر لأن هناك من حل محلك ولم يعد لك مكان ولا حضن وتحل رغبة الموت محل الرغبة فى الحياة كل أمنيتك الموت العاجل أو الرحيل خاصة إذا لم يكن لديك رفاهية الوقت أو فرصة فى النجاة لأن القدر تخلي عنك

# بقلم حمدى بهاء الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون