تم النشر بواسطة / إبراهيم فهمى
القصه منقوله وليست للناشر وإنما للأديبه / نجلاء العيسوى
××××××××××××××××××××××××××××××××××××
" اذا لن يضيعنا"
للأخت أم ساره نجﻻء العيسوى
//////////////////////////////////
لماذا اتيت بنا الى هنا؟ والى اين ترحل ؟ ومع من تتركنا؟ أهذا جزاء المحب لحبيبته؟ ام ذاك وفاء الوفي ﻷهله؟!
وصغيرنا اتتركه هاهنا؟!
نعم ساترككما.
الزوجة : أ للهﻻك اتيت بنا ؟! أم للموت أحضرتنا؟!
اذا كنت كرهتني أو أحببت فراقي فما ذنب وليدنا ؟!
أنسيت كم انتظرنا مولده. وفرحنا بقدومة؟! اليس هو الولد الذي انتظرته من عمرك سنين؟! وتزوجتني على أمل انجابه؟!
فبدﻻ من أن تفرح بقدومة وتبتهج لرؤيته وتضمه في صدرك وتعطيه من حنانك بقدر انتظارك له بدﻻ من ذلك كله ترميه وترميني في هذه الصحراء الشاسعة حيث ﻻ أنيس وﻻ جليس.. وﻻ طعام وﻻ شراب.. وﻻ بيت وﻻ منزل ؟!
بماذا نتقي الشمس والحر؟! ومن يؤنسنا في الليل؟.
ﻻ يا حبيبتي لم ولن أتخلى عنك. ولكن هناك أمر قوي أقوى مني ومنك؟!
الزوجة: أهو أمر أقوى مما بيننا؟!
الزوج: نعم. وأقوى مما أحمل لك من مشاعر الحب والوفاء.
الزوجة:أهو أمر يحملك على هجر زوجتك ورضيعها؟ !
الزوج : نعم. بل هو أقوي من شعوري باﻷبوة وشعورك انت
باﻷمومة.
الزوجة: ﻻ . ﻻ يوجد أقوى من شعورك باﻷبوة إﻻ شعوري باﻷمومة، وتثبت لك اﻻيام واليالي صدق ما أقول.
الزوج: فلربما . ولكن في فؤادي حب كبير وعرفان بالجميل وخل ﻻ يساويه خليل.
ﻻ تحرمني من نظرات الوداع، دعني اودع عينيك وأستلهم الصبر
من نظراتك.
الزوج. ﻻ تياسي يا عزيزتي نستلهم الفرج جميعا بين اللحظات.
ستأتي قريبا اللحظة التي تجمعنا معا أنا وأنت وصغيرنا والفرج الذي ننتظره.
ولربما يكون معه جائزة لنا على صبرنا وحسن انصياعنا ﻷمر ربنا.
الزوجة: ﻻتسلني ماذا فعلت. ولكن أجبني لماذا تركتني ورحلت؟
لماذا حرمتني من نور عينيك؟ ولماذا أسلمتني إلى البرد ومنعتني دفء يديك؟
ما كان لي أن أنظر إلى سواهما وﻻ أن استدفء إﻻ بيديك.
لقد اشتقت يا زوجي إلى وقع نعليك.
لقد اشتدت بي الشدة، وألمت بي الكربة حتى أن روحي تصاعدت ولم تهبط. اعتصر فؤادي وأنا أرى رضيعي يعتصراه
الجوع والعطش، تضايقت أنفاسي وتصاعدت روحي وأنا أجده
يتلوى من الجوع والعطش، فهمت على وجهي في صحراء ﻻ أول لها وﻻ معين فيها وﻻ مدد.
شحبت وجوهنا وتلظت حلوقنا عطشا، فتصاعدت فوق أبحث عن ماء فوق الجبل.
وصعدت عليه أبحث عن ماء عن طعام عن معين عن أنيس أو جليس. فلم أجد إﻻ صدى أنفاسي وصرخات وليدي يرددن خلفي
رحماك ربي وخالقي. رحماك ربي وخالقي. رحماك ربي وخالقي
الزوجه. نعم لقد بلغ بي العطش مداه فمازلت أصعد الجبل وأهبط منه. أصعد الصفا أنظر هل من ماء للرضيع.
وأصعد المروة وأهبط منه أنظر هل من ماء للرضيع.
هل من مغيث ؟! هل من معين؟
فلم أجد من يغيثني أو يجيبني.
حتى اوشك رضيعي على الهﻻك. فرفعت يدي إلى السماء أتضرع إلى خالقي الذي لم يك يوما مضيعي.
اغثني واغث رضيعي من الهﻻك"
كانت هذه هي دعوتي التي رفعتها إلى السماء وماكنت أحسب النجاة تتفجر من اﻷرض.
الزوج. انفجرت لك اﻻرض يا زوجتي..
نعم تفتحت لي اﻷرض عينا سلسبيﻻ.!
تتدافع بالماء لوﻻ قلت لها زمي ﻻغرقت اﻷرض. !
وشرب ولدي فارتويت.
وهدأ صغيري فهنئت.
وتجمعت القوافل من حولي تبتغي مائي فاعطيت وما بخلت.
السماء من فوقي واﻷرض من تحتي والجبال من حولي تجاوبت معي ولم تذرني .
الزوج: وأنا أيضا لم اودعك ولم اقلك.
بل تركتي تخوضين تجربة الصبر والسعي والمناجاة وحدك.
فقد كتبت عليك فكنت أهل لها وكفء. ولو طلبت معك ﻷجبت.
ولكنها رحلتك ورحلة رضيعك قطعتي الشوط اﻷكبر منها بنجاح.
وستكونين لمن خلفك مرشد ودليل ومثل للصبر والوفاء وحسن اﻻجتياز للمحن.
وكانت مكافئتك أعظم مكافئة على وجه اﻻرض فصرتي تؤسسين وحدك لمشاعر الحج. فنعم الزوج ونعم اﻷم.
ونعم الصابر والمستبصر.
وسياتي يوم تتفجر اﻻرض ينابيع تتناغم مع ماء السماء لتسير المياة على أرض صحراء.
ويوم أخر تتفجر عيونا تتجاوب مع عناية الرب لمن قيل له انك باعيننا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق