الأحد، 21 ديسمبر 2014

لقاء وحوار بقلم الدكتور / أحمد القاسم

تم النشر بواسطة / إبراهيم فهمى



لقاء وحوار مع
الشاعرة والكاتبة المغربية مالكة العسال
الكاتب والباحث الدكتور احمد محمود القاسم
ضمن لقاءاتي وحواراتي المعتادة، التي أجريها باستمرار مع سيدات عربيات من المحيط إلى الخليج، بهدف تسليط الضوء، على المرأة العربية وقدراتها، وكفاءاتها وإبداعاتها، كان لقائي وحواري هذه المرة، مع السيدة المغربية الشاعرة والكاتبة ورسامة الكاريكاتير، مالكة عسال، والتي يمكن وصفها بالمرأة الحديدية، لما تتمتع به من جرأة وصراحة، وتصميم وإرادة قوية، وعزم لا يلين، في أفكارها ومبادئها وقيمها الإنسانية، الخلاقة والإبداعية، وتحديها، للظلم، ووقوفها إلى جانب العدالة والحق، بشكل قوي وفعال، إضافة إلى وقوفها المتواصل، إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة والشرعية، وكذلك مع الشعب العراقي العظيم، ضد الاحتلال الأمريكي له في العام 2003م، وكافة القضايا العربية العادلة والإنسانية، فكل كتاباتها تنصب في البعد الإنساني، وهموم الشعوب، وضحايا الحروب خاصة .
كتبت عن المرأة والطفل والشهيد وإنسان الأرصفة والشوارع، ومن طالهم الإقصاء الاجتماعي. مالكة عسال شخصية متميزة، قلَّ مثلها عربياً، لما تتمتع به من شخصية فذة، وما تحمله من أفكار وقيم إنسانية رائعة، إضافة لكونها شاعرة وكاتبة فهي، رسامة كاريكاتير، وكاتبة مسرحية، وقاصة لمسرح وقصص , وأغاني الأطفال، كعادتي مع كل من التقيهن من السيدات العربيات، كان سؤالي الأول لها هو: 
@ أرجو تقديم نفسك للقاريء من حيث الجنسية ومكان الإقامة والعمل والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والهوايات ؟؟؟
مالكة عسال، كاتبة وشاعرة مغربية، وتقيم في المملكة المغربية، من مواليد العام 1954م، بمدينة ابن أحمد، إقليم سطات. قاصة وشاعرة، لها مساهمات في أغنية ومسرح الطفل، وتهوى الرسم الكاريكاتوري، وكاتبة عامة، لبيت الأدب المغربي.
@ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني بها، وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
سأتحدث عن أفكاري، أما شخصيتي، فالقراء والنقاد والمثقفون، الذين أتواجد بينهم، هم من لهم حق الحديث عنها، وبالتالي الحكم عليها، من خلال تجربتي، والاطلاع على التجارب الإنسانية المختلفة، شعراً وقصصاً، وروايات، وأفكار نضالية، ومبادئ صادقة، تشربتْ بعضاً من هذه الأفكار التي تصب كلها في البعد الإنساني، الإنسان المقموع، الضحية، المشرد، المقهور، فخلخلت حافظتي بقوة، وأصبحت أميز بين نوعين من الأفكار :
أفكار متردية تدعو إلى الجهل، بهندساتها ومخططاتها الواهية، وهي السبب المباشر في نشر طواحين سحق البشر، وصنع ثلة كبيرة من المسحوقين، منزوع منهم بقوة العيشُ، بكرامة وكافة الحقوق، وفئة قليلة من اللصوص الذين يسرقون الفرح من جبة الإنسان، واستغلال الأوضاع بجبروتهم وأجهزتهم المخزنة.
أفكار متنورة كلسان لمَن لا لسان له، مطعمة بالحب والانفتاح، تنفذ بوعيها في الواقع، فتضيء الجوانب الحالكة منه، بالفضح، وشجب السياسات الرجعية والوعود الكاذبة، والتصدي للطرق المهيمنة، ونشر القيم الحقيقية التي تعتمد كل الوعي وحقيقية المواقف..هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: يا عراق / يا بلدة العراق 
أزهار الأمل تنسرح على الأكتاف، انتفضي ، انتفضي ضد غاصب طهر الحرية، أيامك محابر العمر، اِرمي على صدر التاريخ جدائلك، ومن مهبط الذاكرة، استلي شعارك الخالد، العراق قطب الريادة /نواة الذاكرة، فالمهد يا أمتي لم يتحجر بعد، وعيون الرضا وارفة تعالي تعالي اسقطي في كفي نجمة، واغنجي بين الأحضان،أعانقك على فِرْشة الورد، فالطرق إليك تلتف بعنقي.
@ ماذا يمثل الحب في حياتك، وماذا تقولي عندما يموت الحب بين البشر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحب هو الدعامة الأساسية لتماسك البشر، هو الحبل المتين الذي يعتصم به الناس ، فيخلق لهم قوة عظمى، لتحقيق أشياء جسام، فالحب هو من يعلم الناس التواضع ، و يُنزل البعض الآخر من برج العجرفة، هو الذي ينزهني من الأنانية، ويعلمني كيف أتعامل مع الآخر بالحوار والتفاهم، دون عصبية أو عنف..هو الذي يهذب سلوكي، ويغرس في شخصي قيم التسامح واحتواء الآخر، ويجعلني أرى الذميم جميلاً ، والقصي قريباً، والسفلي علوياً، فبخصلة الحب أُجَمّل الحياة، وأعشقها رغم أضدادها وتنافراتها..ولن يقتل الحب إلا إذا قامت على أنقاضه خصال مرفوضة، وغير محمودة، كالطمع الفاحش، والنرجسية القاتلة، والمكر والغدر والخيانة، والظلم، فكل هذه كائنات مستترة، تنمو في عمق بعض من البشر، إما بجهل منه، أو تجاهل، أو من أجل أهداف مرسومة، يريد تحقيقها خارج إطار القانون، وحدود المعقولية..وحين يموت، فانتظر الساعة..ستنتشر بين الناس كل أركان الفحشاء، والمنكر، القاتلة للتماسك، والتضامن والتعاون، وتسود التفرقة والشتات، وتندثر القيم الإنسانية التي لنا فيها أمل كبير، في توحدنا جمع شتاتنا.
@-ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟ ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبين عن كل شيءْ؟؟؟ وهل لديك مؤلفات منشورة او مطبوعة؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء، ؟؟؟
أولا: أستسمح عن ترتيب الأسئلة حتى أجيب عنها في سياقها:
ـــ الكتابة هي النهر ألزلالي الذي أرتوي منه، وأُشبِع نهمي كلما داهمني العطش، هي الهواء الذي أتنفسه كلما أحسست بالاختناق، هي الوطن الذي اقصده كلما هاجمتني نصال الزمن، وأدمت قلبي، وعلاقتي بها علاقة الرضيع بثدي أمه، فأنا أتغذى من حبلها السري.
ــ لست عاشقة لها فحسب، وإنما أنا متيمة بها حد التصوف، هي الخليلة التي تراودني عن سري، فأبوح لها بمكنوناتي ومكبوتاتي، ومُحبِطاتي ومطامحي، وأفراحي وأحزاني وآلامي ..بل وأُطلعها حتى على تحركاتي وسكناتي.
ــ بدايتي لم تكن فتية..بل في أواخر العمر، عند إشرافي على السن الخمسين، وبالضبط في سنة 2003م، إبان الهجمة الشرسة على العراق، من قبل الولايات المتحدة، وقبلها عند حدوث مذبحة صبرا وشتيلا ضد الفلسطينيين، والتي رأيت صورها وأنا أتجول في مدينة الدار البيضاء، في إحدى المعارض، وبقيت صور الجثث تتراقص أمام عيني لأيام، إلى درجة البكاء، فأحسست بظلم الأقوياء على الضعفاء، وجبروت الولايات المتحدة وإسرائيل على العرب، بوحشية صارمة...فهمس لي القلم والبياض، وبدأت بخربشات متواضعة، تصب في نفس الموضوع، كانت أولها قصيدة (فلسطين) وبعدها بثلاثة أيام قصيدة بعنوان: (جراح). تحول نضب الكتابة من الشعر، لينقر دفّة السرد، بإسهال نتج عنهما مجاميع شعرية وقصصية، صدر لي منها:ديون شعر بعنوان:(دمعة) ومجموعة قصصية،بعنوان:(فراديس منفلتة) ومجموعة شعرية أخرى بعنوان:(وشم الأمس على الأضرحة)، وتفرعت الكتابة عن سرب الشعر والسرد، لتدقّ أبواب مناحي أجناس أخرى، كالبحث، والنقد، وأدب الرحلة، جمعتُها في مخطوطات مهيأة الآن للنشر. طعّم كتاباتي الاطلاع على تجارب في النقد، والروايات، والمجاميع القصصية والشعرية، لكُتّاب محترفين، مثل محمد الجابري، والماغوط، ونيتشه، فأنا أنوع في القراءات على مختلف مشاربها:دينية وفلسفية، وشعرية وفلسفية، وسياسية، وتربوية ولغوية..ولا أستقر على حال، أي كتاب يدغدغ مشاعري لا أتوانى في اقتنائه وقراءته..وأحياناً أختار من مكتبتي جملة من الكتب، وأضعها أمامي، وكلما أردت الاستراحة أزُفّني إليها. لدي أربع مسرحيات للطفل وديوان أغاني خاص بالأطفال.
@ هل تعتقدين سيدتي أن هناك ما يعرف بالأدب الأنثوي والأدب ألذكوري أم أن مثل هذه التسميات غير موجودة على أرض الواقع؟؟؟ 
هناك من يلهج أن هناك أدباً ذكورياً وآخر نسويً، استناداً إلى مشاعر المرأة الرهيفة ، التي تختلف فيها عن الرجل، كجنس خشن قادر على الصبر والتحمل..ولكن أنا أكسر تماما الجدار الشاهق بين الجنسين في هذا المجال، لماذا ؟؟؟ لأن الأدب أفكار تُنبتُه أذهان ومشاعر من خلال توتر وانفعال، عناصر تتوفر في المرأة والرجل، تتغذى بالتجربة والاطلاع على تجارب الآخرين، والثقافات الموروثة عن الأسلاف، ومن الوسط الاجتماعي ..لكن يبقى التفاوت والاختلاف بين أدب كل منهما، حسب القدرة والتمكن من صقل التجربة وإغنائها عن طريق الحنكة والتجربة والمراس. 
@-هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان، وخاصة على المثقفين العرب بشكل عام؟؟؟
الصداقة أي نعم، لأنه بيَد الإنسان كل الأمور التي تضع لها حدوداً، وقد تنعش العلاقات بين الأدباء بشكل محترم، فيتبادلون المساعدات، ومدّ يد العون فيما بينهم من أجل البناء الأدبي، والارتقاء به، أما الصداقات المبنية خارج الأسس الأدبية، فلا فرق بينها وبين الصداقات على الواقع.
ــ أما عن الحب والزواج ففي رأيي هي مهازل لا حد لها، واستهتار بالأخلاق قد يؤدي في النهاية إلى مالا تُحمَد عقباه.
ــ الشبكة العنكبوتية هي أستاذ دون مدرسة، مكتبة دون قَيّم، الكرة الأرضية نفسها دون خريطة، الشبكة العنكبوتية لو يُحسِن المرء استعمالها، خاصة الطلبة والتلاميذ ، أظن أنهم سينمّون مداركهم في كل المجالات وبسهولة ملفتة النظر، وتعتبر بذلك نعمة، ومن يسيء استعمالها، في الخلويات والتلهية فقد تعتبر مضيعة للوقت. 
@هل تعتقد الشاعرة والكاتبة مالكة عسال أن الشبكة العنكبوتية خدمت المواطن العربي، والأدباء بشكل خاص، وكيف خدمتهم، وهل هي نعمة او نقمة في رأيك الشخصي؟؟؟
الشبكة العنكبوتية هي العالم كله في قبضة، وقد قدمت خدمات جليلة للأدباء على كافة المستويات، من حيث جمْع المعلومات، وتنمية المدارك..التواصل مع النّقاد والقراء، إفساح المجال على مصراعيه لقراءة النصوص على مدى واسع، وتخطيه الحدود الضيقة التي كانت تحاصره من قبل..التعريف بالأدب والأديب معا، مساعدة الأدباء في تدوين نصوصهم بشكل جميل، وبالألوان والصور، بالإضافة إلى إتاحة فرص الصداقة والتعارف بربط علاقات بين الأدباء للتعاون فيما بينهم، من أجل تصحيح الكتب والنشر والتوزيع، والقيام بلقاءات ثقافية عربية افتراضية أو واقعية من خلال توجيه دعوات بلمسة زر واحدة. 
@- ما هي أهم مشاكل الكتاب والأدباء العرب، التي يعانون منها من وجهة نظرك الشخصية خاصة في المغرب؟؟
كثيرة جدا جدا ولا يمكن حصرها منها: 
ــ غياب النقاد الحقيقيين، الذين يتابعون المنجز الأدبي بموضوعية، ومحاولة تشريحه بطريقة أكاديمية، قصد البناء والارتقاء به.. 
سيادة الزبونية والصداقة بإعلاء الأدب السطحي وتضخيمه، والنقص من سعرات حرارة الأدب العميق، وهذا سائر في كل البلدان العربية، على حد تعبير بعض الأدباء العرب أثناء المناقشات في هذا المجال.
ــ عدم مدّ العون من قبل المؤسسات الثقافية الرسمية للأدباء، من أجل نشر مخطوطاتهم التي هي قيد الرفوف، وإخراجها إلى النور.
ــ تقصير بعض وسائل الإعلام التي لا تحترم نفسها في التعريف بالأدب والأديب، ومطالبة البعض بمبالغ مالية من أجل ذلك، مع احترامي الشديد للتي تترفّع عن مثل هذه السلوكات منعدمة الضمير، وتحترم مهنتها في القيام بواجبها.
ــ قلة ذات اليد للبعض من الكتاب من أجل نشر كتبهم، فتبقى سجينة خزاناتهم. 
@-هل تعتقدين أن الشعر ودوره الحالي في المجتمعات العربية، تراجع عما كان عليه في العهود الماضية، وما هو دوره الآن، وما هو السبب في رأيك الشخصي؟؟؟
إطلاقاً، لا الشعر ركب مهجة التطور كسائر الفنون الأخرى:السينما، والأغنية، والفن التشكيلي وما جاوره، فتخلص من القرائن الماضية التي تُكبل الشاعر، ولا تفسح له مجال التعبير بحرية،.فعانق عصره بكل مكوناته الثقافية، وأسرار الكون المبهمة، وأحوال الحياة المتقلبة، ولأن الواقع والشعر في تبادل التأثر والتأثير، فقد اكتسى بخصال عصره، وتلبّس من موارده الثقافية.. فعلاً لقد غابت عن ساحته بعض الفنون : كالرثاء والمديح، اللذيْن كانا يستهدفان الشخصي والفردي، وسلك مسلكاً أشد تطوراً ، ومردّ ذلك كله إلى الرؤية الشمولية للكوني في بعدها الإنساني والطبيعي، حيث نرى اليوم الساحة تعج بأشعار تصب في الهم الإنساني على كل المستويات. هذه قصيدة من أشعاري كنموذج لها:
بساط العطش، المهد يا أمي الذي اغتسلتُ بفراشاته من أدران الأمس، ها أنا اليوم أرتاده بمفردي، في مفازاته أضع رحلي، ومَرآب الذاكرة، يمتلئ بهادر نبضي، يخلخل أوقاناً، تعكس نقراتِها على مرآتي، والباعث من الأشياء، المحنّطُ بغُرَف الموت، يزرع في العتبات، قبائل المآسي، بضراوة تثير في حقولي الاشمئزاز، صوتك يا أمي بين فواصل القلب يجلجل، ونتوءات المكان تعج بتموجات أثرك، ولمسات كفك، تَنبُتُ
على ذراعي سنبلة، التفتُّ، تراقصت صورتُك، تمُرّ عبْر عروقي، بحزام
يزركشه عقيق الذكرى وسرب من أطيافك، أشمّ في هديره، رائحة
تسري بين الأرداف مولعةً بتقبيلي، كنائسُك يا أمي، حين طُفْتُ بأسوارها، لأرسم على أرجائها استرخائي، اعتراني وحش القفار يتخذ من الخوف، مسندا ثخين المعنى، الموقد يا أمي مُضْرب، يُشهِر في وجهي لواء العصيان، وحال الفرن لندائي لا يجيب
والأركان مطفأة المناحي، تجر عليها النقاب، كي تختمر في سهاد النعاس، والكابوس المرعب، ينسرح بين الفناء والشرفات، بين لفائف الزيتون، أنقل خطوي فلا أرى نخلتك واقفة على الأغصان والفروع، تحط طيور الوجْد، تستنهض بيني وبينك، حدوداً وفواصل، فتمتلئ روحي بالمتسع، بين فواعل المربكات، تتفكك ضلوعي، غصتُ في ربيع الذكرى، لتغمرَني بأقمار دافئة، تدهَن بالعشب أقاصيَ نفسي، امتدَّ بساط العطش
والأودية المحفورة في القلب، تضرجت بالأحزان، أغلقت على محارقيَ المصاريع، وعدتُ أعزف على أوتاري المكلومة أغنية المساء.
@-ما هي أهم التحديات التي واجهتها في الحياة، وكيف تغلبت عليها؟؟؟ وماذا اكتسبت من الحياة من تجارب ومهارات؟؟
مالكة عسال نشأت في أسرة موسرة جداً، والأنثى وحيدة ُسبعةِ ذكور، كانت المدللة بشكل لا يوصف، لكن في سن الثامن وبداية التاسعة من عمرها تَفقِد أباها، وتتوزع الثروة ، وتصبح من الطبقة الفقيرة..وبعد مرحلة الطفولة ترحل في طلب العلم من مسقط رأسها، لتعيش ظروفاً مغايرة في مؤسسة داخلية، معتقل ثقافي منعدم الحرية إلا مرة واحدة في الأسبوع، فتتغير الحياة من الحرية والانعتاق في البادية، والعيش في البيت الكبير، إلى غرفة صغيرة ضيقة، مما أثر على دراستها..وتغادر مالكة عسال الثانوية متشبعة بالفكر النضالي، الذي سينمي شخصيتها ويقويها، ويحول مسارها إلى وجهة أخرى، لتعانق أبناء جلدتها، وتتزوج وتلد وتعيش مع أسرتها في بيت الزوجية، كأم تقوم بكل واجبات الأمومة من تربية وطبخ، هذا إلى جانب ممارستها للتعليم، وكانت لا تثنيها ريح مهما كانت قوتها، ولا تنحني لإعصار مهما اشتد هياجه، ولا تذعن لسوط مهما كانت قسوته وصلابته، فكلما تشعبت الحياة وتفرعت، وتكاثرت المحطات بسلبياتها وإيجابياتها وازدادت مالكة عسال إصرارا وصموداً، والقفز على قممها الوعرة، لتؤثث فضاء جديداً يناسبها..إلى أن ابتليت بحبها الشعر.
@ ما هو تعليقك سيدتي على هذه المقولة وبصراحة:إذا كنت في المغرب فلا تستغرب؟؟؟؟؟
هو مثل كغيره من الأمثلة الشائعة (يا مأمنة للرجال، مأمنة الميّة في الغربال) أو المثل:أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب) أمثلة تقال وتُرَدد أثناء سلوك ما ، وقد يُقصد بها السيء، أو الحسن .فالأمثلة مهما كانت قوة صدقها أو كذبها، فأنا أنهي إلى كل امْرئ ألا يحكم أو يصدق أي مثل، حتى يرى ويجرب ويطلع على الحقائق بنفسه، وإلا ستسقط عنه الموضوعية، ويتهم بالذاتي في رؤيته للأشياء.
@-ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنين تحقيقها؟؟؟ 
أربعة لا أقل ولا أكثر: 
ــ أن أعيش وأحيا بصحة جيدة، حتى أزور كما زرت مصر وتونس والسويد، بعضََ البلدان العربية والأوروبية التي لم أزرها. وأن أصدر كتبي التي بحوزتي، أن تتخلص أمتي العربية من المناورات والمؤامرات الصهيونية التي تزرع بين أقطارها الفتن وتدس في تفاحها عوسج السموم، وأن يتحلى الإنسان في العالم كله، بقيم الحب والتعاون والتسامح،لأن الدنيا فانية ولا خير في الحروب والاقتتال وزهق الأرواح.
انتهى موضوع لقاء وحوار مع
الشاعرة والكاتبة المغربية مالكة العسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون