السبت، 3 يناير 2015

أشتاق أنظر وجهه بقلم الشاعر الكبير / طلعت المغربى

تم النشر بواسطة / إبراهيم فهمى





أشتاق أنظر وجهه
مهداةٌ إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
في يوم مولده الأغر
*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
شعر : طلعت المغربي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية 
وعضو اتحاد كتاب مصر
*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
كمْ غُصتُ بحرَ الشعرِ كي ما أنتقي= درَّاً لمدحِ المصطفى يرضَاهُ
وكأنني بالدرِّ يضحكُ قائِلاً= أَنَّى لمثليَ مَدْحُ مَنْ نَهواهُ
فاللهُ أعلى قدَرَهُ فوقَ الورى= واللهُ بالخُلقِ العظيمِ حَبَاهُ
الشِعرُ كُلُّ الشِعرِ يجثو للذي= ربُّ الورى بصفاتِهِ حَلاَّهُ
الشعرُ كلُّ الشعرِ يجثو للذي= ربُّ الورى بصفاتِهِ حَلاَّهُ
وعليه أنزلَ ربُّنا قرآنَهُ= جلَّ الكتابُ وجلَّ من أوحاهُ
في سورة الأعراف دستورٌ لنا= في شخص خير العالمين نراه
خذ عفو ربك وأمرنَّ بعرفه= أعرض عن الجهلاء تلق رضاه
في « التوبةِ » اقرأ صاح آخر آيةٍ= وانظر إلى ما الله قد أعطاه
فهو الرءوف هو الرحيمُ وربنا= باسمينِ من أسمائهِ سَمَّاهُ
في « الحجرِ » يقسم ربُنا بحياتهِ= فلعمرِكم هم يعمهون وتاهوا
رفقاً " لعلك باخعٌ " قد أنزلت= في الكهف تخفيفاً لما يلقاه
هون عليك فلست تهدي من تشا= لو شاء ربك لاهتدوا بهداه
في « الفتحِ » يغفرُ ما تقدمَ ربُنَا= بل ما تأخَرَ ..جلَّ في علياهُ
ليُتِمَ نعمتَه على خير الورى= وتمام نعمته عليه رضاهُ
في « نِ والقلمِ » الإلهُ يُجِلُّهُ= وعلى عظيمِ الخُلْقِ قدْ رقَّاهُ
اللهُ ربُ العرشِ يشرحُ صدرَهُ= اللهُ يرفعُ دائماً ذكراهُ
ويعاتبُ المولى الكريمُ حبيبَهُ= وبعفوهِ قبلَ العتابِ حَبَاهُ
من مكةٍ بلدِ الهدى أسرى به= ربُ الورى ليلاً إلى أقصاهُ
وهناكَ كانَ إمامَ كلِّ الأنبيا= سبحانَ من بالفضلِ قد أولاهُ
ثم ارتقى من بعدِ ذا للمُنتهى= واسمعْ إلى جبريلَ قد ناجاهُ
خُضْ في بحارِ النورِ وحدَك سيدي= ما كانَ ذاكَ لغيركمْ حاشاهُ
أنا إنْ تقدمتُ احترقتُ بنورِهِ= لكنَّ قدرَكَ أنتَ ما أعلاهُ
كلٌّ له منا مقامٌ سيدي= لا يستطيعُ تجاوزاً لمداهُ
ويخاطبُ المولى العظيمُ حبيبَهُ= وبأشرفِ الأسماءِ قد ناداهُ
أنا قد كشفتُ لكَ العوالمَ كلَها= وكذاكَ وجهي الآنَ أنتَ تراهُ
أنا ما خلقتُ أحبَ منكَ ) محمداً(=ولسوفَ أعطيكَ الذي ترضاهُ
هذا مقامٌ ليس يعرفُ كنْهَهُ= إلا الذي لحبيبهِ أعطاهُ
عجباً لذي عينين يبصرُ )أحمداً (=وتزوغُ عن نورِ الهدى عيناهُ
عجباً لمن سمعَ الحبيبَ ) محمداً(=يوماً وما بلغَ السما بهداهُ
عجباً لهذا الكفرِ آذى حِبنا= عجباً له عن دارهِ أقصاهُ
عجباً لمكةَ كيفَ ضاقَ رجالُها= بحبيبنا والغارُ قد آواهُ
عجباً لذا الحجرِ الأصمِ إذا بدا= بجوارهِ خيرُ الورى حيَّاهُ
عجبا لأحجارٍ تسبحُ ربَها= في كفهِ صلى عليهِ اللهُ
ويقومُ للهِ العظيمِ بليلهِ= من أجلِ ذاكَ تفطرتْ قدماهُ
وانشق بدر في السماء لِحِبِّنا= حتى بدا نصفين في علياه
وأرى الغمامَ يحبُهُ فيظلُهُ= في أي شبرٍ في الدنا يلقاهُ
تنضمُ أشجارُ الفلاةِ لستره= فحبيبُنا واللهِ ما أحياهُ
ويدرُ ضرعُ الشاةِ إكراماً له= وأرى شراذمَ قومِهِ تأباهُ
ويقول خير العالمين لصحبه= في موقف ٍ مَنْ يا تُرى ينساهُ
إن كنتُ يوماً قد جلدتُ أخاً لنا= فليستَقِدْ مني فذا أرضاهُ
يعطي القصاصَ حبيبُنا من نفسِهِ= عدلٌ فريدٌ ما لهُ أشباهُ
يعطي ويعطي ليس يُدرَكُ رِفْدُهُ= فالبحرُ غيضٌ من ندى يمناه
يعطى عطاءً ليس يخشى فاقةً= هو واثقٌ في الله جلَّ علاه
كالريح مرسلةً عطاءُ حبيبِنا= والجودُ كُلُّ الجودِ بعضُ نداهُ
عجباً لأفئدةٍ تضلُ عن الهدى= ويحن جذعُ النخلِ .. بل يهواهُ
ويضمهُ المختارُ ضمةَ مشفقٍ= فالجذعُ قالَ لفرقةٍ أواهُ
ويقول للجذع الحبيبُ مخيراً= بين اخضرار الأرضِ أو أخراهُ
يختارُ هذا الجذعُ جنةَ ربه= ليرى الحبيبَ .. لكي يدومَ هناهُ
وقد ارتكسنا نحنُ بعدُ فلمْ نعدْ= حتى نساوى الجذعَ .. وا أسفاهُ
وتجمعَ القومُ اللئامُ لقتلهِ= ونجا .. فسبحانَ الذي نجَّاهُ
عجباً لأنصارِ النبي وحبِهم= فلهُ الولاءُ .. وليس ذا لسواهُ
خرجوا تسابقُهم منازلُ (طيبةٍ (=قد زادَ شوقهمو إلى رؤياهُ
سرعانَ ما قالَ البشيرُ مهنِّئاً= جاءَ الحبيبُ فهللوا للقاه
طلعَ الحبيبُ كبدرِ تِمٍّ وجهُهُ= فجمالُه واللهِ ما أبهاهُ
النورُ عَمَّ بلادَنا وديارَنا= فضياءُ كلِ الكونِ بعضُ سناهُ
وتقول ألسنةٌ جديرٌ قطعُها= هو ساحرٌ .. هو كاذبٌ .. حاشاهُ
عجباً لمن آذى النبيَ بكِلْمَةٍ= يا ربُ هلاَّ قُطِّعَت شفتاهُ
عجباً لمن آذى النبي برسمه= شلت بهذا الرسم منه يداه
) تبتْ يدا( فيها جزاءُ من اعتدى= يوماً على المختارِ أو آذاهُ
ولسوف يعطى بالشمال كتابه= تبكى الدما لشقائه عيناه
بتروا بما فعلوا وبغضهمو له= سيظلُ خيرُ الخلقِ في علياهُ
الله قد عصم الحبيب محمداً= ومن الأُلى يستهزئون كفاه
* * *
رباهُ إني قد أتيتُكَ راغباً= في الصفحِ عنى .. هل تُرى ألقاهُ ؟
إن أنتَ لم تصفحْ فمن ذا أرتجى؟= ومن الكريمُ سواكَ يا رباهُ
يا رب كن لي في القيامةِ راحماً= واغفر لعبدكَ ما جنتهُ يداهُ
بالمصطفى يا رب تممْ فرحتي= لا تحرمَنِّي في غدٍ لقياهُ
واجعله لي يا رب عندك شافعاً= من ذا سيشْفَعُ يومَها إلا هو
هو في القيامةِ شافعٌ ومُشََّفعٌ= في العالمينَ ومن لذاكَ سواهُ
واجعلهُ ذُخراً في القيامةِ سيدي= واللهِ غايةُ منيتي رؤياهُ
أشتاقُ يا اللهُ أنظرُ وجهَهُ= تشتاقُ عيني ترتوي بضياهُ
أشتاقُ أنْشَقُ من عبير(محمدٍ)= أشتاقُ ألثمُ دائماً يمناهُ
وأقبلُ القدمينِ من شوقٍ إلى= نورِ الحبيبِ (محمدٍ) رباهُ
لا تحرمَنِّي وِرْدَ كوثرهِ غداً= ليزولَ عن هذا الفؤادِ ظَماهَ
لأذوقَ من كفِ الحبيبِ (محمدٍ)= كأساً هنياً .. ربِ ما أصفاهُ
يا رب إني قد مدحتُ (محمداً)= حتى أحققَ للفؤادِ مناهُ
يا رب فاجعل لي بمدحِ (محمدٍ) نوراً بقبري في غدٍ ألقاهُ
وعلى الصراطِ..وعندَ نشرِ صحائفي= فاقبل رجائي اليومَ يا اللهُ
يا رب صلِّ على الحبيبِ (محمدٍ)= واحشر عُبَيْدَكَ تحتَ ظلِ لواهُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون