. ولنا في المنافي حديقة............
في زوغان التشتّت
حطت زوارق رحلتنا
وهُناك ترعرعت شقاوتنا
وأحزاننا
وهُناك حصلنا على جِنسيّة الألم
كطريقة شرعية للتأقلم
بعد إن أكلت عمرنا المضطرب
الأسئلة تركض في السّراب
ودمع العين يُبلِّل ذكريات الطفولة
المُتثائبة على شبقِ النسيان
البلاد التي وُلِدّت فيها
توارت عن مخيّلة الذاكرة
ولربما نسِيَتْ إسمي الحقيقي
بحكمِ المنفى والإغتراب
وأصدقاء الطفولة
القادِمين من اقآصي البلاد البعيدة
لم يعرفونني جيّداً
رغم أن القمر الذي كان
يشهدُ حفلة سهرتنا القمرية
ويستمع لِثرثرة بغاواتِنا
التي كُنّا نلثَغُ بها العصافير
لم يزل حاضِراً حتى اللحظة
والنجوم هى الأخرى
ما زُلنا نحتكُّ سابحين في تيه ظِلِّها
لم تتذكّر مني سِوى خريطة الجَرحِ في شِفتي
المُنبثِقة من عروق الحِجارة
في الجبل الأسود
أثقلَتْ الأسفار كاهِلي
وجرّعتني دلو ماء دلوها المعقوف
من بئر المُعانآة
تغزِلَ محاراتِنا في غياهِب المجهول
كلّما أمضيتُ شُهوراً في المنافي
تولّدتْ شُهوراً أُخرى
والقمر لم يجرؤ على إلتهامِها
كما لو كُنتُ إرهابي
مُدجّج بحزامٍ ناسِف
على قارِعة الطريق
يخشى المُسافر تجاوزه
والليالي المُتوحِّشة
تناولني كأس الصبر
تكوي عِلّتي المُؤقدة بجمرةِ الإغتراب
تُغرغِرُ مكامِن اشواقي
المنفرِطة بشهوة الرحيل
والعودة الى الديار
كصخرةٍ صلدة دبغَتْ الريح صدرها بالغُبارِ
اكلتْ جسدها
ورمتها عِظاماً على اطراف الرمال
يا هؤلاء .........
الذين مضيتم الى شأنِكم
ولم يصيبكم بلاء ولا وهَنْ
إذكروني عند ربِّكم
وإخبره إن في الغُربة له طِفلاً
يأكلُ فيها الحجر
وينام تحت ظِلالِ الشجر
وله في المنافي حديقة
مُبلّلة بأمزانِ الدُّموعِ............؟
...............................................جمال العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق