الأربعاء، 29 أبريل 2015

حياة من رحم الموت بقلم الأديب الشاعر م أحمد عفيفى






(حيـاةٌ من رحِـم الـمـوت!!)قصــة
*********************
بقلم الاديب:أحمد عفيفى
*******************
عُضالاً محالاً..بات مرضها الذى أرقدها عامين طريحةً , ميتـةً بلا قبرٍ..نائيةً عن الناس , وعن زوجها الذى تحبه بجنون..مرضٌ حار فيه الأطباء!..
تمرُّ الايام والساعات مسرعةً فى نظر ذويها واصحابها من الأصحاء..أمّا فى نظرها , فمرَّ العامان كأنهما قرنين من الزمان..قال أول الاطباء: فقرُ دمٍ ,وقال الثانى شيئاً مُماثلاً.. كما لو كان شئ ٌبداخلها ينهشها ويلتهم دمائها ببطءٍ..ومهما تناولت الكثير من الطعام..ازدادتْ هُزالاً ووهناً..لم تُعد تقوى على الوقوف , ناهيك عما كان يعتمل بقلبها ورأسها من دقاتٍ سريعةٍ مؤلمةٍ ..
*طبيبٌ خامسٌ وأخير , قال:رغم نحافة الرقبة , وعدم جحوظ العينين , فإننى أُرجّح أن هناك شئٌ -بالغدة الدرقية- , شئٌ غريبٌ..!
كانت الدهشه تغشى الوجوه الحاضرة , حتى أنهم شككوا فى الطبيب , فإذا كانت -الغُدَّةُ الدرقية- , فكيف لم يكتشفها الأطباءُ الأربعةُ السابقون؟..أردف الطبيب: هناك شئٌ غريبٌ أشبهُ بدودةٍ ماصةٍ للدماء , حجمها ضئيلٌ جداً , ومع ذلك يمكنها مصّ دمائكِ سيدتى حتى النهاية , لأنها تعيش على هذه الدماء..وأىُ تأخيرٍ فى استئصالها , سيـعـجّلُ بنهايتك , والقرارُ لك , إمّا استئصالها , أو الموت العاجل!
* كان الخيارُ مُميتاً أيضاً , فإمّا الرضوخ لجراحةٍ خطيرةٍ لا يتعدى نسبة نجاحها 2%, وإمّا انتظار الموت , وكان الوقتُ المُتاح للتفكير لا يتعدى ساعات معدودة..
*كانت راقدةً مفتوحة العينين , وكان الواقفون حولها يدفعونها للكلام دفعاَ , حتى لا تقضى بغتةً بعد إتمام جراحة استمرت -ساعات..وكان الجمعُ ليس لهم سوى حديثٍ واحدٍ مُجمله:أنها كانت معجزةً!
* رويداً رويداً بدأت تفيق, تساءلت:أين الضجيج والدقّاتُ الصاخبةُ القاتلةُ التى كانت تعصف بقلبى ورأسى؟وهل أنا على قيد الحياة؟وهل هناك شئٌ سأسعد به فى حياتى الجديدة؟حتى أنها لم تلحظ زوجها الذى كان, يُداعبُ خُصلات شعرها..حتى انتبهت إليه..وابتسمت@
******************************
من مجموعتى القصصية =طقوس صارمة=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون