السبت، 23 مايو 2015

ذات الكاب الأحمر .بقلم الكاتب والسيناريست الرائع / على العتر

مجموعة قصصية قصيرة نشرت لي وسأوالي نشر القصص للزملاء
القصة الأولى ذات الكاب الأحمر 
كانت طفلة صغيرة تتمتع بذكاء متميز عن باقي الاطفال في نفس عمرها .. جمالها وهي صغيرة كان حديث الأصدقاء والأهل ..الكل كانوا يحبونها لروحها الجميلة .. عندما كنا نسافر بالطائرة حيث كنت اعمل ببلد عربية كانت دائما تتعلق ببصرها باهتمام للمضيفة وحينما تسالها والدتها ماذا تحبين ان تكوني عندما تكبرين .. كانت تشير للمضيفة وتقول .. عاوزة اكون مضيفة طبارة .
هكذا كان حلمها الصغير وهي بعد طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها .. رجعنا من العمل بالبلد العربي وعادت الطفلة الجميلة للدراسة في المرحلة الابتدائية .. حظيت بحب مدرساتها بمدرسة الفتيات المسلمات ثم انتقلت للمرحلة الاعدادية بمدرسة الوحدة العربية ونجحت بتفوق لتدخل مدرسة السنية الثانوية لتنال حب مدرسيها ومدرساتها بالمدرسة وتصبح من الطالبات المتميزات بالمدرسة حتى تخرجت وحصلت على الثانوية العامة.
انتقلت الفتاة الجميلة من المرحلة الثانوية الى جامعة القاهرة لتدخل كلية الحقوق ومازال حلمها الجميل يراودها في كل لحظة .. وتمضي السنوات الاربع .. تتخرج من الجامعة حاملة ليسانس الحقوق ..تبدا الفتاة الجميلة في البحث عن حلمها القدبم الذي عاشت عمرها تحلم به ولم يغب لحظة عن مخيلتها .. تقدمت لشركة الطيران الوطنية لتقبل من اول مرة وتتحقق امنياتها التي حلمت بها من طفولتها .
بدات تعمل مضيفة بعد التدريب .. سافرت لبلاد كثيرة حول العالم وهي مثال للمضيفة المتميزة في اخلاصها لعملها وانكار ذاتها لخدمة الجميع .. وبعد ان تحقق الحلم عاشت فيه ثلاث سنوات تعمل بجدَ واجتهاد لتكون مثالا طيبا لبلدها .. تحولت انظارها ذات يوم الى كاب احمر ترتديه مثيلاتها في شركة اخرى لدولة عربية .. وحلمت مرة ثانية بان تلبس الكاب الاحمر .. تقدمت للعمل بالشركة الثانية ونجحت في الاختبارات ولبست الكاب الاحمر .. كان بوما جميلا اول يوم ارتدت فيه الكاب وبدات العمل مع الشركة الاخرى بدولة عربية شقيقة واستمرت قرابة الثلاث سنوات .

وكان لبعدها عن الاهل ثمنا كبيرا فقد كبر الوالد واحتاج لحنانها فهي حبيبته الجميلة وجاشت عاطفة الام بالحب والعطف لفراقها فكانت تحضر للقاهرة كلما اتيحت لها الفرصة مهما كلفها ذلك من نقود او تعب في السفر ليوم او يومين لتكون بقربهما .. لكن ذلك لم بكن كافيا لملء الفراغ الذي تركته بسفرها .. وامام الحاح الوالدين لتعود الى احضانهما فقد رضخت لرغبتهما .. تركت الكاب الاحمر حزينة لترك حلمها وعادت لتعيش بينهما لتؤنس وحدتهما وتراعيهما في الكبر.
عادت الى عملها بالشركة الوطنية ..لكن القدر لعب دوره مرة ثانية فقد صادفت فارس احلامها الذي ظهر من حيث لا تدري وهو يعمل بالبلد العربي الذي تركته .. وتغيرت السلوكيات والظروف الاجتماعية في الوطن ..كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير 
قررت الفتاة الجميلة العودة مرة ثانية للكاب الاحمر وخاضت امتحانا جديدا ونحجت فيه ايضا وعادت الى الطيران مرة اخرى في سماء العالم لابسة الكاب الاحمر ومستمرة في حلمها السعيد. 
علي العتر كاتب وسيناريست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون