الخميس، 7 مايو 2015

العودة إلى الفردوس .... بقلم الأديبه / نجلاء العيسوى




العودة الى الفردوس.
بقلم نجﻻء العيسوي.
كل شئ عندكم أحزنني، كل ما عندكم أفزعني....ﻻ راحة..ﻻ طمئنينة..ﻻ هدوء ...ﻻ سكينة....ﻻ حب بينكم وﻻ وفاء....ﻻ أخوة تجمعكم وﻻ إخاء...ﻻ عدل ...ﻻ رحمة...ﻻ عطف. .ﻻ حنان...
هكذا شعرت اﻻم الكبرى وقد همت بالرجوع الى موطنها اﻻصلي .واستعدت للرحيل فاستعطفها زوجها أن تستمر معه وأن تتحمل أخطاء من حولها ورزاياهم، فهل يا ترى ستطاوعه أم ستتركه وترحل؟!
إرجعي الي مالك تهرولين؟!
مالي أراك تبكين ؟!
الى أين انت راحلة؟!
أوتتركيني هنا وحدي وترحلين؟!
ردت عليه حورية والحزن يفطر قلبها. ...نعم..ولم ﻻ أهرول؟! وكيف ﻻ أسرع؟! وقد رأيت منهم ما رأيت .وعانيت مما عانيت؟!
فيرد زوجها يستعطفها:
لم تهربين من حياتك وحياتي؟! ألم نأت الى هنا معا؟! وتعاهدنا على أن نعيش سويا.احمل همك وتحملين هم أبنائنا؟!
حورية.نعم عاهدتك وعاهدتني لكن قلبي يتمزق وأنا أراك ﻻ تستطيع أن تفي بوعدك لي ؛ فقررت الرجوع الى موطني فلعلي أجد هناك من يفتح لي الباب.
الزوج:ولم تتركيني يا حبيبتي ؟! ألم أوفر لك مسكنا آمنا وعيشة هادئة؟!...ألم يرزقنا الله بالبنين والبنات.؟!
حورية ترد وقد غمرهااﻻلم.
نعم وفرت والله قد رزق.
زوجها:إذا فلم تتركيني وحدي في هذه الحياة القاسية؟!
وكيف يطاوعك قلبك على أن تتركيني وحدي في هذه الحياة القاسية؟! هل أعيش بﻻ جليس وﻻ أنيس؟ ! أعلى هذا تعاهدنا أم على هذا تواعدنا؟!
حورية:قد عادهتك على على المودة والرحمة ولم نتعاهد على اﻻغتراب والعذاب.
إغتراب وعذاب! من أين تأتينا الغربة؟! وكيف يصيبنا العذاب لماذا تشعرين بالغربة وأنا بجوارك؟!
نعم أنت بجواري لكني شعرت بالغربة وأنا أعيش مع أناس وكأنهم ﻻ يعرفون من أنا ....ومن أكون. ..ﻻ يعرفون أصولي أو جذوري....ما تاريخي...ما حضارتي...الضاربة في أعماق الجنة .
يتجاهون تاريخ ميﻻدي.. يزورون أصلي...مما خلقت. ومن أين نشأت.
يسخرون -يا عزيزي -في جهل من أعظم مهمة على وجه اﻻرض .يلقون بتبعات جهلهم وأحمال أوزارهم فإن أنت رجعت إليهم فسألهم من أنا ومن أكون؟
راجعة من حيث أتيت، بل حيث خلقت . فقد آزتهم على ظلمي وعاونتهم على معاداتي.¡
يصدم الزوح الحبيب مما يسمع من إتهام زوجته حبيبته له بظلمه لها. وكيف له ذلك وهي نور حياته ونسائم دنيته؟! 
أأظلمك يا حبيبتي وانت لي منيت النفس وروح الفؤاد؟!!!
حورية: نعم .لقد عاونتهم على ظلمي حينما سكت عن الدفاع عني ورضيت بما سمعت منهم في حقي.فأنا لم اخرجك من النعيم ولم أكن سببا في ابعادك عن السعادة.ولم أخلق أنا من ضلع أعوج في الخلق.ولم يك انعاوج ضلعك عن عيب في الخلقة فإنهم ﻻ يدركون أن إنحناءت ضلعلك لحماية قلبك فلوﻻ إنحناءت الضلع لتهددت حياتك وحياتهم فكنت لهم كالضلع الذي ينحي على صاحبة ليحمية من ضربات الضاربين وطعنات الطاعنين.
الزوج يواسي زوجته: نعم يا حوريتي لقد خلقتي من ضلعي الذي يحمي قلبي ؛ فأنت جزء من حمايتي .وكذلك كل أنثى هي جزء من حماية زوجها وأهلها.
حورية. فمن إذا أضلهم عن ودادي وما حرضهم على ازدرائي؟!؟!
إنه الكبر والتعالي يا حورية.أنساهم الزمن حتى إحترامي وتوقيري..أنساهم أمهم وأباهم ..أنساهم أصولهم وجذورهم.
أما أنا فلم ولن أنساك.لن أنسى أول أنثى رأيتها في حياتي.لم أرى أمي أو أبي... لم يك لي أخ او أخت.أو عائلة.....فكنت لي بكل هؤﻻء 
كتت الزوج..واﻻم..واﻻب...اﻻخ ...واﻻخت....ورزقني الله منك الولد....فتحت عيناي ذات صباح فوجدتك بجواري تبتسمين لي...وجهك صبوح وفيك أجمل روح من ضلعي الذي ينعطف على قلبي خلقتي..ومن نسيم الجنة تنفستي......
ضحكت حورية وملاءت وجهها ابتسامة مشرقة وتﻻءﻻءت عيناها وهي تردد...نعم في الجنة خلقت لك وتزوجتك ومن أنهارها شربت وعلى سندسها بقدمي مشيت...ومن ثمارها الغضة تغذيت...وبهوائها العليل تنفست....فﻻ هم أصابني وﻻ أحزان...ﻻ نصب إعتراني وﻻ نسيان.وكنت انت لي اﻻخ واﻻب والزوج والحبيب....هيا اتركهم وتعالى معي ...إنهم ﻻ يقدرونك. وﻻ يعرفون قيمتك يا من خلقه الله بيده وسخر له ما في السموات والأرض. 
الزوج. نعم يا حورية نحن خلقنا في الجنة ولكن ﻻ تنسي أنهم أبناءنا. قد رأيتهم في عالم الذر قبل أن يخلقوافأحببتهم وفرحت لمعافهم وبكيت لمصابهم..ودعوة لهم بالعافية والسﻻمة وأعطيتهم من عمرب سنين.أنا وأنت خلقنا في الجنة ولكن ﻻ تنسى أنهم خلقوا على اﻻرض...بشر يتنازعون أرزاقهم..ويتناحرون على أموالهم....فأنا لهم انهار الجنة الطيبة. ...كفاهم عذاب ما هم فيه من التلوث والفقر والجوع والحروب. والتشرد في البﻻد ..ﻻبد لي أن أظل معهم أنصحهم وألوذ عنهم....ﻻبد لهم من قلب كبير يحبهم ويخلص في نصيحتهم....
حورية.:وكيف يتاصحون وهم في غمرة من حب الدنيا؟! يقتل بعضهم بعضا من أجل حفنة من تراب قذر.
أنا قد جرح فؤادي من قسوة قلوبهم.وتصدع صدري من مجادلتهم..
الزوج:ﻻ تتركيني وحدي يا حبيبتي ورفيفة دربي.
حورية.ﻻ أنا عائدة الى الفردوس لعلي أجد من يفتح لي الباب.
وإذا ظللت معهم فعرفهم من أنا ومن أكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون