الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

الظلام الأليف للشاعر //جمال العامرى


أنا لم أمت 
لكنني هنا لم أزل 
في مسالك هذي الحياة 
تعاركني المآسي والخُطوب
أرزح تحت وطأة زمنٍ
لم يعد تتمرأى فيه بسمة أمل
يلفني الظلام الأليف 
وأتجرع المرارة والكروب
أنا ما عزمت على الرحيل
لكنني هُنا لم أزل
في مدينة الظمأ (1)
أتيه بين (الموادم ) و (الضباب )
الحياة فيها تسبّح وحيدة 
يغويها السّراب
والسعادة فقدت عُذريتها في زوبعة الغُبار
وتلاشت كالحلم المنسي
أنفضّ عنها الأقربون والدُّخلاء 
حشدوا عليها الضاريات
من كل حدبٍ وصوب
في هذا الكون الفسيح أواصل الخطو
فوق ألآف الجراح النازفات
نتنفس رائحة الدم
السّحب السوداء تمطرنا
تحاورنا بالعقاب
خُدودنا مُضرّجة بالدماء
وأظنتها تضاريس الشُّحوب
مدينة صارت طعماً للقذائف والرصاص
أبتلع البارود خُضرة المشقر 
الفائح في جبين الصبايا الحِسان
تلحفها شظية حربٍ
أرسلت في مساكن الأبرياء حرائقها
أنسكب الحلم على شفا حروفنا
من عِناد الألم
وأنهمرت غُِيوم الحزن جداول شعر
ولا يزال عزاء المدججين بالسلاح
يغفو ، ويصحو على صدى القنابل
يُؤرجحها الريح في مواقد الحروب
أتنصّت كاللص 
أتحسّس حلمٌ رحل قبل الأوآن
يملؤني رعباً وهولاً 
ومُخيفاً حد الجنون
لم يبق فيها غير صدى
يتلو ما تناهى في عُنق الغروب
هُدمّت الأسوار 
وشقّت الجدران
وغدا الحال يمؤ المحال
لا جبل يعصمني من صهوة الخراب
ولا شيئٌ يقييني من خاتمة الإنهيار
أشكو لمن جرحي الأغر ؟
أشكو لمن هذا الأثر ؟
أين الهُروب ؟
(1) مدينة تعز 
الأسماء بين الأقواس هن أسماء مناطق في تعز




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون