نظرة العين
- بقلم . شحات خلف الله عثمان كاتب ومُحامْ
- أثناء تَصفُح أحد الجرائد اليومية لفت إنتباهى عنوان لإحد المقالات المنشورة تتحدث عن نظرة العين وإعتبارها أن لها تأثير المخدر فى الجسد البشرى ومن هنا تبادر الى ذهنى كتابة هذا المقال الذى أتشرف بمصافحة أعينكم لحروفه .
- من الثابت لدى الجميع أن التواصل بالعين يلعب دورا مهما في العلاقات الإنسانية، فنظرة العين هي الأساس الذي يبني الثقة بين البشر علاوة على أن تجنب النظر في العين عند الحديث، يكشف الكذب.
- ويساعد النظر في العين عند الحديث، في تعزيز الثقة بالنفس، فصاحب النظرة الواثقة يحظى عادة بإعجاب المحيطين به على عكس الشخص صاحب النظرة الخجولة الذي لا يستطيع النظر طويلا في عين من يتكلم معه.
- وتكشف حدقة العين عن السعادة إذ تتسع بشكل ملحوظ وتضييق في مواقف الغضب والحزن. وفي حالات الحب، تتسع أيضا حدقة العين وتلمع بشكل واضح.
- هل جربنا يوماً التربية بنظرة العين ؟
- لنفترض أن لدينا أطفالا فى الأسرة وبطبيعة الحال الأطفال فى مراحل التنشئة تصدر عنهم الكثير من التصرفات التى قد تُغضِبنا أو تُسعدنا منهم فهل منحنا لإنفسنا الفرصة فى إستعمال تعبيرات النظرة عوضاً عن الضرب .
- أصدقكم القول أن لدى تجربة شخصية فى التعامل مع أسرتى تعتمد على اسلوب التربية والتقويم بنظرات العين وهى ناجعة بدرجة كبيرة حيث أن الطفل والزوجة على حداً سواء يصبح الزوج أو الأب لهم مجهولا فى ردود أفعاله وعندما يستعمل إسلوب الضرب ينكشف الستار عن ذلك المجهول ليتم التعامل معه بعد إنكشاف ستر المجهول عنه ويصبح الطفل والزوجة غير عابئ برد الفعل كونه علم أخر وأقصى ما يمكن الوصول اليه من رد فعل على تصرفاته .
- عند الخطأ اكتفى بنظرة تأنيب أو إحتقار للتصرف. ليشعر الطرف المقابل بمدى الجُرم الذى إرتكبه بحق نفسه أو حقوق الغير .
- وعند إنجاز أمر يستحق الإشادة أمنحة نظرة أعجاب. وأظهر البشاشة على الوجة وبكل تأكيد سيكون لها مفعول السحر فى النفس البشرية .
- والأن هيا بنا الى الشارع حيث شر البقاع على وجة الارض كم من فتاه يتم التحرش بها وانتهاك خصوصية وقدسية جسدها بسبب نظرة شهوانية من حيوان فى صورة إنسان بشرى هل جربتى القاء نظرة إحتقار إو إستصغار للفعل الذى بدر منه أم القيتى عليه نظرة خالية من التعبيرات وأقرب للخضوع من الرفض .
- هيا بنا الى بيئة العمل هل جربت يوما القاء نظرة تحفيزية على المتعاملين معك من موظفين أو مراجعين جربها لن تخسر شيئا وستجد الفارق كبيراً
- ولا يفوتنى هنا أن أبين أن الإسلام أباح النظرة الشرعيّة للشخصين المقبلين على الزواج ، ومن أهم فوائدها هي معرفة إذا ما تآلفت الأرواح مع بعضها البعض أو تنافرت ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها : سمعتُ رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم يقول : (الأرواحُ جنودُُ مجنّدة ، فما تعارف منها إئتلف ، وما تناكر منها إختلف ) متّفق عليهِ
- ولنتذكر أن النظرة الأولى خطأ ، والثانية عمد ، والثالثة تدمر ، نظر المؤمن إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس مسموم ، ومن تركها من خشية الله ، ورجاء ما عنده أثابه الله بذلك عبادة تبلغه لذتها
- الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - لصفحة أو الرقم: 6/107خلاصة حكم المحدث: تفرد به سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية
- تعمقوا معى فى تَدبُر هذه الآية وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( النور )
- هذا ما وددت الحديث عنه فى مقال اليوم عن تأثير النظرات فى التعامل بين البشر ومدى تفاعل الجسد البشرى وهرموناته معها .
- دامت نظراتكم فى غير معصية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق