الثلاثاء، 24 مايو 2016

عاشق لبراءة قلبها ... بقلم الكاتبه / سعاد الزامك


  • إحدى قصص مجموعتي القصصية ( حلم أشهب ) الصادرة في يناير 2016
  • =========================================

  • عاشق لبراءة قلبها
  • **************
  • انطفأتْ الأنوار ، هرجٌ و مرجٌ دبوا في القاعة ، ضوضاءٌ نتجتْ عن دبيبِ الأقدامِ الفارةِ من ظلامٍ طوى سعادةَ كانت مرتسمة على الملامح ، سقطتْ بثوبِها الأبيضِ بعد صراعٍ بين أحداثِ ما قبل الحفلِ و ذلك المشهد المشين ، أفاقتْ على ضجيجِ حادثٍ مُفترى .
  • أبناءُ عمومتِها تنازعتهم الغيرة ، شقتْ صدورَهم الأنانية ، كلٌ كان طامعاً في وصلِها ، كلٌ كان يتمنى الجلوسَ بجوارِها في تلك المقاعدِ الُمزدانةِ بفرحتِها ، كلٌ حانقٌ من رفضِها المُقَّنعْ ببُغضها رغم ارتداءه ثوب الأخوة ، شماتةٌ غُرستْ في الأفق .
  • تضافرتْ جهودُهم لإفسادِ زفافها ، راغَ كلٌ منهم في طرحِ مقولاته عن قصةِ حبِهما بخيالاتِه المُفتراة عن تماديها معه ، خلعوا عنها ثوبَ العفاف ، أرغموا سُمعتَها على ارتداء رداءَ الرذيلة .
  • حاصرها بنظراتِ التساؤلاتِ و اللوم ، طاردتها عيناه باتهاماتٍ هي منها بُراء ، ضاقَ قفصُ الإتهامِ الذي أصرَ على سجنِها فيه ، أبى أن يُحررها قبل أن يُطبقَ على قلبِها لينتزعَ منه كلَ الحبِ الذي رَعتُه و نَمتُه ، رجته دموعُها أن يرفعَ مِقصلتَه عن عنقِها بعد أن تَأسَدَ بارتدائه ثوب القاضي و الجلاد . لم يعدْ أمامها سوى القرار ، توشحت برداءِ المبادئ الراسخةِ في كيانِها منذ الأزل ، ألقتْ إكليلَ الزهور ، خلعتْ خاتمَ الزواج ، لا و لن يصح إلا الصحيح .. كانت تلك كلمات رتلتها عند إطلالِ ذكرياتِ حبِهما قبل الرحيل .
  • خرجَ مسرعاً تُلاحقُ خطواتُه ثورةَ انكسارِه و فداحةَ خسارةِ قلبِه و نَزْفْ كبريائه بعد أن لفظته أمام الجميع ، بحثَ عن سيارتِه في مرآبِ الفندق ، صَعُبَ عليه ايجادها بين صفوفِ السياراتِ المتراصة في صفوفٍ متتابعة ، ضغطَ زرَ الإنذارِ بميداليةِ مفاتيحِه ، ارتفعَ نباحُ انذارِها مُتبادلاً مع أضوائها المتقطعة . وجدَ ورقة على زجاجِ السيارةِ الأمامي سُطر فيها .. كلها اتهاماتٌ باطلة .

  • التوقيع 
  • عاشق لبراءِة قلبها

  • بقلم / سعاد الزامك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون