جالسة في زاوية الغرفة على قنفة صغيرة ،الشعر الابيض ينسدل على الاكتاف ،اليافطة البيضاء او الايشارب يضفي على وجههاشي من الوقار والتبجيل، الاطفال حولها ،يتراقصون، يسألونها ،ثم يضحكون ،تبتسم لهم بفم فارغ من اسنان ،تحدث جلبة عندما تضحك وتهتز القنفة ايضا، الاطفال يضحكون على انغام ضحكاتها ،احداهن الصغيرات سألت: جدة اين اسنانك؟ هل اكلتهم الفأرة كأسناني وتشير الى اسنانها الامامية المتساقطة ويضحكون ،تبارك بيدها الحنونة على شعر رأسها وتخبرها : لا انا اسناني اكلها القط وتضحك،سيف طفل مشاكس ،ينظر اليها ويقول :جدة اين جدو ؟ تبتسم : جدو مات من زمان.جدة وانت؟ لماذا تعيشين طويلا ؟ هههه .وتسعل ثلاث مرات، ليس بيدي يابني ، في كل صلاة ادعو الله ان يرحمني ،والحمد لله ،
لكن جدو توفى وهو صغير بس انت ماشاء الله لليوم صحتك جيدة
ماذا افعل ،هذا امر الله ومشيئته ،بيده كل شي وهو على كل شي قدير،تتقدم فاطمة منها : جدة الله يعطيك الصحة والعافية،لكن امي ماتت وانا لم اراها ،هل تصفينها؟
تعالي بنتي تعالي ،وتحتضن الجدة فاطمة وتمرر يدها المرتجفة على شعرها : امك كانت جميلة مثلك ، طيبة ،تشبهك ،بل انت تشبهين امك، كانت معلمة في مدرسة ، في يوم من الايام كانت ذاهبة الى مدرستها ،فصدمتها سيارة وسقطت صريعة الحدث وتوفت، كنت انت انذاك لاتزالين حديثة عهد في المشي ،الله يرحمها ، اما بسام .فاخذ يدمدم بكلمات ظل الجميع يتأملونه ويفكرون بها لكن مافهمو،سألته الجدة ،ماذا تقول يابسام ؟ نظر اليها وقال: جدة كنت اقول مع نفسي .امي رأيتها مع ابي وبعد اشهر رأيت اخرى تحل محلها لكن ليست هي امي. احتضنته وقالت له : صحيح هي ليست امك لكن هي طيبة معك ومع ابيك ، امك ياولدي تركتنا وخذلتنا وراحت في احضان شاب يصغرها سنين، امك ياولدي ليست ككل الامهات ابدا، لو كانت ام مافعلت الذي فعلته ،اكيد هي تندم الآن لكن لن انظر الى وجهها ولن اغفر لها خطأها مادمت حية ،ياولدي هذه زوجة ابيك هي بمثابة امك ،تحبك،تخدمك،تعتني بك كولدها فكن لها نعم الولد ،هيا يا اولاد،حان وقت صلاة العشاء، دعوني اصلي واذكر ربي ،ساطلب من الله ان يرحمني والجأ اليه ويذكرني ،ساسمع. كلامكم وادعوه ان يتوفاني ،هيا يا اولاد تفرقوا ،ولاتزال الجدة تصلي تذكر الله والله راحم المؤمنين ،
لاتزال بصحة جيدة
بقلمي /عبدالله العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق