نرحـل واليد تمسك أنامل الفجر .. ونبتعد الخطوة بعد الخطوة نحو ذاك البعيد
.. ثم نلتفت لنرى من يلاحقنا بالـوفاء .. فإذا بالذكريات تصدق بالملاحقة
لتمثل البواقي في الإناء .. وتدق ناقوس الحنين لترقرق العين بالبكاء ..
والنكران من أهل الوفاء يشوب الصفاء .. ويتضاءل الجسر بين البين وينكمش..
حتى يصبح مارد الجسر هو ذاك القزم المهين .. والخطوةَ تعود للرحم بعد ولادة
الفرحة لسـنين .. لتوجد محراب جدب كان في الماضي خصباَ في شط البراءة
واليقين .. ثم آثار أقدام الشيطان وقد
لامست مواقع الطهارة في إطار الشك والظنون .. وقلب تناصف نصفين نصف يراوده
الحنين ونصف يتهرب بالشك والجنون .. وتلك نحـلة ذات شهد تمردت لتشير بشوكة
حادة التسنين .. فكان الألم لقلب بعد نعمة الشـهد فيا لها من أنين .. أيها
الظالم كم أسقيتني خمر المرارة وأنا ذاك الخـل الأمين .. قاسية تلك القلوب
إذا خليت من نعمة الرحمة واللين .. تفرش الكف برحاَ لتقبض قلب المحب قبضاَ
مشوباَ باليقين .. ثم تعصر القلب بقسوةَ حتى يقول القلب كفاني عصارة الحزن
الدفين .. أطلقوا ساحتي فإني مللت الظلم ومللت الطعنة باليمين .. وخنجر
الغدر يطعن الكبد ليجعل الكبد ذاك الغمد الرصين .. وعشمي كان في عـودة
الغيث بعـد جدب السنين .. فإذا بطوفان الصد يمنع التلاقي لتكون اللحظات هي
الرحيـل .. والمرارة تجتاح صفحة الماضي بدموع الأنين .. والكف أصبح خاوياِ
من باقة ورد أسقطتها الخيانة في سلة الطين .. لنرتحل ونحن نحمل الجراح في
القلب ثم نحتسب الأجر يوماَ في كفة الموازين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق