الثلاثاء، 14 فبراير 2017

الصديقتان : بقلم الأديب اللواء// ماهر عبد الواحد

ساره ويارا صديقتان مجتهدتان بمرحلة التعليم الجامعي ، امتدت صداقتهما الجميلة منذ أن جمعتهما الدراسة بمرحلة التعليم الابتدائي .
يقع منزل سارة على النيل مباشرة في بقعة جميلة ساحرة ، حيث يبرز النيل جماله وهدوءه الآسر فتعلقت سارة به وقد شغفها حبا .
تعودت الصديقتان المشى على الكورنيش حتى الكوبرى ثم العودة ، وكان الكورنيش في هذه الفترة له سماته الخاصة من الهدوء والجو العائلي البهيج .

سافرت يارا مع أسرتها فتباعدت الصديقتان فترة من الزمن ، وكان الفراق مؤثرا ومبكيا إلى أن عادت يارا من سفرها مع بداية المرحلة الجامعية ، لتبدآ رحلتهما القديمة على الكورنيش مابين ذهاب وإياب .
ذات يوم و بالقرب من الكوبرى اشتريتا علبتى مياه غازية ، وقد أخرجت يارا من حقيبتها طوقا ملصقا فضيا كتب عليه " أنت رفيقتي و صديقة العمر .. أحبك يا سارة " ثم لصقته على علبة سارة،
وفي طريق العودة حدث أن سقطت علبة المياه الغازية الفارغة من يد سارة من أعلى الكوبرى دون قصد منها لتطفو فوق سطح الماء ويحملها التيار كمركب صغير يسير بلا مجداف ، وقد أحزن ذلك يارا حيث اعتبرت ذلك اهانة لها .
في شرفة منزلها المطل على النيل لم تصدق ساره عينيها ، فهاهى علبة البيبسى الفارغة وعليها الشريط الفضى متلألئا عاكسا لضوء الشرفة مكتوبًا عليه " أنت رفيقتى و صديقة العمر .. أحبك يا سارة " ، تحرك الشوق بالسعادة واللهفة والامتنان إلى الزائر الوفي ، ثم جذبته سارة من الماء وجففته جيدا وحفظته في مكان أمين ، وعبر الهاتف تحكى سارة لصديقة العمر حكاية صديقهما الجديد وسط دموع الصديقتين المخلصتين، و لتعتبره الصديقتان رمزا للوفاء عبر الزمن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون