خطبة بعنوان : الصيام .... حكمته وأثره
الشيخ : عبد القوى أبوسنة – رحمه الله –
مسجد : عبد الرحمن فوزى بالصف
*********************************
لك الحمد يا رب : يا من جعلت الصيام طهارة للأبدان ، وتهذيباً للنفوس ، وتنقية للأرواح .
وأشهد أن لا إله إلا أنت : يا من حققت لعبادك الصائمين المخلصين السعادة الدائمة ، والمعيشة الرغدة ... سبحانك يا رب ضلت العقول عن إدراك كمال حكمتك ، وقصرت الأفهام عن بلوغ كنه حقيقتك .
وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك : صاحب الرسالة السمحة والشريعة الجامعة .
صلواتك وتسليماتك يا رب على هذا النبى : صاحب الخلق الكريم والحس المرهف والروح الشفافة والنفس الصافية الصائم نهاراً والقائم ليلاً .
وعلى آله وصحابته : أصحاب النفوس الزكية ، والقلوب الصافية ، والأخلاق العالية.... اقتدوا بنبيهم فعلا قدرهم وعظم شأنهم وكانوا مثلاً يهتدى بهم .
ومن تبعهم : وسار على نهجهم إلى اليوم الموعود ......
أما بعد …………… فيا أمة الإسلام ……………
*********************************
إن المسافر فى الصحراء وهو ينقل خطاه على الرمال المحرقة ، تحت وهج الشمس الملتهبة يكتال الريح الساخنة من كل جانب وقد أضناه السير وهده اللغوب ...... كيف به وهو يستقبل واحة خصبة وارفة الظلال رقراقة النبع ندية النسيم تتحدى الجو القاسى من حولها بما تنفث به من سحر وعطر ؟ ثم هو بعد وعثاء السفر ومشقة الطريق يلقى بنفسه فى أحضان تلك الواحة ، يتقلب فى أفواف من الروح والريحان .
كذلك يستقبل المؤمنون شهر رمضان فهو واحة الاسترواح فى صحراء العام يدخلها الصائمون بعد ظمأ روحى استولى على النفوس يدفعها الشوق إلى لحظات غامرة بالنور وليالٍ مُتْرَعةٍ بالخير والفضل ، وتقع فيها الطاعات أعظم موقع فى ميزان المثوبة والأجر، ولذا يقول صلى الله عليه وسلم : (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين )) رواه البخاري ومسلم عن أبى هريرة (صحيح) ( صحيح الترغيب والترهيب998) .
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن (وقال ابن خزيمة الشياطين مردة الجن بغير واو) وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة )) رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي عن أبى هريرة (صحيح) ( صحيح الترغيب والترهيب998) .. وعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة – يعني في رمضان- وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)) رواه أحمد فى مسنده عن أبى سعيد الخدرى (صحيح لغيره) ( صحيح الترغيب والترهيب1002) .
ها هو شهر رمضان قد أظلكم زمانه ، وأدركتكم أيامه وتألق كوكبه ، وانبثق فجره وأشرقت شمسه ... ها هو ذا شهر الصيام قد حلَّ يناديكم ضيفاً كريماً ورسولاً من رب العالمين ... أمينا يشهد على المسئ بإساءته ، وللمحسن بإحسانه ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)) (7، 8) سورة الزلزلة . (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )) (29) سورة ق. فمن الهلال إلى الهلال يعيش المسلم الصائم فتره من الزمان مع الأناسى فى الأرض ، ومع الملائكة فى السماء وكم يود أن تطول حتى يصبح رمضان السنة كلها هى أيام الرضا من صاحب الرضا ..... أبواب السماء تفتح والملائكة تتنزل ، والشياطين تصفد يقرب الرحمن من عباده فيضاً وإنعاما ويستجيب للدعوات يسألهم قبل أن يسألوه لخيرهم هم لعلهم يرشدون .
ولما كان الشهر بهذه المثابة لم يترك الرب الرحيم لأمة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم أمر الاختيار فى أن تنهل من المورد العذب لهذا الشهر الكريم بل أوجب عليها أن تغترف من فيضه وتعبّ من كأسه حتى يذهب ظمأ النفوس وشوائب الأرواح وثقل الأجساد فتعود صافية نقية صلبة قوية فقال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) (183، 184) سورة البقرة. ثم قال : ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) (185) سورة البقرة .
فالصيام فريضة ، والفريضة تكليف ، والتكليف عب ء والعبء ثقيل ... فمن أطاع ربه وحلق بروحه فى أجواء هذا الشهر الكريم وصفت نفسه بالتجوال فى رياضه ...وكان هو المعنى فيما يرويه النبى صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل فى الحديث القدسى : ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه)) رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب978)... وفى رواية للبخارى: (( يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها)) ..ألا ترى جلال الصوم ، ومكانته ، وأنت تقرأ هذا الحديث القدسى ((الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)) لا يعرف أحد أنك صائم أو مفطر ... فما ظنك بمن يعلم ذلك منك ؟ لأنه لا تخفى عليه خافية ألا تحرص كل الحرص حتى لا يرى منك فى صومك إلا ما يحب ويرضى ؟ ...... فمن ارتاد هذا الشهر الكريم وشرب من مورده كان له الجزاء الأوفى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلن يدخل منه أحد . )) رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن سهل بن سعد (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب979).
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبى هريرة (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب992).
ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم : ((كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلا سبعمائة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه مسلم فى صحيحه (164/1151) عن أبى هريرة (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب978).
أيها الأخوة :
*********
هلموا إلى الواحة فارتادوها ... وتزودوا منها فالسفر طويل والطريق موحش .... واعملوا في شهر رمضان فيقول النبى صلى الله عليه وسلم : (( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان عن زيد بن خالد الجهنى (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب1078)
واعلموا أن الصوم عبادة ، والعبادات فى الإسلام مقصورة بذاتها تؤدى فى مواقيتها المعلومة وبكيفيتها المشروعة فهى أولا وقبل كل شئ ... حق المعبود وواجب الخالق على المخلوق .
واعلموا أيضا أن الصيام سمو بالنفس وعلو بالروح إلى مصاف الملائكة المقربين حتى لقد قال بعض الحكماء : (( إذا صام الإنسان التحق بالملأ الأعلى )) . ولذا لم يشرعه الله لمجرد الحرمان من الطعام والشراب . ولا لمجرد أن يذيق الإنسان نوعا من الآلام ، وإنما شرعه لحكم عالية ، وغايات سامية ليهذب الطباع ويقوم به الأخلاق وليغرس فى الإنسان كثيراً من الآداب الفاضلة والصفات الكريمة ... ليجعل منه ملكاً طاهراً ينفع المجتمع وتسعد به الإنسانية .
1)- فشرعه لينزع من الإنسان الغلظة والجفوة والبخل والشح ، ويغرس فيه الرحمة والرأفة والحنو والشفقة والكرامة والبذل لأنه إذا عض الغنى الجوع تذكر إخواناً له فى الدين والوطن والإنسانية ... فقراء بائسين ، وعجزة محتاجين ... قيل ليوسف عليه السلام : (( لما تجوع وأنت على خزائن الأرض ؟ قال : أخشى أن اشبع فأنسى جوع الفقير )) (كتاب الشفا للإمام الحافظ أبو الفضل عياض (ج1(48)/ص117).
2)- وشرع الصوم أيضاً : ليربى فى النفس الأمانة ويجتث منها وصمة الخيانة ، ويعود الإنسان الوفاء ، والالتزام . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((الصيام جنة وحصن حصين من النار)) رواه أحمد والبيهقى عن أبى هريرة (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب1078)
3)- وشرع أيضاً ليربى النفس على الصبر فى النوازل ، والثبات عند الشدائد ، واستقبال الخطوب بالعزم. ورحم الله شوقى إذ يقول : ((الصوم حرمان مشروع وتأديب***بالجوع وخشوع لله وخضوع )) لكل فريضة حكمة وهذه الحكمة ظاهرها العذاب وباطنها الرحمة يستثير الشفقة ويحض على الصدقة وتكسير للكبر ويعلم الصبر ويسن خلال البر حتى إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المنع عرف الحرمان كيف يقع وألم الجوع إذا لذع .
4)- وشرع الصوم أيضا : ليمحوا الفوارق ويساوى بين الفقراء والأغنياء ، بين الحكام والمحكومين .
5)- وشرع الصوم أيضاً : لأنه أنجح وسيله تلتمس بها صحة الجسم وبراءته من الأسقام و العلل وسلامة وظائفه العضوية وأكثر الأعضاء استفادة ( المعدة ) وسلامتها تنعكس على الجسم كله حيث أنها بيت الداء قال لقمان الحكيم : (( إذا امتلأت المعدة خرست الحكمة ونامت الفطنة وسكتت الأعضاء عن العبادة )) إذن مادام الصوم قد شرع لحكمة سامية تتعلق بالإنسان ومجتمعه الذى يعيش فيه ، وبالإنسان و خالقه ، وبالإنسان ونفسه ومواقفه ...
فجدير به ألا يقف بالصوم عند الجوع والعطش لأن الصوم أجل من ذلك وأكبر من أن يكون كذلك والمقصود الأسمى فيه أن الصوم جوارح الصائم ..... يقول جابر بن عبد الله : (( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء )) (الزهد لابن المبارك 1308) . وتصوم عينه عن النظر إلى محرم الله ، ويصوم لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور والفحش عن الكلام ، واليمين الغموس والخصومة والمراء ، وتصوم أذنه عما نهى الله عنه .... فكل ما حُرم قوله حرم الإصغاء إليه ، وتصوم بطنه عن تناول الحرام وما فيه شك وريبه ، وتصوم يده عن إيذاء الناس قال صلى الله عليه وسلم : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب2851) .
وتصوم رجله عن المشى بالفساد بين الناس فإذا صامت جوارحه سلم صومه وأجر عليه وربحت مع الله تجارته ولا فصومه مردود عليه وعليه وزر ما ارتكب وباءت مع الله تجارته . قال المعلم والمربى صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري وأبو داود والترمذي عن أبى هريرة (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب1079).. وقال صلى الله عليه وسلم : (( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر )) رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم عن أبى هريرة (حسن صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب1083).
أيها الأخوة :
*********
إن المؤمن الصادق فى رمضان يبدأ رحلة إلهية يتجرد فيها من المادة ونوازعها إلى الروحية المشرقة وبواعثها. إن المؤمن الصادق يمضى نهاره صائماً ، وليله قائماً راكعاً لله وساجداً ، موقناً بالرقابة العليا التى تتمثل فى قوله صلى الله عليه وسلم : (( اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.... )) رواه الطبرانى عن رجل من بنى نخع (حسن لغيره) (صحيح الترغيب والترهيب3351)
إن الصائم الحقيقى هو الذى لا ينزعج بالصوم ، ويثور لأتفه الأسباب وقد رسم النبى صلى الله عليه وسلم الطريق والمنهج لكل من ابتلى بمن يكل له السباب أن يسمك لسانه عن رد السوء . فيقول صلى الله عليه وسلم : (( .....الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ........)) رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب978)
وفى رواية للبخارى: (( يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها)) .
وليس يوم الصائم إخلاداً للراحة أو ركوناً إلى لدعة ، وليست لياليه للضر والعبث واللهو ، لكنها للقيام والتهجد والركون إلى الله بغير زاد إلا زاد التقى والمعاد . فالصائم الحقيقى هو الذى يسير على النهج ويرتاد الواحة فى هدوء ودعة .
مرحبا بشهر القرآن مرحبا بشهر الصيام شهر القيام شهر الجود المتدفق شهر الحب شهر النور شهر القرب من الساحة العلوية شهر الأمل شهر العمل شهر الوقوف على أبواب الكريم . نسأل الله أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم …… وأشهد أن لا إله إلا الله …… وأن محمداً رســول الله .
أما بعد …………
فيا عباد الله اتقوا الله …………. اتقوا الله فقد مضى زمن العصيان ……… اتقوا الله و اسألوه إصلاحاً وتنظيماً ….. واعلموا أن الله صلى على نبيه قديماً فقال تعالى : ((ولم يزل قائلاً عليماً وآمراً حكيماً )).
((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (56) سورة الأحزاب
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنـك حميد مجيد
أيها الأخوة :
**********
إن رمضان فترة مشرقة فى جبين الزمن مشرقة فى محراب العبادة ، مشرقة فى مضمار التنافس ... لكن بعض المسلمين فى هذه الأيام يستقبلون شهر رمضان بأسلوب يختلف تماما عن أسلافهم السابقين حتى ليتخيل إلى من يرى هؤلاء المسلمين أنهم غير مسلمين ... إنهم يعيشون فى بلد ليس دينه الرسمى الإسلام .
فأينما وليت فسم وجهك وأجلت ناظريك ...ترى ما يثير الألم والمرارة والإشفاق ، ترى رجالا يتفجرون صحة وعافية ، وشهادات ميلادهم تشهد بأنهم مسلمون ومع ذلك لا يستحيون من الله ولا من الناس فيتناولون الطعام والشراب ويدخنون نهاراً فى الشوارع والمحال العامة ، والمكاتب ويجلسون على المقاهى لاحتساء الشاى والقهوة .
فإلى هؤلاء الذين يستهزئون بأوامر الله هذا الوعيد المر الذى يتوعدهم به ... روى أبو أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يقول بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل ( أى وسطه ) إذا بأصوات شديدة ... قلت ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قالا الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ( أى يتجرءون على الإفطار فى نهار رمضان) . )) رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما (صحيح) (صحيح الترغيب والترهيب1005).
اللهم اجعل صومنا لك ابتغاء مرضاتك ، وطريقنا إلى جنتك ، ومؤهلنا إلى برك وهباتك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق